أعلنت أنقرة، الجمعة 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، أن تركيا والولايات المتحدة رفعتا عقوبات متبادلة مفروضة على وزيرين لدى كل منهما، في وقت تتراجع فيه حدة التوتر بين الدولتين العضوتين بالحلف الأطلسي، ما انعكس على الليرة التركية التي ارتفعت إلى مستوٍ قياسي.
وفي خطوة موازية لقرار وزارة الخزانة الأميركية إلغاء العقوبات المفروضة على وزيري العدل والداخلية التركيَّين، قالت وزارة الخارجية التركية إنها ستلغي بدورها عقوباتها على وزير العدل الأميركي جيف سيشنز ووزيرة الأمن الداخلي كيرستين م. نيلسن.
وتوترت العلاقات بين أنقرة وواشنطن منذ محاولة الانقلاب الفاشل في يوليو/تموز 2016، وشهدت مزيداً من التوتر بعد اعتقال تركيا قساً أميركياً سنتين.
وتبادلت الدولتان فرض عقوبات في أغسطس/آب 2018، في أحد أسوأ الخلافات الدبلوماسية بين عضوي الحلف الأطلسي، بعد أن رفضت محكمة بمحافظة إزمير (غرب) إطلاق سراح القس أندرو برانسون، وفرضت عليه الإقامة الجبرية في 25 يوليو/تموز 2018.
لكن العلاقات تحسنت منذ الإفراج عن برانسون في 12 أكتوبر/تشرين الأول 2018، وعودته إلى الولايات المتحدة.
واستهدفت العقوبات الأميركية وزير العدل التركي عبد الحميد غول ووزير الداخلية سليمان صويلو، بموجب قانون ماغنيتسكي من عام 2016، والذي يحمل اسم المحامي الروسي سيرغي ماغنيتسكي، الذي تُوفي في سجن بموسكو.
ويتيح القانون للولايات المتحدة فرض عقوبات على مسؤولين أجانب متورطين في انتهاكات حقوقية.
وقالت وزارة الخزانة الأميركية، الجمعة 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، على موقعها الإلكتروني، إن اسمي غول وصويلو رُفعا من قائمة الأفراد الذين فرضت عليهم عقوبات.
لكن الرئيس دونالد ترمب ضاعف الرسوم على واردات الألومنيوم والصلب التركيَّين عقب اعتقال برانسون في أغسطس/آب 2018، ما أضر كثيراً بالليرة التركية.
وخلال مرحلة الخلاف بين البلدين، وصل سعر صرف العملة التركية إلى 7 ليرات مقابل الدولار. لكنها بدأت بالتحسن منذ منتصف أكتوبر/تشرين الأول 2018. وعند الساعة (14.15 ت.غ)، الجمعة، سجلت 5.41 مقابل الدولار، بتحسن بأكثر من 1.4%.
وارتفعت الليرة، الجمعة 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، إلى أعلى مستوى في نحو 3 أشهر أمام الدولار، بدعم من تفاؤل المستثمرين بأن تركيا ستحصل على إعفاء من عقوبات أميركية تستهدف النفط الإيراني، وقرار واشنطن رفع عقوبات عن مسؤولَين تركيَّين بارزَين.
وقفزت الليرة 1.7% إلى 5.4200 مقابل الدولار، مقارنة مع 5.51 عند الإغلاق يوم الخميس 1 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، مواصِلةً تعافيها من مستويات قياسية منخفضة كانت هوت إليها في أغسطس/آب 2018.
وما زالت الليرة منخفضةً 30% أمام الدولار عن مستواها في بداية العام، مع تضررها من القلق بشأن نفوذ الرئيس رجب طيب أردوغان على السياسة النقدية، ونزاع دبلوماسي بين أنقرة وواشنطن.
وكانت العلاقات بين البلدين شهدت فتوراً بعد امتناع الولايات المتحدة عن تسليم الداعية فتح الله غولن المقيم في بنسلفانيا والذي تتهمه أنقرة بالتخطيط لمحاولة الانقلاب، وبسبب الدعم الأميركي لمقاتلين أكراد في سوريا يحاربون تنظيم "الدولة الإسلامية".
وتحدث ترمب مع نظيره التركي، رجب طيب أردوغان، هاتفياً، الخميس 1 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، بشأن سوريا، بعد أن بدأت الدولتان تسيير دوريات مشتركة في منبج بشمال سوريا، في إطار اتفاق تم التوصل إليه في وقت سابق من هذا العام (2018).