أوقفت الشرطة الفرنسية 3 ناشطات من حركة "فيمن"، اقتربن من موكب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في حين كان بطريقه إلى قوس النصر في جادة الشانزليزيه، للمشاركة في إحياء ذكرى الهدنة التي أنهت الحرب العالمية الأولى، كما ذكرت مصادر متطابقة.
وقفزت محتجتان عاريتي الصدر، كتبت كل واحدة منهما على جسمها "موكب نفاق" و"حفل عصابات"، فوق الحواجز الأمنية عند مرور سيارة ترامب أمام الجمهور قبيل الساعة الـ11. وقامت ناشطة ثالثة بالأمر نفسه بعد أمتار قليلة على الجادة.
وقالت الشرطة لوكالة فرانس برس، إنه تم توقيف الناشطات الثلاث، إحداهن على الطريق والاثنتان الأخريان بعد أن حاصرتهما القوات الأمنية داخل الحواجز الحديدية.
وصرّحت ناشطة من "فيمن"، كانت حاضرة في المكان، وتدعى كوستانس لوفيفر، لـ "فرانس برس"، بأن "فرنسا تحتفل بالسلام في هذه المراسم، لكن نصف قادة الدول المدعوين مسؤولون عن معظم النزاعات في العالم".
ووقفت 3 ناشطات من "فيمن" عاريات الصدور، السبت 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، بشكل مقتضب، تحت قوس النصر، وهن يهتفن: "أهلاً بمجرمي الحرب". وكتبن على صدورهن: "صانعو سلام مزيّفون، طغاة حقيقيون".
وبحسب إحدى الناشطات الموقوفات، وتدعى تارا لاكروا (24 عاماً)، فإنهنّ أتينَ "للاحتجاج على حضور رؤساء الدول الذين يجلبون العار للسلام. معظمهم طغاة لا يحترمون حقوق الإنسان في بلادهم".
تجتمع 120 شخصية أجنبية مرموقة اليوم في باريس إلى جانب @EmmanuelMacron من أجل إحياء الذكرى المئوية لهدنة الحرب العالمية الأولى.
1918: نهاية الاقتتال بين الأخوة، اقتتال ذاكرته مؤلمة لدرجة أنها تفرض علينا بذل قصارى جهدنا من أجل صون السلام.#Centenaire1418
https://t.co/wW1tPHcITV pic.twitter.com/L5Ge3YAIH2— الخارجية الفرنسية (@francediplo_AR) November 11, 2018
ويشارك نحو 70 رئيس دولة وحكومة بباريس في مراسم إحياء مئوية توقيع الهدنة التي أنهت الحرب العالمية الأولى، في تجمُّعٍ خارج عن المألوف ووسط إجراءات أمنية مشددة، بمشاركة 10 آلاف عنصر من قوات الأمن.
وجرى احتفال كبير تحت قوس النصر، التي تشرف على جادة الشانزليزيه الشهيرة والتي أقيم تحتها قبر الجندي المجهول وشعلة لا تنطفئ، للتذكير بحجم هذا النزاع الذي أودى بحياة 18 مليون شخص.
1918 – 2018: إحياء الذكرى المئوية لهدنة الحرب العالمية الأولى.
لن ننسى. #LestWeForget pic.twitter.com/WIIgHQsT0t— الخارجية الفرنسية (@francediplo_AR) November 8, 2018
ومن بين الحضور الرؤساء: الأميركي دونالد ترامب، والروسي فلاديمير بوتين، والتركي رجب طيب أردوغان، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والعاهل المغربي محمد السادس، ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو ونظيره الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
والمراسم التي تشهدها باريس هي محور فعاليات عالمية لتكريم نحو 10 ملايين جندي قُتلوا خلال الحرب التي دارت رحاها بين عامي 1914 و1918.
وتأتي أيضاً إحياء لذكرى لحظة دخول الهدنة التي جرى توقيعها في شمال شرقي فرنسا، حيز التنفيذ في الساعة الحادية عشرة صباحا من يوم الحادي عشر من الشهر الحادي عشر من عام 1918.
وأسفر النزاع عن تغيّر خارطة أوروبا وأسقط 3 امبراطوريات وأدى إلى الثورة السوفياتية وحمل في طياته بذور الحرب العالمية الثانية.
غير أن السلام لم يدم طويلا فبعد 20 عاماً غزت ألمانيا جيرانها.