وقَّعها رونالد ريغان وميخائيل غورباتشوف.. واشنطن تنسحب من معاهدة نووية مع روسيا، وتسرد أسباب قرارها

عربي بوست
تم النشر: 2018/10/21 الساعة 08:49 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/10/21 الساعة 09:00 بتوقيت غرينتش
FILE PHOTO: Soviet President Mikhail Gorbachev (L) and U.S. President Ronald Reagan begin their mini-summit talks in Reykjavik October 11, 1986. REUTERS/Mal Langsdon/File Photo

أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، السبت 20 أكتوبر/تشرين الأول 2018، أن أميركا ستنسحب من معاهدة الأسلحة النووية المتوسطة المدى كانت أبرمتها مع موسكو خلال الحرب الباردة، متّهماً روسيا بانتهاكها "منذ سنوات عديدة".

وسارعت موسكو بالرد على لسان مصدر في وزارة الخارجية، معتبرة أن الولايات المتحدة "تحلم" بأن تكون هي القوة الوحيدة المهيمنة على العالم، واتهمت واشنطن بأنها "تتعمد" تقويض هذه المعاهدة منذ سنوات.

ووُقِّعت "معاهدة الأسلحة النووية المتوسطة المدى" في 1987، بين الرئيس الأميركي في حينه رونالد ريغان ورئيس الاتحاد السوفييتي يومذاك ميخائيل غورباتشوف.

لماذا انسحبت أميركا؟

وقال ترمب للصحافيين في مدينة إلكو بصحراء نيفادا، إن "روسيا لم تحترم المعاهدة؛ ومن ثم فإننا سنُنهي الاتفاقية، وسنطور هذه الأسلحة".

وتابع: "نحن لن نسمح لهم بانتهاك اتفاقية نووية والخروج منها وتصنيع أسلحة، (في حين) أنّنا ممنوعون من ذلك. نحن بقينا في الاتفاقية واحترمناها، ولكن روسيا لم تحترمها للأسف".

وتأخذ إدارة ترمب على موسكو نشرها منظومة صاروخية من طراز "9إم729″، التي يتجاوز مداها -بحسب واشنطن- 500 كم، ما يشكّل انتهاكاً للمعاهدة.

ووضعت المعاهدة، التي ألغت فئة كاملة من الصواريخ يتراوح مداها بين 500 و5000 كم، حدّاً لأزمة اندلعت في الثمانينيات؛ بسبب نشر الاتحاد السوفييتي صواريخ "إس.إس-20" النووية التي كانت تستهدف عواصم أوروبا الغربية.

"ثاني ضربة قوية"

واعتبر مصدر في الخارجية الروسية،  بحسب ما نقلت عنه وكالة "ريا نوفوستي" الحكومية،  أنّ واشنطن "اقتربت من هذه الخطوة على مدى سنوات عديدة، من خلال تدميرها أسس الاتفاق عمداً وبالتدريج".

وأضاف أنّ "هذا القرار يندرج في إطار السياسة الأميركية الرامية إلى الانسحاب من الاتفاقيات القانونية الدولية التي تضع مسؤوليات متساوية على عاتقها كما على عاتق شركائها، وتقوّض مفهومها الخاص لـ(وضعها الاستثنائي)".

من جهته، اعتبر السيناتور الروسي أليكسي بوشكوف، في تغريدة على "تويتر"، أن قرار ترمب الانسحاب من المعاهدة هو "ثاني ضربة قوية تتلقّاها منظومة الاستقرار الاستراتيجي في العالم"، بعد انسحاب واشنطن من "معاهدة الحد من الصواريخ المضادة للباليستية" (معاهدة إيه بي إم) في 2001.

وأضاف بوشكوف: "مجدّداً، فإن الولايات المتحدة هي الطرف الذي بادر بالانسحاب من المعاهدة".

وأعلن ترمب قراره، في الوقت الذي توجه فيه مستشاره لشؤون الأمن القومي، جون بولتون، السبت 20 أكتوبر/تشرين الأول 2018، الى موسكو؛ "لمواصلة" الحوار بين الرئيسين الأميركي والروسي، الذي بدأ في يوليو/تموز 2018.

وينوي المستشار المعروف بمواقفه المتشددة، لقاء كبار المسؤولين الروس الإثنين 22 أكتوبر/تشرين الأول 2018، بينهم وزير الخارجية سيرغي لافروف، وسكرتير مجلس الأمن نيكولاي باتروشيف.

وذكرت صحيفة "الغارديان" أن بولتون هو من يضغط على الرئيس الأميركي من أجل الانسحاب من "معاهدة الأسلحة النووية المتوسطة المدى". كما أنه يعيق المفاوضات حول توسيع معاهدة "ستارت الجديدة" للحدّ من الأسلحة الاستراتيجية الهجومية، والتي ينتهي العمل بها في 2021 وترغب روسيا في تمديدها.

وقد يؤدي انسحاب الولايات المتحدة من المعاهدة إلى توجيه الأنظار نحو الصين، التي يمكن أن تطور دون قيود، أسلحتها النووية المتوسطة المدى، بما أنها لم توقع على الاتفاق.

"اتهامات ملفقة"

وتوترت العلاقات بين واشنطن وموسكو بعد اتهام روسيا بالتدخل في الانتخابات الأميركية.

ووجَّه القضاء الأميركي الاتهام، الجمعة 19 أكتوبر/تشرين الأول 2018، إلى روسيَّة يشتبه في أنها موَّلت حملة دعاية على شبكات التواصل الاجتماعي، للتأثير على مجرى الانتخابات التشريعية والمحلية المقررة في السادس من نوفمبر/تشرين الثاني 2018.

واتهمت موسكو واشنطن بأنها "لفقت" التهمة، بهدف فرض مزيد من العقوبات على روسيا.

وكان الرئيس الأميركي وعد قبل انتخابه بإقامة أفضل العلاقات مع روسيا، إلا أن شكوكاً تحوم حول تواطؤ فريق حملته مع الكرملين خلال انتخابات 2016 الرئاسية.

ويتولى المدعي الخاص روبرت مولر التحقيق منذ أكثر من عام، في القضية.

وأبدى ترمب، في يوليو/تموز 2018، موقفاً مهادناً للغاية حيال بوتين، خلال مؤتمر صحافي مشترك جرى بعد قمتهما الأولى بهلسنكي في 16 يوليو/تموز 2018، ولا سيما فيما يتعلق باتهامات التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأميركية والتي تنفيها موسكو.

وسيلتقي الرئيسان في 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، بباريس، للمشاركة في إحياء ذكرى نهاية الحرب العالمية الأولى.