بينهم مؤلفة سلسلة هاري بوتر وميريل ستريب.. 100 فنان وناشط عالمي يطالبون الأمم المتحدة بالتحقيق في مقتل خاشقجي

عربي بوست
تم النشر: 2018/11/03 الساعة 08:20 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/11/03 الساعة 08:23 بتوقيت غرينتش

انضمّت مؤلفة سلسلة هاري بوتر والممثلة الأميركية ميريل ستريب إلى قائمة من 100 فنان وكاتب وناشط عالمي للمطالبة بتحقيق مستقل في مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول مطلع شهر أكتوبر/تشرين الأول 2018.

وبعث الناشطون الرسالة إلى الأمم المتحدة في اليوم العالمي لوضع حد للإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحافيين.

وجاء في الرسالة أن حادث قتل الصحافي والمحلل السياسي البارز كان انتهاكاً جسيماً لحقوق الإنسان، وتصعيداً مزعجاً لقمع المعارضة في المملكة العربية السعودية، التي قامت حكومتها في السنوات الأخيرة بسجن العديد من الكُتاب والصحافيين والمدافعين عن حقوق الإنسان والمحامين، "في اعتداء واسع على حرية التعبير".

الرسالة موجَّهة إلى أنطونيو غوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة، وتدعوه إلى إجراء تحقيق مستقل في حقيقة ما حدث لخاشقجي، الذي منذ اختفائه قال المسؤولون الأتراك إن لديهم أدلة على أنه تم تقطيع جثته بواسطة مجموعة من القتلة السعوديين.

وجاء في الرسالة: "إن مقتل صحافي داخل مبنى دبلوماسي لا يعد أقل من إرهاب الدولة الذي يهدف إلى ترويع الصحافيين والمنشقين والمنفيين في جميع أنحاء العالم".

ومن الأسماء الأخرى في قائمة الموقعين: باتريك ستيوارت، إيان ماكيوان، بوب وودوارد، روكسان جاي، مارغريت أتوود، أليك بالدوين، مولي رينغوالد، كولم تويبين، وجيفري يوجينيدس. وتم تجميع المجموعة بواسطة Pen America ، وهي منظمة غير ربحية تهدف إلى الدفاع عن حرية التعبير.

طبيعة الرد الأميركي يجب أن يكون رسالة للطغاة

وكان ناشر صحيفة The Washington Post طالب  باستخدام قانون ماغنتيسكي، لعقاب وملاحقة قتلة الكاتب السعودي جمال خاشقجي "الذي أسكت صوته للأبد لأنه أراد كشف الانتهاكات التي ترتكبها بلاده".

ويتيح القانون للولايات المتحدة فرض عقوبات على مسؤولين أجانب متورطين في انتهاكات حقوقية.

ناشر الصحيفة فريدريك رايان، أضاف في كلمة خصَّصها لقضية خاشقجي، أثناء تسلم جائزة القيادة من المؤسسة الإعلامية الدولية للمرأة "أن قتل جمال بهذه الوحشية جاء على يد أفراد يتبعون للحرس الخاص بولي العهد السعودي محمد بن سلمان، رغم أن خاشقجي لم يفعل شيئاً يستحق هذا المصير، فهو فقط كان يؤدي عمله الصحافي" .

رايان، أكد أن الكاتب في The Washington Post جمال خاشقجي "قال الحقيقة بشأن خواء ما يسمى إصلاحات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وعلى واشنطن استخدام قانون ماغنتيسكي لعقاب وملاحقة قتلة خاشقجي".

وطلب تعليق الولايات المتحدة الأميركية صفقات السلاح مع المملكة العربية السعودية، مضيفاً أن الحقيقة التي سعى خاشقجي لفضحها لم تلائم قادة حاولوا تغطية انتهاكهم للسلطة. وقال إن "احتقار السعودية لقيمنا يجب أن يجعلنا نفكر بمصالحنا في الشرق الأوسط والعالم كله، إن طبيعة ردنا على مقتل جمال خاشقجي سيكون رسالة للطغاة السعوديين وآخرين في العالم".

ونوه إلى أن الصحافي خاشقجي قال الحقيقة "بشأن استمرار قمع المرأة في السعودية، وأدرج في أعمدته أسماء المعارِضات من النساء السعوديات حتى لا تُنسى قضيتهن".

أردوغان: الأمر بقتل خاشقجي جاء من أعلى مستويات الحكومة السعودية

وفي صحيفة واشنطن بوست أكّد الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان، الجمعة 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، أنّ الأمر بقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي صدر من "أعلى المستويات في الحكومة السعودية"، مشدّداً في الوقت نفسه على أنّ العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، فوق أي شبهة في هذه الجريمة.

