400 ألف مسلم حاربوا إلى جانب بريطانيا في الحرب العالمية الأولى.. «لنتذكر معاً» تنطلق بدعم عمدة لندن ورئيس أركان قوات الدفاع السابق

عربي بوست
تم النشر: 2018/10/28 الساعة 11:42 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/10/28 الساعة 11:42 بتوقيت غرينتش
400 ألف مسلم حاربوا إلى جانب بريطانيا في الحرب العالمية الأولى/ الصورة من موقعbirminghammail

لا يعلم غالبية البريطانيين أنَّ مئات الآلاف من الجنود المسلمين قاتلوا في صفوف القوات البريطانية ب الحرب العالمية الأولى وذلك وفقاً لحملة جديدة مدعومة من قائد عسكري سابق وعمدة لندن.

صحيفة The Telegraph البريطانية قالت في تقرير لها، أن مجموعة من الشخصيات البريطانية متعددة الانتماءات الحزبية بعثت برسالة، قالت فيها إنَّ "القليلين يعلمون" أنَّ الآلاف من الجنود المسلمين حاربوا إلى جانب القوات البريطانية بالحرب العالمية الأولى، ما ساعد في تشكيل قوة "كانت تبدو أشبه ببريطانيا عام 2018 أكثر مما كانت تشبه بقية البلد آنذاك".
يمثل الخطاب، الذي شمل الموقعون عليه الجنرال اللورد ريتشاردس رئيس أركان قوات الدفاع البريطانية السابق، وصادق خان عمدة لندن، وجيمس كليفرلي نائب رئيس حزب المحافظين، بدء إطلاق حملة تسعى لمنح تقديرٍ أكبر لأصحاب "الديانات والأعراق المختلفة" الذين شكَّلوا الجيش الذي خاض الحرب العالمية الأولى بين عامي 1914 و 1918.
وسيلقي أئمة المساجد بجميع أنحاء البلاد خطباً دينية تتحدث عن ذكرى الجنود المسلمين في الحرب العالمية الأولى، كجزء من حملة "Remember Together-نتذكر معاً"، التي تدعمها أيضاً وزيرة المواصلات البريطانية نصرت غاني.

مكافحة التطرف وتعزيز الاندماج

تهدف الحملة إلى المساعدة في مكافحة التطرف، وتعزيز الاندماج، من خلال جمع أعضاء من مختلف الأديان والخلفيات العرقية لإحياء ذكرى يوم "أحد الذكرى"، (الذي تُحيا فيه ذكرى قتلى الحروب)، إلى جانب مئوية نهاية الحرب العالمية الأولى في 11 نوفمبر/تشرين الثاني.

وقال سوندر كاتوالا، مدير مركز أبحاث "المستقبل البريطاني" الذي يدير الحملة إلى جانب الفيلق البريطاني الملكي: "لقد شهدنا متطرفين، على غرار أنجم تشودري (رجل دين إسلامي مثير للجدل) وحركة بريطانيا أولاً (حركة يمينية متطرفة)، يحاولون تحويل رموزنا العزيزة التي نُحيي ذكراها إلى أسلحة في ثقافة الحرب التي يتبنونها".

وأضاف: "يعتمد كلاهما على الجهل بتاريخنا المشترك حين يخبرون المسلمين والأقليات الأخرى بأنَّه لا مكان لهم في بريطانيا. لذا، من المهم حقاً تخليد وإحياء ذكرى الجنود من جميع الخلفيات الذين خدموا قبل قرنٍ من الزمان في القوات المسلحة البريطانية، وستُحيي مزيدٌ من المساجد والغوردوارا (مكان عبادة السيخ) ودور العبادة الأخرى الذكرى هذا العام (2018)".

وقَّع الخطاب كذلك اللورد آشداون زعيم حزب الديمقراطيين الأحرار السابق، ودان جارفيس عضو البرلمان عن حزب العمال وضابط الجيش السابق، والقس بول بتلر أسقف كاتدرائية دورهام، وكذلك الإمام عاصم حافظ المستشار الديني لرئيس هيئة الأركان البريطانية الجنرال السير نيك كارتر، وقاري عاصم رئيس المجلس الاستشاري الوطني للمساجد والأئمة.

يقولون في الخطاب: "لا يُمثِّل يوم 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2018 يوم (أحد الذكرى) فقط، لكن أيضاً ذكرى مرور 100 عام على نهاية الحرب العالمية الأولى. ويأتي ذلك في وقتٍ يمكن أن يشعر المجتمع البريطاني فيه بأنَّه مُقسَّمٌ وقلقٌ أكثر مما يريده أي واحدٍ منا".

400 ألف جندي مسلم شاركوا في الحرب إلى جانب بريطانيا

وأضافوا: "هناك وعي متزايد بأنَّ حملة إحياء الذكرى يمكن، ويجب، أن تنتمي إلينا جميعاً؛ بل إنَّها بالفعل تنتمي إلينا جميعاً. لقد بدا الجيش البريطاني بين عامي 1914-1918 أشبه ببريطانيا عام 2018 أكثر مما كان يشبه بقية البلاد آنذاك؛ إذ حاربت القوات البريطانية إلى جانب جنود من أعراق وديانات مختلفة من مختلف أنحاء الكومنولث، وضمن ذلك أكثر من مليون جندي هندي، من ضمنهم 400 ألف جندي مسلم ينتمون إلى ما تُسمَّى حالياً باكستان. مع ذلك، فإنَّ قليلين هم مَن يعلمون أنَّ آلاف الجنود المسلمين الذين حاربوا من أجل بريطانيا، ومن ضمنهم جنود مثل خوداداد خان، مُنحوا وسام صليب فيكتوريا للشجاعة عام 1914".

وتضيف المجموعة في الخطاب: "إنَّ هذا التاريخ المشترك للخدمة العسكرية شيءٌ يمكن أن نحتفل بذكراه في بريطانيا، بغض النظر عن عرقنا أو معتقداتنا الدينية. إنَّنا نحث الجميع في شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2018، وفي مختلف أنحاء بريطانيا، على تنحية الخلافات جانباً وإحياء الذكرى معاً".

وقالت وزيرة المواصلات البريطانية نصرت غاني: "إنَّ يوم (أحد الذكرى) سيكون يوماً خاصاً على نحوٍ خاص هذا العام (2018)؛ إذ نحتفل بمرور 100 عام على نهاية الحرب العالمية الأولى، ونتذكَّر أولئك الذين قدّموا التضحية الكبرى. لقد أتى هؤلاء الجنود من جميع أنحاء الإمبراطورية لخدمة بريطانيا، وإحياء ذكرى تاريخنا المشترك أمرٌ هامٌ اليوم، ويُشجِّع على تعزيز هُويةٍ بريطانيةٍ قويةٍ وجامعةٍ، نستطيع جميعاً أن نفخر بها".

علامات:
تحميل المزيد