صلاة الغائب على خاشقجي في المسجد النبوي والحرم المكي، ونجله يحدد موعد تلقي العزاء

عربي بوست
تم النشر: 2018/11/15 الساعة 16:37 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/11/15 الساعة 17:42 بتوقيت غرينتش

أعلن صلاح خاشقجي، نجل الصحافي السعودي الراحل جمال خاشقجي، الخميس 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، إقامة صلاة الغائب على والده في الحرم المدني والمكي غداً الجمعة، وكذلك استقبال العزاء في الصحافي الراحل بمدينة جدة في السعودية، بدءاً من يوم الجمعة 16 نوفمبر/تشرين الثاني 2018.

وقال صلاح على حسابه بـ "تويتر": "ستقام صلاة الغائب على الفقيد جمال خاشقجي بعد صلاة فجر الجمعة في المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة، وبعد صلاة الجمعة بالمسجد الحرام بمكة المكرمة.

وأضاف في  تغريدة أخرى "عزاء الفقيد جمال خاشقجي سيقام من الجمعة إلى الأحد بمنزل الفقيد في مدينة جدة".

وتابع: "اللهم تغمده برحمتك وألهمنا الصبر في مصابنا".

كما دعت خطيبة الصحافي الراحل التركية خديجة جنجيز إلى إقامة صلاة الغائب في مساجد العالم الإسلامي وفي المسجد النبوي.

وجاء تصريح خاشقجي الابن، بعد لحظات من إعلان النيابة العامة السعودية أن مَن أمر بقتل الصحافي خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول هو "رئيس فريق التفاوض معه"، دون ذكر اسمه.

إلّا أن إعلان النيابة العامة الأخير يتناقض مع ما تؤكده وسائل إعلام وخاصة الغربية، بأن مَن أصدر أمر قتل خاشقجي هو ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

وكان نجل خاشقجي قد قال في مقابلة  سابقة مع شبكة  CNN الأميركية: "أكد الملك على أنّ جميع المتورطين سيُقدَّمون إلى العدالة. وأنا أصدّق ذلك. وهذا ما سيحدث. وإلا لما كانت الحكومة السعودية قد فتحت تحقيقاً داخلياً".

كما تمنى نجل الصحافي الراحل أن يدفن والده في "البقيع" في المدينة المنورة بجوار أقاربهم، إلا أن إعلان موعد تلقى العزاء يوحي بأنه فقد الأمل في العثور على الجثة وموارتها الثري.

وكان مسؤولون أتراك قالوا قبل أيام إن جثة الصحافي السعودي تم التخلص منها بمادة كيميائية في منزل القنصل محمد العتيبي.

وأكدت النيابة العامة السعودية، الخميس 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، أن خاشقجي حُقن "بجرعة كبيرة" من مادة مخدرة قبل أن يتم تقطيع جثته داخل قنصلية المملكة في إسطنبول، وطلبت إعدام 5 أشخاص على خلفية القضية، لكنها أبعدت الشبهات تماماً عن وليّ العهد الأمير محمد بن سلمان.

وسارعت تركيا إلى الإعلان عن أن التوضيحات التي قدَّمها وكيل النيابة العامة السعودية "غير كافية"، مشدِّدة على أن قتله تم عن سابق تصميم.

وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو، إن "كل هذه الخطوات إيجابية بالطبع، لكنها غير كافية"، وأضاف: "هذه الجريمة كما سبق أن قلنا، تم التخطيط لها مسبقاً"، نافياً التبرير السعودي بأن قتلة خاشقجي كانوا مكلفين في الأساس إعادته إلى المملكة.

تبرئة ساحة وليّ العهد السعودي

وبعد أسابيع من التحقيقات، قال وكيل النيابة العامة السعودية شعلان الشعلان، في مؤتمر صحافي بالرياض، رداً على سؤال عن احتمال تورُّط ولي العهد، إن نائب رئيس الاستخبارات السابق، أحمد عسيري، الذي أُعفي من منصبه، أمر بإعادة خاشقجي إلى السعودية "بالرضا أو بالقوة"، وإن رئيس فريق التفاوض في موقع الجريمة أمر بقتله، من دون أن يكشف عن هويته.

وبحسب الشعلان، فإن التفاوض مع خاشقجي وقت وجوده في القنصلية تطوَّر إلى "عراك وشجار وتقييد، وحُقن المواطن المجني عليه بإبرة مخدرة بجرعة كبيرة، أدت إلى وفاته".

وبعد مقتله "تمت تجزئة" جثته "من قِبل المباشرين للقتل، وتم نقلها إلى خارج مبنى القنصلية"، وتسليمها إلى "متعاون" لم تحدّد هويته، لكن الشعلان قال إنه تم التوصّل إلى "صورة تشبيهية" له.

وهذه هي المرة الأولى التي تؤكد فيها السعودية تقطيع جثة خاشقجي بالقنصلية، في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول 2018.

 الإعدام لـ5 من المتهمين

وقال بيان للنائب العام السعودي إنه من بين 21 موقوفاً على ذمّة القضية، تم "توجيه التهم إلى 11 منهم، وإقامة الدعوى الجزائية بحقهم، وإحالة القضية للمحكمة، مع استمرار التحقيقات مع بقية الموقوفين، للوصول إلى حقيقة وضعهم وأدوارهم".

وطالبت النيابة العامة بـ "قتل مَن أمر وباشَرَ جريمة القتل منهم، وعددهم 5 أشخاص، وإيقاع العقوبات الشرعية المستحقة على البقية".

واختفى خاشقجي بعد دخوله قنصلية بلاده في إسطنبول، بتاريخ 2 أكتوبر/تشرين الأول 2018، للحصول على أوراق رسمية لإتمام زواجه بخطيبته التركية. وكان خاشقجي مقيماً بالولايات المتحدة، حيث كتب مقالات رأي في صحيفة "واشنطن بوست"، انتقد فيها سياسات ولي العهد.

وكانت السلطات السعودية أكدت أولاً أن خاشقجي غادر قنصليتها في إسطنبول، لكنها اعترفت بعد ذلك بأنه قُتل في شجار، ثم تحدثت عن عملية نفَّذها "عناصر خارج إطار صلاحياتهم"، ولم تكن السلطات على علم بها.

وشكّكت دول كبرى في الروايات السعودية التي تبدّلت مراراً، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، التي تقيم علاقات وطيدة مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي أشارت صحف تركية إلى تورطه في الجريمة، وهو ما نفته الرياض بشدة.

وقُتل خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول مطلع أكتوبر/تشرين الأول 2018، واعترفت الرياض لاحقاً بتورط أشخاص من دوائر الحكم في الجريمة، دون الكشف عن مصير الجثة أو تسليم المتهمين للمثول أمام القضاء التركي.

تحميل المزيد