طلبت منه أن ينظِّف مرحاضه ويطعم قطته ويتجنَّب السياسة.. جولة داخل مكان احتجاز مؤسس ويكليكس

عربي بوست
تم النشر: 2018/10/24 الساعة 05:17 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/10/26 الساعة 04:56 بتوقيت غرينتش
مؤسس ويكيليكس جوليان أسانج من أمام سفارة الإكوادور في لندن/رويترز

بينما كانت تلك القطة السوداء تحظى بكل عناية ورعاية وجدت نفسها مع صاحبها محتجزتان، هو مجبر على الاعتناء بها وإلا خسرها

مؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج يقاضي سفارة الإكوادور بعدما تلقَّى قائمة بشروط حسن إقامته إذا ما أراد استخدام الإنترنت، منها الاعتناء بقطته.

وقرَّر اللاجئ السياسي الأشهر أن يقاضي السفارة، التي آوته لمدة 6 أعوام في لندن، متهماً إياها بتشويه سمعته ومعاملته كالمسجون.

وتسلم الأسترالي أسانج من مسؤولي السفارة قائمة طويلة، منها مثلاً تنظيف حمامه الشخصي وإطعام قطته ودفع المال لقاء طعامه وتنظيف ثيابه ومكالماته الشخصية، وغيرها من الشروط الحياتية اليومية.

وأظهرت القائمة أنه إذا لم يلتزم "بأبسط مقومات حياة الإنسان البالغ"، فلن يُسمح له باستخدام شبكة الإنترنت.

جوليان أسانج يقاضي سفارة الإكوادور

لم ينبهر أسانج بطبيعة الحال بالقائمة، لذا قرَّر أن يقاضي السفارة ووزير الخارجية جوزيه فالنسيا، الذي يلعب دور الوسيط بين أسانج والحكومة الإكوادورية.

وقال محاميه بالتسار غارزون لشبكة ABC الأسترالية، إنه كان يعيش في ظروف غير إنسانيه طوال السنوات الست الماضية، وإن ما قيل عن ظروف العناية بقطته يشوه سمعة موكله.

وقال وزير الخارجية للصحافيين إن الحكومة سترد على الدعوى "بطريقة مناسبة".

وأصرَّ على أن القواعد والبروتوكولات الصادرة إلى أسانج "تتماشى مع المعايير الدولية والقانون الإكوادوري".

والحكومة تصرُّ على تغيير شروط إقامته ومنع تدخّله بالشؤون السياسية

وفرضت الإكوادور على أسانج مجموعةً من القواعد الجديدة الصارمة، وطالبته بلهجة تحذيرية بتجنُّب الإدلاء بتعليقات سياسية عبر شبكة الإنترنت.

وأصدرت تعليماتها إليه بتنظيف دورة مياهه ورعاية قطته بصورة أفضل أو المخاطرة بفقدانها.

وفرضت الإكوادور على أسانج الحصول على موافقة بشأن زواره من الهيئة الدبلوماسية قبل ثلاثة أيام من موعد الزيارة.

ويتم حظر أسانج من ممارسة الأنشطة التي يمكن أن "تعد بمثابة أنشطة سياسية أو تدخلاً في الشؤون الداخلية للدول الأخرى"، بحسب المذكرة التي اطّلعت عليها صحيفة The Guardian.

تسمح له باستخدام الإنترنت على الأجهزة المصرَّح بها فقط

وكانت الحكومة الإكوادورية رفعت القيود المفروضة على استخدام أسانج للإنترنت بصفة جزئية خلال عطلة نهاية الأسبوع.

ومع ذلك، تنص الوثيقة على السماح لمؤسس موقع WikiLeaks باستخدام شبكة الواي فاي الخاصة بالسفارة في حاسوبه وهاتفه الشخصي فقط.

ويُحظر استخدام المواطن الأسترالي وضيوفه "الأجهزة غير المصرح بها" أو تركيبها بصورة واضحة.

