أعلن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة أنّه استهدف في البادية السورية الأحد 2 ديسمبر/كانون الأول 2018، قيادياً بارزاً في تنظيم الدولة الإسلامية ضالعاً في عملية إعدام العامل الإنساني الأميركي بيتر كاسيغ، لكن دمشق قالت إن القصف استهدف مواقع للجيش في وسط سوريا.
وقال المتحدّث باسم التحالف الدولي الكولونيل شون راين في رسالة إلكترونية لوكالة الأنباء الفرنسية: "نفّذت قوات التحالف ضربات دقيقة ضد عنصر بارز من تنظيم الدولة الإسلامية، أبوالعمرين (…) ضالع في قتل" كاسيغ الذي خطف في سوريا في 2013 وبث التنظيم الجهادي شريط فيديو يصوّر إعدامه في نوفمبر/تشرين الثاني 2014.
واستهدفت الضربات ذاتها، وفق راين، عناصر آخرين من التنظيم الجهادي إلى جانب أبوالعمرين الذي كان "مرتبطاً ومشاركاً بشكل مباشر في إعدام العديد من السجناء" لدى التنظيم.
وأكّد المتحدّث أنّ "غارات التحالف تواصل شلّ قيادة التنظيم وسيطرته على أرض المعركة بينما نقضي على الشخصيات البارزة في صفوفهم".
للنظام السوري رواية أخرى
لكن دمشق اتهمت قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة بشنّ قصف صاروخي مساء الأحد على مواقع للجيش السوري في وسط البلاد، وفق ما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية سانا عن مصدر عسكري.
وفي وقت لاحق، نفى التحالف رداً على سؤال لوكالة الأنباء الفرنسية، أن تكون قواته استهدفت مواقع للجيش السوري، مؤكداً أن ضرباته في الصحراء طالت جهاديي تنظيم الدولة الإسلامية.
ونقلت سانا عن مصدر عسكري أنّ "قوات التحالف الأميركية أطلقت حوالي الساعة الثامنة ليلاً (18,00 ت غ) صواريخ عدة باتجاه بعض مواقع تشكيلاتنا في جبل الغراب جنوب السخنة"، الواقعة في ريف حمص الشرقي.
وأفاد المصدر بأنّ الأضرار "اقتصرت على المادّيات" من دون ذكر أي تفاصيل إضافية.
من جهته، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات التحالف المتمركزة في قاعدة التنف على الحدود مع العراق أطلقت "أكثر من 14 صاروخاً" على رتل لقوات النظام أثناء مروره في البادية في أقصى ريف حمص الشرقي.
وتخوض قوات النظام معارك ضد تنظيم الدولة الإسلامية الذي ينتشر في مواقع شرق مدينة حمص في الصحراء المترامية.
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لوكالة الأنباء الفرنسية إن "الرتل كان تائهاً وسط الصحراء على بعد نحو 35 كيلومتراً من قاعدة التنف"، حيث تتمركز قوات أميركية وبريطانية بشكل خاص.
غير أنّ المتحدّث باسم التحالف الدولي شون راين شدّد على أنّ التقارير عن استهداف مواقع للجيش في البادية "خاطئة"، مؤكّداً أنّ التحالف وجّه "ضربات دقيقة" ضد تنظيم الدولة الإسلامية واستهدف جهادياً بارزاً "ضالعاً" في قتل المواطن الأميركي بيتر كاسيغ في العام 2014.
من هو بيتر كاسيغ؟
وكان تنظيم داعش قد نشر في 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2014 شريط فيديو ظهر فيه رجل ملثّم يرتدي ملابس سوداء، وهو يدل على رأس رجل ملقى عند قدميه، ويقول باللغة الإنكليزية: "هذا هو بيتر إدوارد كاسيغ المواطن الأميركي".
وبيتر كاسيغ جندي أميركي سابق قاتل في العراق، لكنّه ترك الجيش وقرّر تكريس حياته للعمل التطوّعي، فعمل في مستشفيات وعيادات في لبنان وتركيا تستقبل السوريين الذين فروا من بلادهم، بالإضافة إلى عمله في مناطق منكوبة في سوريا.
ويقول أصدقاء كاسيغ إنّه اعتنق الإسلام واتّخذ لنفسه اسم عبدالرحمن. وخطف في نوفمبر/تشرين الأول 2013 بينما كان في مهمّة لنقل مساعدات إنسانية إلى سوريا.
ومنذ العام 2014، يوجّه التحالف ضربات تستهدف مواقع تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، حيث تقلّصت مساحة سيطرة التنظيم الجهادي إلى مناطق محدودة في البادية السورية، أبرزها في ريف حمص الشرقي وعلى الضفاف الشرقية لنهر الفرات.