“خذلنا ماكرون”.. عرب يواجهون قرارات الرئيس الفرنسي وينضمون لـ “السترات الصفراء”

منذ أول يوم لخروج المتظاهرين إلى وسط مدينة باريس، قبل زهاء أربعة أسابيع لم تتأخر سناء في المشاركة في الاحتجاجات، رافضة أية زيادة لسعر الوقود

عربي بوست
تم النشر: 2018/12/08 الساعة 15:05 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/12/08 الساعة 16:08 بتوقيت غرينتش
التظاهرات في فرنسا - صورة من الأرشيف/ رويترز

منذ أول يوم لخروج المتظاهرين إلى وسط مدينة باريس، قبل زهاء أربعة أسابيع لم تتأخر سناء في المشاركة في الاحتجاجات، رافضة أية زيادة تطال الوقود أو ترفع من قيمة الضريبة عليه، وهو ما جعلها تنضم سريعا إلى الآلاف من ذوي "السترات الصفراء" وتنتظم مع خطواتهم الاحتجاجية.

غضب سناء ذات الأصول الكازاوية (كازابلانكا)، ورفضها للقرارات الحكومية لم يأت من فراغ، وفق ما أكدته خلال حديثها لـ "عربي بوست"، " ترعرعتُ بفرنسا وأقيم بها، وطبيعة عملي جعلتني في مواجهة هذه القرارات غير الشعبية".

يتهم إيمانويل ماكرون بأنه "رئيس الأغنياء" فقط، ورغم رضوخه أمام احتجاجات حشود من "الفرنسيين الفقراء" ممن أطلقوا على أنفسهم اسم "السترات الصفراء"، إلا إن هؤلاء لايزالون يحتجون بالآلاف في جادَّة الشانزلزيه بقلب العاصمة، مطالبين بإلغاء الزيادة المقررة على ضرائب الوقود، وليس تجميدها فقط.

مغربية من"السترات الصفراء"

السياسات الاقتصادية الجديدة التي أتى بها الرئيس الفرنسي محاولا تنزيلها، لم تغضب الفرنسيين وحسب بل جرَّت عليه ويلات ورفض جميع فئات المجتمع بمن فيهم المهاجرين المستقرين بالبلاد ممن ينحدر جلهم من دول شمال إفريقيا والشرق الأوسط.

غلاء المعيشة وتردي الأوضاع الاقتصادية، كانت شرارة أوقدت الغضب في قلوب المحتجين، إلا أن التَّكلفة المتزايدة للبنزين ووقود "الدييزل" وإقرار زيادة على الضرائب الخاصة بهما ضمن ميزانية عام 2019، فجَّرت الوضع وأخرجت عربا وأفارقة جنبا إلى جنب الفرنسيين الغاضبين.

جانب من مظاهرات باريس/ رويترز
جانب من مظاهرات باريس/ رويترز

سناء تمتهن قيادة سيارة تُقدّم خدمات خاصة لنقل الأفراد، المعروفة اختصارا بالـ (VTC). وجدت الشابة المغربية نفسها معنية بالزيادات المقررة على حين غرة.

تحكي السائقة لـ "عربي بوست" قائلة "عملي يتطلب أن أتوجه يوميا لمرتين أو ثلاث لمحطات الوقود قصد التزود. إذا ارتفع ثمن البنزين وزادت الضرائب عليه، فماذا سأربح من العمل سوى تعبا مضاعفا".

خذلنا ماكرون!

"ليس من الضروري أن تكون متضررا بشدة من قرار الحكومة الفرنسية لتخرج للاحتجاج وتدعم السترات الصفراء، يكفي أن تكون مستخدما أو موظفا من الطبقة المتوسطة لتحس بالأذى المترتب عن مثل هذه القرارات"، هكذا تحدث اسماعيل القويدر، 54 سنة، عن موقفه من الأزمة الفرنسية التي باتت تكبر ككرة الثلج يوما بعد آخر.

لم يشارك المهاجر الجزائري المنحدر من مدينة وهران، في احتجاجات أصحاب "السترات الصفراء" إلا أنه لم يخف تضامنه الكامل مع خطواتهم وأشكالهم الاحتجاجية ضد سياسة ماكرون، "أراهُم يدافعوا علينا وعلى مصالحنا" (هم يدافعون عنا وعن مصالحنا)، يقول القويدر لـ "عربي بوست".

المهاجر الجزائري، ومثله كثُر تفاجئوا من قرارات ماكرون وأصيبوا بخيبة أمل كبيرة بسببه على الرغم من أنهم كانوا داعمين لصعوده، وفق تعبير المتحدث، متابعا بالقول " مدخول الأغلبية الساحقة من المهاجرين يكفي بالكاد لسداد ثمن كراء ومصاريف المعيشة".

أحد المتظاهرين خلال الاشتباكات مع الشرطة الفرنسية/ رويترز
أحد المتظاهرين خلال الاشتباكات مع الشرطة الفرنسية/ رويترز

وختم اسماعيل، البالغ من العمر 53 سنة كلامه مؤكدا أن "الطبقة المتوسطة لا تستهلك الكثير من الموارد الطاقية، في حن أنهم أكثر من سيؤدي الثمن" على حد قوله.

المتظاهرون ممن سبق لهم مطالبة ماكرون بالاستقالة، موجهين له رسائل بأن يكون رئيسا لكل الفرنسيين، توافدوا بالمئات صبيحة يوم السبت 8 ديسمبر/ كانون الأول، حيث أوقفت الشرطة 481 منهم قبيل انطلاق المظاهرات في باريس، فيما شرعت لاحقا في استخدام الغاز المسيل للدموع ضدهم.

وفي الوقت الذي فاق فيه عدد المعتقلين الـ 450 منذ بداية الاحتجاجات، تجاوز عدد الجرحى الـ 150. كما احترقت عشرات السيارات وتضررت واجهات محال تجارية وتعرضت للنهب، حيث شجب الرئيس الفرنسي العنف الممارس أثناء الاحتجاجات، منتقدا ما اعتبره تدنيس قوس النصر بسبب كتابات على جدرانه دعَته للرحيل عن السلطة.

علامات:
تحميل المزيد