اجتماع أزمة لماكرون مع حكومته، ووزير الداخلية يعترف بالتقصير.. حزب الرئيس: أخطأنا بعد ابتعادنا عن واقع الفرنسيين

عربي بوست
تم النشر: 2018/12/02 الساعة 13:08 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/12/02 الساعة 13:08 بتوقيت غرينتش
مظاهرات سابقة في فرنسا/ رويترز

ترأس الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي عاد من قمة مجموعة العشرين في بيونس آيرس، اجتماع أزمة الأحد غداة الفوضى التي شهدتها باريس في إطار تحرك مظاهرات السترات الصفراء

وفي الساعة 11,30 ت غ اجتمع ماكرون برئيس الوزراء إدوار فيليب ووزير الداخلية كريستوف كاستانير و"الأجهزة المختصة" لإيجاد حل لتحرك يبدو أنه خرج عن السيطرة، ولدرس أحداث الأمس، التي شهدت خلالها الأحياء الراقية في باريس عصياناً وأعمال عنف.

وقبل ذلك اتخذ ماكرون خطوة رمزية وزار معلم قوس النصر الذي تعرض السبت لأعمال تخريب.

وأدت أعمال العنف إلى إصابة 133 شخصاً بجروح، بينهم 23 عنصراً في قوى الأمن وإلى توقيف 378 على ذمة التحقيق بحسب حصيلة رسمية الأحد. وأعمال العنف هذه التي لم تشهدها العاصمة الفرنسية منذ عقود، دفعت برئيس الوزراء إدوار فيليب إلى إلغاء زيارته لبولندا للمشاركة في قمة حول المناخ.

الاستماع إلى أقوال وزيرين

وأعلن مجلس الشيوخ الفرنسي الأحد أنه سيستمع الثلاثاء أمام لجنة، إلى الوزيرين المكلفين الأمن "للحصول على إيضاحات عن الوسائل التي نشرها وزير الداخلية" السبت في مواجهة الفوضى.

مساء السبت، في حين كانت سيارات تحترق وتتعرض محال تجارية للتخريب وتقام حواجز بين المباني الفخمة، اتهم ماكرون المتظاهرين بأنهم "يريدون فقط إشاعة الفوضى".

ولم يستبعد وزير الداخلية كريستوف كاستانير إمكانية فرض حالة الطوارىء تفادياً لأي أعمال عنف جديدة السبت المقبل.

أخطأوا حين ابتعدوا عن واقع الفرنسيين

ومساء السبت أعلن ماكرون من بيونس آيرس أنه "لن يرضى أبداً بالعنف". وأكد أنّه "ليست هناك أيّ قضية تبرّر مهاجمة قوات الأمن ونهب محال تجارية وتهديد مارة أو صحافيين وتشويه قوس النصر".

وبعد أحداث السبت التي تخللتها أيضا أعمال عنف ومواجهات في الضواحي لمح مسؤولون إلى أنه سيكون هناك تغيير أقله في الشكل، للعمل الحكومي.

وقال المسؤول الجديد عن حزب "الجمهورية إلى الأمام" ستيفان غيريني الذي انتخب السبت لصحيفة "لوباريزيان"، "أخطأنا بحيث ابتعدنا كثيراً عن واقع الفرنسيين".

مساء السبت أقر كاستانير بأن الحكومة "أخطأت أحياناً في التواصل".

وأكد ماكرون الذي بنى قسماً من سمعته السياسية على قدرته في تطبيق الإصلاحات مجدداً، أنه لن يتراجع خلافاً لأسلافه كما قال.

وفي صفوف اليمين دعا زعيم الجمهوريين لوران فوكييه مجدداً إلى استفتاء حول السياسة البيئية والضريبية لإيمانويل ماكرون. وطلبت مارين لوبن لقاء ماكرون مع زعماء الأحزاب السياسية المعارضة.

لدى اليسار، طلب زعيم الحزب الاشتراكي أوليفييه فور تشكيل لجان حول القدرة الشرائية. وطلب السياسي بونوا أمون إطلاق حوار وطني مع "السترات الصفراء" والنقابات والمنظمات غير الحكومية حول القدرة الشرائية وتوزيع الثروات وعملية الانتقال البيئية.

أما جان لوك ميلانشون زعيم حركة "فرنسا المتمردة" فدعا إلى إعادة فرض الضريبة على الثروة، مشيداً بـ"تمرد المواطنين الذي يثير الخوف لدى ماكرون والأثرياء".

ووسط هذه المطالب التي وضع معظمها على الطاولة منذ أيام، لم تغير الحكومة حتى الآن موقفها.

وعندما كانت أولى المواجهات تدور على جادة الشانزيليزيه قال المتحدث باسم الحكومة بنجامان غريفو صباح السبت، إنه لا تغيير في المواقف، مذكراً بخطوات المساعدة التي أعلنتها الحكومة في الأيام الأخيرة.

وأضاف "استمعت إلى الذين قالوا لي إنه لم يعد لديهم مال عند منتصف الشهر. لكننا نقوم بإصلاح البلاد خطوة بعد خطوة. نقوم بذلك بجدية ولا نؤجل خياراتنا للأجيال المقبلة".

يشار أن الرئيس الفرنسي اعتبر المشاركين في احتجاجات الأمس بالعاصمة باريس هم "مجموعة غوغاء لا علاقة لهم بالتعبير السلمي عن أي غضب مشروع".

ومظاهرات أمس هي الثالثة ضمن سلسلة احتجاجات ينظمها أصحاب "السترات الصفراء" منذ 17 نوفمبر/تشرين الثاني المنصرم، ضد رفع أسعار الوقود وارتفاع تكاليف المعيشة.

علامات:
تحميل المزيد