طالبت الجزائر من مواطنيها التوقف عن منح الأموال لفائدة المهاجرين الأفارقة في الجزائر الذين يقيمون بطريقة غير شرعية، وأكدت وزارة الداخلية الجزائرية أن التحقيقات الأمنية أثبتت أن تلك المبالغ "تُوجه لشبكات إجرامية تمتهن حرفة المتاجرة بالبشر، والمخدرات، وحتى تهريب الأسلحة ودعم الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل".
وشدَّد المدير المكلف بالهجرة بوزارة الداخلية حسان قاسيمي، الإثنين 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، على هامش الكشف عن تفكيك عصابة إجرامية تستغل 38 طفلاً من أبناء المهاجرين الأفارقة في الجزائر العاصمة، في شبكات التسول، على ضرورة إسهام المواطنين في محاربة ظاهرة المتاجرة بالأطفال الأفارقة، من خلال الكف عن منحهم "لصدقات المالية" لهم.
عصابات إجرامية "تتاجر" بالأطفال الأفارقة في الجزائر
وقال المسؤول الجزائري: "حقيقة نحن بحاجة لوعي المواطن بخطورة ظاهرة الهجرة غير الشرعية التي تهدد بلادنا، بالإضافة إلى ضرورة تضافر الجهود لمحاربة كل التداعيات الناجمة عنها، على غرار المتاجرة بالبشر وتهريب الأموال".
وكشف قاسيمي عن تعليمات صارمة أصدرها الوزير الأول أحمد أويحيى، بمعية وزير الداخلية نور الدين بدوي، تقضي بالشروع في محاربة العصابات الإجرامية التي تتاجر بأطفال المهاجرين الأفارقة في الجزائر ، الذين لا يتعدى سنهم الـ10 سنوات.
من جهته أكد المسؤول بوزارة الداخلية الجزائرية أن "الدولة عازمة على حماية هذه الفئة من المهاجرين غير الشرعيين، بالإضافة إلى محاربة الجماعات الإجرامية التي تمسّ ربما بأمن وسلامة هؤلاء الأطفال"، وأوضح أنه من الناحية الإنسانية "الجزائر جنّدت كل إمكاناتها لمحاربة كل هذه الجماعات، لأننا في وضعية صعبة محفوفة بالمخاطر".
وبحسب المتحدث فإن الجزائر تسجل محاولة اختراق المئات من المهاجرين الأفارقة لحدودها، و"يُشكل هؤلاء المهاجرين الأفارقة في الجزائر خطراً حقيقياً بالنظر إلى أن هؤلاء لا يحملون وثيقة تثبت هويتهم، إن كانوا فعلاً مواطنين عاديين أم ينتمون لبعض الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل".
وتجند المهاجرين الأفارقة في الجزائر لجمع المال من "المتطوعين"
وأعلنت وزارة الداخلية الجزائرية، الإثنين 12 نوفمبر/تشرين الثاني، عن تفكيك قوات الأمن الوطني الجزائرية لشبكة إجرامية، تستغل 38 طفلاً إفريقيّاً من أبناء المهاجرين الأفارقة في الجزائر ، وذلك لتنفيذ أعمال إجرامية يصلُ مداها إلى تمويل نشاطات الإرهاب.
وكشف مسؤول إدارة الهجرة في الوزارة، حسان قاسيمي، أن قوات الأمن الجزائري فطِنت لتحركات عناصر مشبوهة، تتولى تجنيد الأطفال الأفارقة في عمليات تسلل وتسول، لغرض جمع المال من "المتطوعين" وتنفيذ خطط إجرامية.
ووُصف تحرّك السلطات الجزائرية بالمتأخر، لكن مساعد وزير الداخلية لملف الهجرة أكد أن أجهزة الأمن "تتابع بيقظة وهدوء كافة التحركات، وخطط تجنيد الأطفال المتسولين على قدر عال من التعقيد، لكن قواتنا أيضاً على قدر عال من الجاهزية".
الأطفال الأفارقة في الجزائر يجنون حوالي 500 دولار شهرياً
من جهة أخرى أكد محمد عمراني، رئيس ديوان والي العاصمة الجزائر، أن العصابة الإجرامية كانت تستغل 38 طفلاً من أبناء المهاجرين الأفارقة في الجزائر من النيجر في التسول بالشوارع والأماكن العمومية، بعضهم يبلغ 5 سنوات، حيث تم تجميع هؤلاء الأطفال في مخيم الشباب بزرالدة.
وقال عمراني في تصريح لموقع "كل شيء عن الجزائر"، إنه "في إطار عمليات جمع الأشخاص من دون مأوى على مستوى الجزائر العاصمة، تم الوقوف على هذه المجموعة من الأطفال، التي تتسول بين بلديتي باب الزوار والمحمدية، كلهم من دون أولياء".
ولفت نفس المتحدث إلى أن هؤلاء الأطفال يحوزون هواتف نقالة، تمنحها لهم عصابات بهدف التواصل معهم ومعرفة تحركاتهم، مشدداً على أن "سيارات أجرة غير مرخصة تتولى مهمة إنزالهم في الأماكن التي يتسوّلون بها وأخذهم في ساعات مضبوطة".
وفي نفس السياق، أكد محمد عمراني، أنه يتعيّن على المواطنين التوقف عن منح الأطفال الأفارقة للأموال، بالنظر إلى أن الدولة خصصت لهم ميزانية ومراكز للإيواء، مشيراً إلى قيمة الأموال التي يجنيها بعض المهاجرين الأفارقة في الجزائر في اليوم الواحد "تصل أحياناً إلى راتب موظف يتقاضى 30 أو 50 ألف دينار (حوالي 500 دولار أميركي)" في الشهر.