دعا العاهل المغربي الملك محمد السادس الجزائر إلى حوار مباشر لتجاوز الخلافات الثنائية التي تميز العلاقات المغربية الجزائرية ، واقترح العاهل المغربي إحداث "آلية مشتركة للحوار المباشر بين البلدين"، وفتح الحدود البرية المغلقة بين البلدين منذ 24 عاماً.
وأكد الملك محمد السادس في خطابه، مساء الثلاثاء 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، بمناسبة "ذكرى المسيرة الخضراء"، أنه مستعد لمقترحات الجزائريين لتجاوز الخلاف بين البلدين، وأبرز أنه "يمدّ يده للإخوة في الجزائر للعمل معاً على تجاوز الخلافات الثنائية".
وضع العلاقات المغربية الجزائرية "غير معقول"
وقال الملك محمد السادس في خطاب "المسيرة الخضراء"، إن " العلاقات المغربية الجزائرية أساسها الوعي والعمل السياسي المشترك، قاومنا الاستعمار معاً، ونعرف بعضنا جيداً، وكثير من الأسر المغربية والجزائرية تربطها قرابة دموية".
وأضاف العاهل المغربي: "يشهد الله أنه منذ اعتلائي العرش وأن أحاول طيّ صفحة الخلافات مع الجزائر، واليوم أقولها: المغرب مستعد للحوار مع الجزائر الشقيقة لتجاوز المعيقات التي تعيق التطور، فالوضع بين البلدين غير معقول، ومصلحة الشعبين دون الحاجة لطرف ثالث للتدخل والتوسط بيننا".
وأكد الملك محمد السادس أن المغرب مستعد لتجاوز حالة الجمود التي تعرفها العلاقات المغربية الجزائرية ، ودراسة كل المواضيع المطروحة بكل صدق وحسن نية، من دون شروط تشكيل إطار للتعاون، وتعزيز التنسيق، والتعاون، لا سيما في محاربة الإرهاب وإشكالية الهجرة.
بينما يرفض الملك محمد السادس "الابتزاز" في قضية الصحراء الغربية
أكد الملك محمد السادس في خطابه الثلاثاء 6 نوفمبر/تشرين الثاني، على أن المغرب مستعد للتعاون مع الأمم المتحدة لحل قضية الصحراء الغربية، والتي كانت من أسباب تأزم العلاقات المغربية الجزائرية ، مع الاحتفاظ بمبدأ الحكم الذاتي، مذكراً في الوقت ذاته بأن المغرب سيتعامل بحزم مع كل محاولات الانحراف بمسار التسوية عن المرجعيات المحددة.
واعتبر العاهل المغربي أن وضوح المغرب في قضية الصحراء الغربية يتجسَّد في التعامل بحزم مع كل المحاولات للانحراف بمسار التسوية عن المرجعيات المحددة، ومنها التعامل الصادق مع مبعوث الأمم المتحدة، في إطار مبادرة الحكم الذاتي.
وأكد الملك محمد السادس في خطابه اليوم، أنه "على المستوى الداخلي نواصل العمل من أجل وضع حد لسياسة الريع والامتيازات، ونرفض كل أشكال الابتزاز أو الاتجار بقضية الوحدة الترابية للمملكة".
وأضاف أن المغرب لا يدخر أي جهد لتنمية الأقاليم الجنوبية، حتى تستعيد المنطقة دورها كحلقة وصل رائدة بين المغرب وعمقه الجغرافي والتاريخي الإفريقي.
دعم جبهة البوليساريو أهم عائق أمام العلاقات بين المغرب والجزائر
تأسست جبهة البوليساريو، في 20 مايو/أيار 1973، بهدف إقامة دولة مستقلة في الصحراء الغربية التابعة للمغرب، واسم "البوليساريو" يضم الحروف الأولى من عبارة إسبانية تعني "الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب".
وفي 1976، أعلنت الجبهة تأسيس "الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية"، وشكلت حكومتها في منطقة الصحراء الغربية.
فور إعلان "الدولة"، بادرت الجزائر بدعم جبهة البوليساريو عسكرياً ولوجيستياً في قتالها مع القوات المغربية، وهو الأمر الذي أدّى بالمغرب إلى بناء جدار أمني عازل، استمرّ بناؤه 7 سنوات، ويمتد على طول الحدود الجنوبية بين المغرب والجزائر.
في حين استمرّت الجزائر في دعمها السياسي لجبهة البوليساريو، بدعوى حق تقرير المصير والشرعية الأممية، وهو الأمر الذي اعتبره المغرب تآمراً على وحدته الترابية، ما زاد من حدة العداء بين الدولتين وأزم العلاقات المغربية الجزائرية .
دعمت الجزائر جبهة البوليساريو مادياً وسياسياً لاعتبارات اقتصادية، تتجلى بإشغال المغرب بقضية الصحراء الغربية عن مناجم الحديد في منطقة تندوف، كما أن دعم مشروع البوليساريو سوف يوفر ممراً لنقل الحديد دون الحاجة إلى الميناء المغربي.
المغرب فرض التأشيرة فقررت الجزائر إغلاق الحدود
في 24 أغسطس/آب 1994، وقع انفجار في فندق "أطلس أسني" بمدينة مراكش المغربية، وكشفت التحقيقات المغربية عن تورُّط مسلحِين فرنسيِّين من أصول جزائرية في الاعتداء، ما حدا بالمغرب إلى اتهام المخابرات الجزائرية بالوقوف وراء هذا التفجير.
وقد كان هذا الحادث بمثابة فصلٍ جديد في تاريخ التوتر في العلاقات المغربية الجزائرية ؛ إذ قرر الملك الحسن الثاني فرض تأشيرة دخول على الجزائريين الراغبين في زيارة المغرب، في حين ردَّت الحكومة الجزائرية بإجراءات أكثر صرامة، وأعلنت من طرف واحد إغلاق الحدود البرية بين البلدين.