مراسل CNN الذي هاجمه ترمب مؤخراً، أوفدته القناة الأميركية لمرافقة الرئيس في جولة بفرنسا

عربي بوست
تم النشر: 2018/11/10 الساعة 11:03 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/11/10 الساعة 17:02 بتوقيت غرينتش

قامت شبكة CNN الأميركية بإرسال مراسلها في البيت الأبيض جيم أكوستا الذي وصفه ترمب قبل أيام بأنه "شخص وقح وفظيع" بعد أن رفض الأخير الجلوس وتمرير الميكروفون لزملائه، خلال المؤتمر المنعقد في البيت الأبيض بعد يوم على الانتخابات النصفية، ونشر أكوستا صورته من باريس قائلاً إنه يغطي الزيارة الرئاسية، وأصدرت الشبكة الأميركية بياناً للدفاع عنه وانتقدت اتهامات ترمب والبيت الأبيض له، ثم أصرّت على إيفاده لتغطية جولة ترمب الخارجية في الأسبوع نفسه.

واستقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، صباح السبت، في باريس نظيره الأميركي دونالد ترمب في اجتماع بين رئيسي دولتين يتبنيان مواقف متعارضة تماماً في السياسة الدولية.

وكان ترمب قد ندَّد، أمس الجمعة، بعيد وصوله إلى باريس، بتصريحات نظيره الفرنسي حول إنشاء جيش أوروبي بوجه قوى مثل روسيا والصين وحتى الولايات المتحدة، معتبراً أن اقتراحه "مهين جداً".

ماذا حدث في المشاجرة الكلامية بين ترمب ومراسل "CNN"؟

حينها رفض ترمب الإجابة عن بعض أسئلة المراسل، وطالب القائمين على المؤتمر بسحب الميكرفون من المراسل.

ونعت ترمب المراسل بالشخص "الفظ"، وقال له: "يجب ألا تعامل الناس بهذه الطريقة، أنت مريع، وعلى الشبكة التي تعمل لها أن تكون خجولة من نفسها بسببك".

وطالب المراسل بالجلوس والتوقف عن طرح الأسئلة.

وعندما حاول مراسل "إن بي سي" الدفاع عن زميله، قال ترمب: "لا أحبك أنت أيضاً، لست أفضل منه".

وفي ردٍّ منها على هجوم ترمب على المراسل، قالت شبكة "سي إن إن" إن هجوم ترمب أمر مخيف وخطير، وفعل ينافي المبادئ الأميركية، وإن الصحافة الحرة هي ضمانة الديمقراطية، وإنها تقف خلف المراسل دعماً له، ولكل زملائه.

والبيت الأبيض الغى تصريح الصحافي واتهمه بالخطأ

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز: "البيت الأبيض علّق التصريح الممنوح للمراسل المعنيّ حتى إشعار آخر"، في إشارة إلى أكوستا، الذي كتب لاحقاً على حسابه أنه قد منعه من الدخول.

وبدأ السجال الساخن بعد أن تمسّك المراسل البارز بالميكروفون وأصر على طرح الأسئلة حول قافلة المهاجرين من أميركا الوسطى التي تتجه نحو الحدود الأميركية.

وقال ترمب: "هذا يكفي"، ثم حاولت موظفة سحب الميكروفون من أكوستا دون أن تفلح في ذلك.

وأكدت ساندرز أن "الرئيس ترمب يؤمن بحرية الصحافة، ويتوقع بل ويرحب بالأسئلة الصعبة حوله وحول إدارته".

وأضافت: "لكننا لن نتحمّل أبداً مراسلاً يضع يديه على امرأة شابة تحاول فقط القيام بعملها كموظفة متدربة في البيت الأبيض. هذا التصرف غير مقبول بالمطلق".

المراسل والشبكة الأميركية يصفان بيان الرئاسة بالكذب

ورد أكوستا على اتهامه بسوء السلوك في تغريدة قال فيها "هذه كذبة"، وتضامن معه على تويتر عدد من الصحافيين الذين كانوا برفقته في المؤتمر الصحافي.

وقالت محطة "سي إن إن" في بيان إن "المتحدثة باسم البيت الأبيض ساندرز كذبت"، وإن تعليق التصريح الصحافي "تم كرد انتقامي على سؤال فيه تحدٍّ".

وأضاف البيان أن ساندرز "قدمت اتهامات زائفة واستشهدت بحادثة لم تحدث"، مشيراً إلى أن "هذا القرار غير المسبوق يمثل تهديداً لديمقراطيتنا والبلاد تستحق أفضل من ذلك. نحن نقدم دعمنا الكامل إلى أكوستا".

وهذا الحادث هو الأخير في سلسلة من التجاذبات بين الرئيس ومراسلي "سي إن إن".

السجال الحادث الذي وقع بين الرئيس ومراسل CNN

فقد وجّه أكوستا خلال المؤتمر الصحافي، بعد يوم على الانتخابات النصفية، سؤالاً إلى ترمب عما إذا كان قد "شيطن المهاجرين" خلال الحملات الانتخابية، وأجاب الأخير: "لا، أريدهم أن يأتوا إلى البلاد. لكن يجب عليهم أن يفعلوا ذلك بشكل قانوني".

وأصرّ أكوستا على المتابعة بالقول: "إنهم على بعد مئات الأميال. هذا ليس غزواً".

في هذه اللحظة قاطعة الرئيس: "صدقاً أظن أن عليك أن تسمح لي بإدارة البلاد، وأنت قم بإدارة سي إن إن، وإذا قمت بذلك بشكل جيد فإن نسب المشاهدة ستكون أكبر".

ومع محاولة المراسل متابعة طرح الأسئلة، قال ترمب: "هذا يكفي، ضع الميكروفون جانباً"، وابتعد كأنه يهم بالانصراف من المؤتمر.

وتقدمت الموظفة لتأخذ الميكروفون من أكوستا الذي حاول جاهداً طرح سؤال أخير، لكن ترمب لوّح بإصبعه نحوه موبخاً: "سأقول لك، على (سي إن إن) أن تخجل بعملك معها. أنت شخص وقح وفظيع. شخص مثلك لا يجب أن يعمل في (سي إن إن)".

وعندما تناول مراسل شبكة "إن بي سي" الميكروفون ليطرح السؤال التالي قام بالدفاع عن أكوستا، واصفاً إياه بـ"المراسل المثابر"، ما زاد من غضب ترمب الذي قال له: "أنا لست معجباً بك أيضاً، وكي أكون صريحاً أنت لست الأفضل".

ثم توجه ترمب مجدداً إلى أكوستا قائلاً: "عندما تبثون أخباراً مضللة، وهو ما تفعله (سي إن إن) بكثرة، فأنت تصبح عدو الشعب".

وقالت شبكة "سي إن إن" في ردها: "هجمات الرئيس المستمرة على الصحافة ذهبت بعيداً هذه المرة".

وأضافت: "إنها ليست خطيرة فحسب، بل غير أميركية بشكل مقلق"

علامات:
تحميل المزيد