بعد قرابة عام ونصف من التحقيق في واقعة دهس طالبة مصرية ، الزائرة لجامعة مدينة كوتبوس بولاية براندنبورغ، شرق ألمانيا، ووفاتها لاحقاً، رفعت النيابة العامة دعوى ضد السائق بتهمة دهس شادن محمد المؤدية للقتل غير العمد جراء الإهمال.
وكان سائق سيارة هيونداي (20 عاماً حينها)، تحمل لوحات مدينة دريسدن عاصمة ولاية ساكسونيا، قد دهس شادن (22 عاماً حينها) التي قيل إنها نزلت عرض الطريق فجأة، قرب موقف ترام بساحة "برلينر بلاتز" بعد منتصف ليلة الـ 15 من شهر نيسان 2017 بقليل، عندما كان يقود سيارته بسرعة عالية، ونُقلت للمشفى، لكن لم يُكتب لها النجاة وتوفيت بعد 3 أيام متأثرة بجراحها البليغة.
تقرير الخبرة بحسب صحيفة الدعوى أشار إلى أن احتمال نجاة شادن، طالبة هندسة العمارة بالجامعة الألمانية في مصر، الزائرة لعدة أشهر في جامعة براندنبورغ للتكنولوجيا الواقعة في كوتبوس، كان سيكون كبيراً جداً لو التزم السائق بالسرعة المحددة في المنطقة، وهي 30 كيلو متراً في الساعة.
شتائم العنصرية بعد دهس طالبة مصرية
وكانت الحادثة أثارت جدلاً دولياً ومحلياً لأن شهوداً تحدثوا عن شتم مرافقي السائق، الضحية وهي ما زالت تنزف وأصدقاءها في موقع الحادثة عنصرياً، بشتائم معادية للأجانب.
وكانت شهادة طالبة ثانوية تدعى جوزفين (19 عاماً) أدلت بها حينها عما رأته قد تسببت بالبدء بهذه التحقيقات.
وقالت الطالبة إن السيارة التي صدمت شادن توقفت على بعد عدة مئات الأمتار، وفيما كان المارة والطلاب الذين كانوا معها يقدمون المساعدات الأولية للفتاة المصرية التي كانت الدماء تغطي وجهها، جاء السائق "كيليان س." والراكبون معه على مهل، ونقلت عنهم قولهم جملاً ساخرة كـ"نعم، إنه لأمر واضح بالنسبة لي، بأن ليس لديكم شوارع، لكن على المرء في ألمانيا أن ينظر إلى الشارع"، وقالوا لها ولزملائها: " فلتنصرفوا إلى بلدكم مجدداً، لن يصدمكم شيء (هناك).. لاجئون قذرون"، وقيل إنهم كانوا يضحكون، بحسب صحيفة "تاغز شبيغل" الألمانية.
وكانت النيابة العامة قد قالت مطلع هذا العام 2018، إنه ليس من الواضح حتى حينذاك فيما إذا كانت الضحية شادن قد أهينت بشتائم معادية للأجانب، لافتة إلى أنه ما زال سيتم استجواب شاهدة.
يشار إلى أن عقوبة التحريض على الكراهية تصل إلى السجن حتى 5 أعوام.
وبين تلفزيون "إر بي بي " العام في برلين أول أمس الخميس أن الدعوى ستكون عن القتل الخطأ ففط، أما التحقيق ضد مرافقيه بشأن التحريض والإهانة بسبب الشتائم العنصرية فلم يتبين بعد إلى ماذا انتهى.
وأشار إلى أنه وفي حال السماح بدعوى القتل الخطأ، فسيتم تداول القضية أمام محكمة متخصصة بقضايا الشباب، وبالتالي من المحتمل أن تبقى بعيداً عن حضور العامة.
الجامعة الألمانية في القاهرة كانت قد طلبت بعد الحادث من زملاء شادن مغادرة كوتبوس كمكان سكن والانتقال لبرلين، على أن ينهوا دراستهم في جامعة كوتبوس كما كان مخططاً. الإجراء الذي أغضب جامعة كوتبوس.