نشرت صحيفة New York Times تقريراً عن كواليس عودة الأمير أحمد بن عبدالعزيز إلى السعودية، والذي وصل فجر الثلاثاء 30 أكتوبر/ تشرين الأول 2018 وكان في استقباله ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
ولم تحظَ عودة شقيق العاهل السعودي بتغطية من وسائل الإعلام المحلية.
ونقلت الصحيفة الأميركية عن أشخاص قالت إنهم مطلعون على رحلات الأمير أحمد، أنه وصل إلى السعودية نحو الساعة الواحدة والنصف من صباح الثلاثاء 30 أكتوبر/تشرين الأول 2018، وأنَّ ولي العهد كان في انتظاره، واستقبله بحفاوةٍ في المطار.
لماذا عاد الأمير أحمد؟
وقالت The New York Times إن الأمير أحمد بن عبدالعزيز (76 عاماً)، وبصفته واحداً من كبار الشخصيات في العائلة المالكة، يمكنه أن يساعد في إضفاء شرعيةٍ على أي ردٍّ من العائلة على الغضب المتأجِّج بشأن مقتل الصحافي جمال خاشقجي، سواء تمثَّل ذلك الرد في جهودٍ للحدِّ من قوة ولي العهد المُطلَقة أو تعزيز قبضته على المملكة.
ونقلت الصحيفة عن غريغوري غوز، الباحث المتخصص في شؤون السعودية في كلية Bush School of Government and Public Service في جامعة تكساس إيه آند إم قوله: "تُعَد عودة (الأمير أحمد) مؤشراً مهماً على وجود مناورةٍ داخل العائلة المالكة. ثمة شيء سيحدث".
يُذكَر أنَّ مقتل خاشقجي -الذي كان يعيش في ولاية فرجينيا الأميركية ويكتب مقالاتٍ في صحيفة The Washington Post الأميركية- في الثاني من الشهر الجاري أكتوبر/تشرين الأول، قد ورَّط حكام المملكة في أشدِّ أزماتهم الدولية، منذ الهجمات الإرهابية في الحادي عشر من سبتمبر/أيلول من عام 2001، حين كان معظم مُنفِّذي الهجمات سعوديين.
ومع وجود سحابةٍ من الغموض تُخيِّم الآن على مصير ولي العهد، تكهَّن مراقبون خارجيون بأنَّ العائلة المالكة قد ترد بتوحيد صفوفها دفاعاً عنه، أو السعي لفرض بعض الضوابط على سلطته.
وضربت الصحيفة بعض الأمثلة على ذلك قائلة: على سبيل المثال، قد تسعى العائلة لتعيين وزير خارجية قوي لتخفيف دور ولي العهد في مسائل السياسة الخارجية أو العلاقات مع الغرب.
هل يحتاج ولي العهد للأمير أحمد؟
جديرٌ بالذكر أنَّ مدى تلطُّخ سمعة ولي العهد بعد هذه الفضيحة يثير اهتماماً شديداً في واشنطن، وأحد أسباب ذلك هو أنَّ إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب احتضنته، معتبرةً إيَّاه أهم حليفٍ عربي لها، وركيزةً أساسية لخططها الرامية إلى الحدِّ من النفوذ الإيراني، وإجبار الفلسطينيين على التوصُّل إلى اتفاقية سلام مع إسرائيل، حسبما قالت New York Times.
ولم يتضح بعد ما إذا كان الأمير أحمد قد شعر باطمئنانٍ تجاه العودة، فقط لأنَّ السعوديين يحتاجون إليه للمساعدة في دعم ولي العهد ضد منتقديه الغربيين.
وكان ولي العهد أحكم قبضته على وزارة النفط، بالغة الأهمية، وكذلك قوات الأمن الرئيسية منذ تولِّي والده الملك سلمان (82 عاماً) العرش في عام 2015. وأطاح بمنافسيه المحتملين في العائلة المالكة بطريقةٍ منهجية، ولم يترك أحداً تقريباً في أي منصب يسمح له بمعارضته. وقال دبلوماسيون التقوا الملك سلمان إنَّ الشيخوخة ربما تكون قد أضعفت قدرته العقلية، وأعجزته عن كبح جماح ابنه.
يُذكر أن الأمير أحمد بن عبدالعزيز والملك سلمان هما الفردان الأخيران من بين مَن يسمَّون السديريون السبعة، وهم أبناء الملك عبدالعزيز -مؤسس المملكة السعودية الحديثة- السبعة من زوجته المفضلة الأميرة حصة بنت أحمد السديري.