لطالما كان وزير الدفاع الإسرائيلي المستقيل، أفيغدور ليبرمان، مثيراً للجدل، بتصريحات هدد فيها بتدمير السد العالي في مصر، وبإعدام معتقلين فلسطينيين، واغتيال إسماعيل هنية، وصولاً إلى تحريضه على شن حرب -اعتبرها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، غير ضرورية- على غزة.
وقدّم ليبرمان، الذي يتزعم حزب "إسرائيل بيتنا" اليميني المتطرف، الأربعاء 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، استقالته من منصب وزير الدفاع، احتجاجاً على التوصل لوقف إطلاق نار مع الفصائل الفلسطينية بغزة، والذي تم الثلاثاء 13 نومفبر/تشرين الثاني 2018.
وُلد أفيغدور ليبرمان عام 1958، في مولدوفا، وهاجر إلى إسرائيل عام 1978، ويقيم بمستوطنة "نكوديم" المقامة على أراضي بيت لحم في جنوبي الضفة الغربية.
أولى وظائفه.. حارس بملهي ليلي!
وقالت مجلة "فورين بولسي" في مايو/أيار 2016، إن ليبرمان بدأ حياته حارساً في ملهى ليلي بإسرائيل.
وخدم ليبرمان في الجيش الإسرائيلي، وحصل على الشهادة الجامعية الأولى في العلاقات الدولية والعلوم السياسية من الجامعة العبرية بالقدس.
وشغل منصب المدير العام لحزب الليكود في السنوات من 1993 إلى 1996.
وتولى منصب المدير العام لديوان رئاسة الوزراء في عامي 1996-1997.
وفي عام 1999، أسس وترأس حزب "إسرائيل بيتنا"، وهو العام ذاته الذي انتُخب فيه عضواً بالكنيست الإسرائيلي لأول مرة.
وتولى ليبرمان، لأول مرة، منصباً وزارياً في مارس/آذار 2001، حيث عُيِّن وزيراً للبنى التحتية، لكنه ما لبث أن استقال في مارس/آذار 2002.
وعاد إلى الحكومة بمنصب وزير المواصلات في فبراير/شباط 2003.
لكنه غادر في يونيو/حزيران 2004، وشغل منصب نائب رئيس الحكومة ووزير الشؤون الاستراتيجية من أكتوبر/تشرين الأول 2006 حتى استقالته من الحكومة في يناير/كانون الثاني 2008.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2013، تم تعيينه وزيراً الخارجية حتى مايو/أيار 2015. وفي 30 مايو/أيار 2016، تولى حقيبة الدفاع حتى استقالته الأربعاء 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2018.
مواقف مثيرة للجدل
ولطالما تبنى ليبرمان مواقف مثيرة للجدل.
ففي عام 2001، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عنه تهديده بتدمير السد العالي في أسوان بمصر في حال قدمت الدعم للفلسطينيين.
وفي عام 2009، قال ليبرمان عن الرئيس المصري السابق حسني مبارك: "ليذهب إلى الجحيم"، في حال رفضَ القدوم إلى إسرائيل.
ووصف الرئيسَ الفلسطينيَّ، محمود عباس، في عام 2014، بأنه "إرهابي دبلوماسي"، بعد لجوئه الى الأمم المتحدة لنيل الاعتراف بدولة فلسطين.
كما أنه دعا في عام 2014 إلى ضم المدن والبلدات العربية في المثلث (شمال) إلى الدولة الفلسطينية المستقبلية في إطار أي حل سلمي مستقبلي.
وفي ذروة الدعاية للانتخابات الاسرائيلية عام 2015، اعتبر أن "العرب غير الموالين لإسرائيل يستحقون قطع الرأس بالفأس".
وفي عام 2015، لوّح بقتل زعيم حركة "حماس"، إسماعيل هنية، في حالة عدم إعادته "جثث" الجنود الإسرائيليين الموجودين لدى الحركة.
وخاطب ليبرمان، هنيةَ وقتها قائلاً: "إذا لم تُعِد جثث الجنود في غضون 48 ساعة، فسنقضي عليك وعلى قيادة حماس بأكملها".
وفي السنوات الأخيرة، أصر ليبرمان على تمرير قانون في الكنيست (البرلمان) يسمح بإعدام معتقلين فلسطينيين مدانين بقتل إسرائيليين، رغم معارضة العديد من المستويات السياسية والأمنية والقانونية في إسرائيل.
وفي الأشهر الماضية، أصر ليبرمان على وجوب توجيه ضربة عسكرية إلى قطاع غزة، باعتبارها طريقاً للتهدئة، رغم معارضة الأوساط السياسية والأمنية الإسرائيلية.
قرار الاستقالة
وهاجم ليبرمان، في المؤتمر الذي أعلن فيه استقالته، الأربعاء 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، الحكومة، لموافقتها على قرار وقف إطلاق النار، الثلاثاء 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، والسماح بإدخال أموال من دولة قطر إلى القطاع الأسبوع الماضي.
وقال ليبرمان: "من ناحيتي، فإن هناك نقطتين لم يكن بالإمكان الصمت عليهما: أولاً، إدخال 15 مليون دولار في حقائب إلى قطاع غزة لتمويل الأشخاص الذين يمارسون الإرهاب ضدنا. وثانياً، وقف إطلاق النار مع حماس".
وأضاف: "من ناحية، نقوم بتمرير قوانين في الكنيست لمنع تمويل العائلات الإرهابية، ومن ناحية أخرى نقدّم المال للعائلات التي تمارس الإرهاب ضدنا على الحدود في غزة!".
وهاجم ليبرمان وقف إطلاق النار بغزة، وقال: "وقف إطلاق النار مع (حركة) حماس، استسلام للإرهاب (..) من وجهة نظري، لا يمكن الصمت على إطلاق 500 صاروخ باتجاه إسرائيل".
كما هاجم في مؤتمره الصحافي سماح الحكومة بإدخال 15 مليون دولار من دولة قطر إلى قطاع غزة، لدفع رواتب الموظفين وكمساعدات للعائلات الفقيرة الأسبوع الماضي.
وقال: "القشة التي قصمت ظهر البعير، كانت تقديم المال لحماس في غزة… لا يوجد إشراف… ذهبت الأموال إلى عائلات الإرهابيين الذين اشتبكوا مع الجيش الإسرائيلي في السياج".
وأضاف: "اليوم استسلمنا للإرهاب، نشتري الهدوء بالمال، ونساوم على الأمن بعيد المدى لإسرائيل".