وكتب أردوغان، في مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست: "نعرف أنّ المرتكبين هم من بين المتهمين الـ18 الموقوفين في السعودية. ونعرف أيضاً أنّ هؤلاء الأفراد أتوا لتنفيذ الأوامر الصادرة إليهم: قتل خاشقجي والمغادرة".

وفي المقال الذي حمل عنوان "السعودية ما زال أمامها الكثير من الأسئلة للإجابة عنها بشأن قتل جمال خاشقجي"، قال الرئيس التركي أيضاً: "في النهاية، نحن نعرف أن الأمر صدر من أعلى المستويات في الحكومة السعودية".

وتابع: "أودُّ الإشارة إلى أنّ تركيا والسعودية تربطهما علاقات صداقة"، مضيفاً: "لا يخالجني -ولا لأيّ لحظة- شعور بأن الملك سلمان، خادم الحرمين الشريفين، قد أعطى الأمر بقتل خاشقجي".

ولفت الرئيس التركي إلى أنّه انطلاقاً من هذا المعطى "ليس لديّ أيّ سبب لاعتقاد أنّ قتله يعكس سياسة المملكة العربية السعودية الرسمية. وبهذا المعنى، سيكون من الخطأ اعتبار قتل خاشقجي (مشكلة) بين البلدين".

وشدّد أردوغان على أن "البعض يأمل أن تزول هذه (المشكلة) بمرور الوقت، ولكننا سنستمر في طرح هذه الأسئلة، التي تعتبر حاسمة بالنسبة للتحقيقات الجنائية في تركيا، وكذلك أيضاً لأسرة خاشقجي وأحبائه".

وأكد الرئيس التركي أنه "بعد شهر من مقتله، ما زلنا نجهل أين هي جثته. على أقل تقدير، يستحق دفناً مناسباً وفقاً للعادات الإسلامية".

وكان مصدر في الخارجية التركية قال لقناة الجزيرة، الجمعة 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، إن أنقرة لديها أدلة على أن فريق اغتيال الإعلامي السعودي جمال خاشقجي قام بعمليات مشابهة من قبل.

وأضاف المصدر أن التحقيق التركي يهدف إلى الوصول للمسؤول السعودي الذي أعطى الأوامر بالاغتيال و"لن نتنازل عن طلبنا إعادة المتهمين الـ18 في قتل خاشقجي ومحاكمتهم في تركيا".

وأضاف المصدر: إذا لم تستجب السعودية لمطلب تسليم المتهمين فسنلجأ إلى إجراءات على المستوى الدولي.

الجثة تم تذويبها

وكان مستشار للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، صرّح في وقت سابق من الجمعة 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، بأن جثة الصحافي السعودي جمال خاشقجي "تم تذويبها" بعد قتله في قنصلية بلده في إسطنبول قبل شهر.

وقال ياسين أقطاي مستشار أردوغان، والمسؤول في حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، لصحيفة "حرييت"، الجمعة: "نرى الآن أن الأمر لم يقتصر على التقطيع، بل تخلصوا من الجثة بإذابتها".

وقالت النيابة العامة، في بيان نشرته، الأربعاء 31 أكتوبر/تشرين الأول 2018، في إسطنبول، إنّه "وفقاً لخطة أُعدّت مسبقاً، خُنق الضحية جمال خاشقجي حتى الموت ما إن دخل إلى القنصلية"، مضيفةً أن "جثة الضحية قُطّعت وتمّ التخلص منها". لكن البيان لم يوضح أين تم التخلص من الجثة المقطّعة ولا كيف حصل ذلك.

فرقة الاغتيالات

وكان موقع Middle East Eye البريطاني نقل عن مصدر سعودي قال إنه على معرفةٍ وثيقةٍ بأجهزة الاستخبارات في بلاده تصريحات بشأن فرقة اغتيالات تعمل تحت توجيه وإشراف محمد بن سلمان، ولي عهد السعودية.

و"فرقة النمر"، حسب تقرير الموقع، هي فرقةٌ معروفةٌ جيداً لدى أجهزة استخبارات الولايات المتحدة. تَشَكَّلت الفرقة قبل أكثر من عامٍ مضى، وتتألف من 50 عنصراً من أمهر العملاء الاستخباراتيين والعسكريين في المملكة.

اختير أعضاء الفرقة من مختلف أفرع الأجهزة الأمنية السعودية، ليشملوا العديد من مجالات الخبرة. ويمتاز أعضاؤها بولاءٍ لا يتزعزع لولي عهد الرياض الشاب محمد بن سلمان.

ويكشف موقع Middle East Eye عن تفاصيلَ حصريةٍ بخصوص فرقة النمر، بعد الحديث مع مصدرٍ مطلع على المسألة. ووصف المصدر تشكيل الفرقة وأهدافها وأعمالها وعملاءها تفصيلياً.

تحميل المزيد