أصيب العشرات بالاختناق في مدينة حلب بسبب قصف نظام بشار الأسد وقضى بضع أشخاص في مدينة إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة جراء القصف وفق بيان المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال المرصد إن امرأتين وسبعة أطفال لقوا حتفهم في بلدة جرجناز بمحافظة إدلب، التي اتفقت روسيا وتركيا على إقامة منطقة عازلة فيها.
وأضاف المرصد، ومقره بريطانيا، أن القصف الذي استهدف حلب، الخاضعة لسيطرة الحكومة، أدى إلى إصابة ما لا يقل عن 32 شخصاً، بينهم ستة أطفال، وتسبب في صعوبات في التنفس.
وعلى الرغم من أن القصف، وفق منابر حقوقية سورية، جاء من جانب النظام السوري فإن الإعلام السوري والروسي يتهمان المعارضة بالوقوف خلف القصف، وليس العكس.
وقال أحد أهالي حلب، في تصريح خاص لـ "عربي بوست": إنه عند الساعة (التاسعة مساءً)، أمس السبت (24 نوفمبر/تشرين الثاني 2018)، بدأنا بسماع أصوات القذائف والصواريخ التي اعتدنا على سماعها بشكل يومي في منطقتي شارع النيل والخالدية بحلب.
وأضاف: بعد دقائق قليلة شعرنا بضيق في التنفس، بالإضافة إلى رائحة غريبة، عرفنا على الفور أنها مواد سامة (غاز الكلور السام).
وقال إن قوات نظام الأسد هي التي قصفت المدينة بالغازات السامة، مشيراً إلى أن الهلع أصاب أهالي المنطقتين، وقام جميع الأشخاص بإغلاق محالّهم التجارية والهرب من المنطقة، وبدأت سيارات الإسعاف تنقل المصابين الذين استنشقوا رائحة المواد الكيماوية داخل المنازل، باتجاه مستشفيات الجامعة والرازي، وكشف أن الإصابات وصلت نحو 150 شخصاً، غالبيتهم من النساء والأطفال، وكان من بينهم أخته وابناها الاثنان.
وقال شاهد خارج مستشفى الرازي في حلب، إن القصف تسبَّب في وقوع عشرات الإصابات، بينها نساء وأطفال.
وأدى الاتفاق على إقامة منطقة منزوعة السلاح على امتداد خطوط المواجهة بين مسلحي المعارضة والمناطق التي تسيطر عليها الحكومة، إلى وقف شنِّ جيشِ بشار الأسد هجوماً على منطقة إدلب، بما في ذلك مناطق قريبة بمحافظتي حلب وحماة.
ولم يشهد شمال غربي سوريا سوى تبادل متقطع لإطلاق النار، منذ إبرام الاتفاق بين روسيا، وهي حليف أساسي لدمشق، وتركيا التي تدعم جماعات من المعارضة المسلحة.
وتقول الأمم المتحدة إن ما يقرب من 3 ملايين شخص يعيشون في تلك المنطقة، في شمال غربي البلاد، وحذَّرت من مغبة أي معركة لاستعادة سيطرة الدولة عليها.
وتسيطر على إدلب مجموعة من الجماعات المسلحة، أبرزها تحرير الشام، وهي تحالف لجماعات إسلامية بقيادة مسلحين كانوا يرتبطون في السابق بتنظيم القاعدة.
واتهمت موسكو هذا الشهر مقاتلي المعارضة بمحاولة تخريب الاتفاق، فيما اتهم مقاتلو المعارضة الجيش السوري وحلفاءه بالهجوم على المنطقة.