 وأي تجاوز ثمنه مصادرة الأجهزة أو قطع الإنترنت

وتنص المذكرة على أن السفارة "تحتفظ بالحق في تفويض الفريق الأمني بمصادرة الأجهزة" أو مطالبة السلطات البريطانية بدخول السفارة والقيام بذلك.

ويتم الإبلاغ عن أية محاولة لجلب تلك الأجهزة إلى داخل السفارة، باعتبارها "خرقاً أمنياً وإبلاغ السلطات البريطانية المختصة".

لكن أسانج لا يستطيع منع نفسه عن الولوج للشبكة

وأقدمت الحكومة الإكوادورية بقطع اتصال أسانج بشبكة الإنترنت، في شهر مارس/آذار.

وذكرت أنه خرق "التعهد الكتابي الذي قدمه إلى الحكومة في نهاية عام 2017، حول عدم إصدار أي رسائل من شأنها التدخل في شؤون الدول الأخرى".

ومع ذلك، فقد ذكرت تقارير إعلامية بريطانية، أن أسانج كان يعمل بحرية مطلقة داخل السفارة، بل ويخترق نظام الاتصالات بها.

وقد يخسر قطته

قطة أسانج تجلس أمام نافذة السفارة في لندن/ Reuters
قطة أسانج تجلس أمام نافذة السفارة في لندن/ Reuters

وصدرت التعليمات إلى أسانج بأن يتولى رعاية قطته وإطعامها والحفاظ على صحتها ضمن المذكرة الصادرة باللغة الإسبانية، التي تم نشرها للمرة الأولى على موقع Codigo Vidrio الإكوادوري الإلكتروني.

وحذَّرت المذكرة أنه في حالة عدم قيام مؤسس WikiLeaks برعاية القطة والاهتمام بشؤونها، سوف يتم منحها لشخص آخر يتولى رعايتها أو إلى إحدى مؤسسات رعاية الحيوانات.

والآن عليه أن يتكفَّل بكل مصاريفه بدءاً من شهر ديسمبر/كانون الأول المقبل

وطلبت المذكرة من أسانج وضيوفه تنظيف دورة المياه، وذكرت أن البعثة الدبلوماسية لن تسدد تكاليف طعامه أو غسل ملابسه أو أي تكاليف أخرى تتعلق بإقامته، اعتباراً من 1 ديسمبر/كانون الأول 2018.

وأضافت أيضاً أنه يتعيَّن على أسانج سداد تكاليف الفحوص الطبية ربع السنوية التي يجريها.

وإلا سينتهي وضع اللجوء السياسي لتتلقفه بريطانيا وأميركا على الفور

وأضافت المذكرة أن الإخفاق في الامتثال لتلك القواعد الجديدة "يمكن أن يؤدي إلى إنهاء وضع اللجوء السياسي الذي منحته دولة الإكوادور إياه".

وعلى مدار أكثر من 5 سنوات، خصَّصت الإكوادور 5 ملايين دولار على الأقل لموازنة الاستخبارات السرية التي تولَّت حماية أسانج.

وذلك أثناء استقبال زيارات نيجل فاراج، وأعضاء المجموعات الوطنية الأوروبية والأفراد المرتبطين بالكرملين.

وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، منحت الإكوادور الجنسية لأسانج، وحاولت تسجيله دبلوماسياً يتمتع بالحصانة لتسهيل مغادرته السفارة دون اعتقاله، ولكنها فشلت.

ولجأ أسانج، الأسترالي البالغ من العمر 47 عاماً، إلى سفارة الإكوادور في لندن عام 2012 لتجنّب تسليمه للسويد، حيث كان مطلوباً في دعوى اعتداء جنسي.

وهي تهمة نفى دوماً أي تورّط له بها.

ويؤكد أسانج أن دافع هذه الدعاوى سياسي محض، ويمكن أن تؤدي إلى تسليمه للولايات المتحدة وسجنه.

أما السبب فهو نشر موقع ويكيليكس وثائق سرية أميركية في 2010، بالتنسيق مع الجندي الأميركي برادلي مانينغ عن تجاوزات الجيش الأميركي في العراق.

علامات:
تحميل المزيد