ليلة ساخنة، عاشها سكان قطاع غزة مساء الإثنين 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، قد تكون الأكثر شدة منذ حرب 2014، حيث لم تهدأ الطائرات الإسرائيلية في أجواء المدن الفلسطينية، كما لم تتوقف صواريخ المقاومة عن السقوط على البلدات الإسرائيلية.
فبعد ضوء أخضر من القيادة الإسرائيلية بقصف غزة، وسع الجيش الإسرائيلي استهدافه للقطاع ليشمل البنايات السكنية، فقد قصف فجر الثلاثاء، بناية سكنية مكونة من 7 طوابق، غربي مدينة غزة، بـ11 صاروخاً ما أدى لتدميرها بشكل كلي.
وهذه البناية السكنية هي المنشأة المدنية السابعة التي تدمرها إسرائيل منذ مساء الإثنين، في مناطق متفرقة من قطاع غزة، حيث دمرت طائرات الجيش الإسرائيلي بالصواريخ 4 منازل ومقر فضائية "الأقصى" (تابعة لحركة حماس) ومبنى بمساحة 1000 متر مربع ومكون من 4 طوابق.
ولم تعلن وزارة الصحة الفلسطينية عن وقوع أي إصابات جراء هذا القصف الإسرائيلي، الذي يأتي ضمن تصعيد تسبّبت به عملية أمنية نفّذتها مساء الأحد داخل القطاع المحاصر وحدة من القوّات الخاصّة الإسرائيلية، وأسفرت عن مقتل 6 فلسطينيين بينهم قيادي بارز من كتائب القسام، وسقوط ضابط إسرائيلي رفيع في العملية.
المقاومة توسع دائرة القصف
على إثر ذلك، قررت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة توسيع ما وصفتها بـ "دائرة النار"، بعد أن نشرت فيديو يرصد استهداف حافلة إسرائيلية قرب الحدود مع قطاع غزة وتدميرها كلياً.
شاهد| لحظة استهداف المقاومة حافلة جنودٍ بصاروخ "كورنيت" موجه شرق جباليا#غزة_تقاوم ، #بالمرصاد
Gepostet von شبكة قدس الإخبارية am Montag, 12. November 2018
وقال الناطق باسم كتائب القسام أبوعبيدة على حسابه بموقع تويتر، إن "مدينة المجدل المحتلة (تبعد 25 كم عن غزة) دخلت دائرة النار رداً على قصف المباني المدنية في غزة.. أسدود وبئر السبع هما الهدف التالي إذا تمادى العدو في قصف المباني المدنية الآمنة".
وكان أبوعبيدة قد نشر قبل ساعات من هذا التصريح، تغريدة أخرى يحذر فيها إسرائيل من أن "القادم أعظم في حال استمر العدوان، ضرباتٌ لم تعرفوها من قبل"، مؤكداً أن نحو مليون إسرائيلي سيكونون في مرمى صواريخ المقاومة.
دخلت المجدل المحتلة دائرة النار ردا على قصف المباني المدنية في غزة.. أسدود وبئر السبع هما الهدف التالي إذا تمادى العدو في قصف المباني المدنية الآمنة#بالمرصاد
— أبو عبيدة (@spokesman2018) November 13, 2018
وكانت المقاومة الفلسطينية قد أطلقت أكثر من 300 صاروخ على المناطق الإسرائيلية، أدت لسقوط قتيل في مدينة عسقلان.
والقتيل الذي لم يتم التعرّف على هويّته في الحال والذي قالت وسائل إعلام إٍسرائيلية إنّه أربعيني، انتشلت جثّته بعدما كانت فرق الإنقاذ قد انتشلت من تحت ركام نفس المبنى امرأة مصابة بجروح خطرة وحالتها حرجة، بحسب ما أفادت به منظمة الإسعاف الإسرائيلية "يونايتد هاتزالا".
إسرائيل تحشد على غزة
إسرائيلياً، أرسل الجيش تعزيزات إلى قرب الحدود مع غزة.
وأكّد المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي اللفتنانت كولونيل جوناثان كونريكس أنّ الجيش حشد تعزيزات كبيرة ونشر بطاريات صواريخ إضافية، وقال: "نحن مستعدّون لزيادة جهودنا ضدّ المنظمات الإرهابية".
وشاهد صحافي من وكالة الأنباء الفرنسية دبّابات تتحرّك في اتّجاه قطاع غزة، وهو مشهد ليس غريباً في فترات التصعيد المماثلة.
تحركات سياسية لاحتواء الموقف
وفي الوقت الذي تتدحرج فيه كرة التصعيد، وتتوسع شيئاً فشيئاً، بدأت بعض التحركات السياسية، من بعض الدول، لاحتواء الموقف.
فقد ذكر التلفزيون المصري نقلاً عن مصادر قولها إن مصر أبلغت السلطات الإسرائيلية بضرورة وقف عملياتها التصعيدية في قطاع غزة.
وأضافت المصادر أن مصر أبلغت السلطات الإسرائيلية بضرورة الالتزام بمسار التهدئة، وكثفت كذلك مساعيها مع الفلسطينيين في هذا الإطار.
أما الولايات المتحدة التي تعثرت وساطتها للسلام منذ 2014 فنددت بحماس.
وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف على تويتر: "التصعيد في الساعات الأربع والعشرين الماضية بالغ الخطورة ومتهور… الصواريخ يجب أن تتوقف وينبغي للجميع إظهار ضبط النفس".