حذر الأمير تركي بن فيصل آل سعود الرئيس السابق للمخابرات السعودية، من أن الغضب الأميركي الذي "يشيطن المملكة" في واقعة مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي بالقنصلية السعودية في اسطنبول يهدد العلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة.
وقال الأمير تركي في خطاب أمام المجلس الوطني للعلاقات الأميركية العربية، وهو منظمة دعم غير ربحية: "نحن نقدر علاقتنا الاستراتيجية مع الولايات المتحدة ونأمل في الحفاظ عليها، ونرجو أن ترد الولايات المتحدة بالمثل".
وعمل الأمير تركي، الذي كان خاشقجي مستشاراً له يوماً، سفيراً للسعودية في لندن وواشنطن أيضاً. ومن الواضح أن الرياض أجازت خطابه الذي يندد فيه بما وصفه "بشيطنة المملكة العربية السعودية". وهو يرأس مركزاً للبحوث الإسلامية يحمل اسم والده الملك الراحل فيصل.
وجاء الخطاب بعد أن قال المدعي العام في اسطنبول، الثلاثاء، إن خاشقجي قتل خنقاً في عملية قتل كانت مدبرة سلفاً وإن جثته قطعت بعد ذلك.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء 30 أكتوبر/تشرين الأول 2018، إنه يجب حل جريمة قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، مشيراً إلى "مسرحية تلعب في قضية خاشقجي من أجل إنقاذ شخص ما".
وكتب خاشقجي، الذي كان يقيم في الولايات المتحدة، مقالات بصحيفة واشنطن بوست ينتقد فيها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للمملكة.
"حملة جائرة ضد المملكة"
أشار الأمير تركي إلى أن العلاقات الأميركية السعودية تخطت أزمات سابقة على مدى أكثر من 70 عاماً، وقال: "ها هي هذه العلاقة مهددة اليوم من جديد".
وأضاف أن قتل خاشقجي "المأساوي غير المبرر… هو موضوع الهجمة على المملكة العربية السعودية وشيطنتها بنفس نمط الأزمات السابقة. شدة الهجمة والجلبة المحيطة بها جائرة بنفس القدر". وتابع: "إخضاع علاقتنا لهذه القضية أمر غير صحي على الإطلاق".
وكرر الأمير أن المملكة ملتزمة بتقديم المسؤولين عن قتل خاشقجي للعدالة "هم وكل من لم يلتزم بالقانون".
وتطالب الإدارة الأميركية الرياض بمحاسبة المسؤولين عن قتل خاشقجي محاسبة كاملة، وألغت تأشيرات بعض المسؤولين المتهمين بالضلوع في القتل، في خطوة وصفت بأنها خطوة أولى.
وقال الأمير تركي إن العلاقات الأميركية السعودية "أكبر من أن تفشل".
وأشار إلى أن هذه العلاقات تتخطى الإنتاج النفطي والتجارة ومبيعات الأسلحة والاستثمار إلى التعاون في جهود السلام بالشرق الأوسط وتحقيق الاستقرار بأسواق النفط ومحاربة الإرهاب وتحجيم إيران.