من المقاتلة العسكرية إلى كوب البيبسي.. هذه الشركات الأميركية متجذرة في السعودية لكن العاصفة قوية هذه المرة

عربي بوست
تم النشر: 2018/10/19 الساعة 16:59 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/10/19 الساعة 16:59 بتوقيت غرينتش
عن الموقع الرسمي لمؤتمر دافوس في الصحراء المرتقب بعد أيام

شهدت الأيام الماضية انسحاب العديد من قادة الشركات الأميركية من السوق السعودي ومسؤولين، بمن فيهم وزير الخزانة الأميركي، ستيفن منوشين. انسحبوا واحداً تلو الآخر عن حضور قمة "دافوس الصحراء".

القمة التي سعى وروج لها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ضمن خطته الشهيرة "2030"، لكن حادثة اختفاء وعلى الأرجح مقتل الصحافي جمال خاشقجي غيرت كل الموازين وباتت الخطة في مهب الريح.

وبينما رفض الرئيس الأميركي دونالد ترمب إيقاف الصفقات العسكرية مع السعودية، بادرت شركات أخرى إلى التلويح أو حتى التوقف عن التعامل مع النظام السعودي حتى تهدأ عاصفة خاشقجي.

فما هي الشركات التي تتعامل مع السعودية وما هو حجم العلاقات التجارية بين البلدين؟

يُسلّط ذلك الضوء تسليطاً شديداً على جميع الشركات الأميركية التي تتعامل تجارياً مع السعودية. وتتنوع هذه الشركات الأميركية بين شركات معداتٍ عسكريةٍ وشركات تصنيع سياراتٍ ومصارف وشركاتِ سلعٍ استهلاكية. فضلاً عن ذلك، كانت السعودية على مدى سنوات طويلة الممول الرئيسي والمستثمر في كثير من الشركات الأميركية الناشئة.

موقع CBS News الأميركي نشر تقريراً مفصلاً عن طبيعة أسماء الشركات التي تنتشر بقوة في السوق السعودي وأصبح لها جذور. نذكرها في ما يلي:

في بداية الأمر، لا بد من الإشارة إلى أن العلاقة بين البلدين تعود إلى وقت الاعتراف الأميركي بالسعودية في عام 1931 وبدء العلاقات الدبلوماسية في عام 1940.

ومع اكتشاف النفط وتشعب العلاقات الثنائية، صارت العلاقات التجارية بين البلدية كبيرة للغاية.

الصفقات العسكرية.. 110 مليارات دولار حقيقة أم مجرد أخبار زائفة؟

مُنِحَت المملكة اتفاقات على عقودٍ عسكريةٍ محتملة بقيمة 138.9 مليار دولار بموجب برنامج المبيعات العسكرية الأميركية إلى الحكومات الأجنبية خلال الفترة بين 2009 وأبريل/نيسان 2018، حسب تقرير صادر من دائرة البحوث البرلمانية التابعة للكونغرس الأميركي Congressional Research Service.

بالرغم من هذا، لم تُستوف بعض العقود بنسبة 100%؛ نظراً إلى أنها نصت على أن يكون استيفاؤها حسب الحاجة، وحتى كمية محددة.

فازت بهذه العقود شركات مثل:

  • شركة صناعة الطيران Boeing (بما في ذلك عقد بقيمة 29.4 مليار دولار لشراء طائرات إف-15 وُقِّع في 2011، وعقد بقيمة 5.5 مليار دولار لشراء مروحيات أباتشي في 2011).
  • شركة Lockheed Martin العسكرية (بما فيها خطاب نية شرائية بقيمة 29 مليار دولار مقابل 150 مروحية سيكورسكي بلاك هوك، وذلك في عام 2017).
  • شركة General Dynamics (بما في ذلك عقد محتمل بقيمة 1.5 مليار دولار في 2016 لشراء مدرعات).
  • شركة Raytheon (التي حصلت على عقد بقيمة 1.7 مليار دولار في 2011 لتحديث صواريخ باتريوت).

زار  ترمب السعودية العام الماضي، وروَّج لعقود محتملة بقيمة 110 مليارات دولار مقابل بضائع على شاكلة طائرات مقاتلة، ومحركات، وأسلحة.

وهي الصفقات التي وصفها العديد من الخبراء بأنها إما خطابات نية شرائية (وهي تمهيد لإبرام التعاقد) أو أنها صفقات جارية بالفعل، جرت الموافقة عليها قبل تولي ترمب المنصب.

ووصفت صحيفة The Washington Post الأميركية في تقرير لها نُشر هذا الشهر هذا الرقم بـ "الخبر المزيف" تيمناً بتعابير ترمب نفسه.

السيارات تحظى بنصيب الأسد من الصادرات الأميركية إلى السعودية

بلغت القيمة الإجمالية لمبيعات الخدمات والسلع الأميركية إلى السعودية 45.6 مليار دولار في العام الماضي، بفائض أميركي يتجاوز 5 مليارات دولارات، حسب الموقع الرسمي لمكتب الممثل التجاري للولايات المتحدة.

وصلت صادرات عام 2017 إلى 25.5 مليار دولار، فيما بلغت قيمة الواردات 20.1 مليار دولار، مما يجعل السعودية تحتل المرتبة 22 في قائمة أكبر الشركاء التجاريين في تبادل السلع.

تعتلي السيارات هذه القائمة بنسبة تصل إلى حوالي 9% من إجمالي الواردات السعودية، في وجود العلامات التجارية المعروفة في عالم السيارات مثل General Motors وFord.

تأتي الطائرات، والمروحيات، والمعدات الفضائية والجوية الأخرى في المرتبة التالية.

وقد دشَّن صُنَّاع السيارات برامج تدريب على القيادة من أجل النساء منذ إعلان السعودية السماح للنساء بقيادة السيارات هذا العام.

بيل فورد، الرئيس التنفيذي لشركة Ford، ضمن الرؤساء التنفيذيين الذين أعلنوا الانسحاب من قمة رؤية 2030، حسبما أفادت وكالة Reuters للأنباء.

السعودية تصدّر أموال النفط إلى خزائن الولايات المتحدة

أرسلت السعودية كمية كبيرة من عائداتها النفطية إلى الولايات المتحدة على مدى أعوام، لتصبح عاشر أكبر دائن أجنبي للولايات المتحدة، حسبما توضح الخزانة على موقعها الرسميticdata.treasury.

وتعتبر أيضاً حالياً مصدراً رأسمالياً للشركات الناشئة الأميركية، حسبما أفادت صحيفة The Wall Street Journal.

في الشهر الماضي فقط، استثمر صندوق الاستثمارات العامة السعودي مليار دولار في شركة Lucid، وهي شركة منافسة لشركة Tesla، التي أسسها الملياردير إيلون ماسك.

ناقش ماسك نفسه مؤخراً استثماراً لجعل شركته شركة خاصة، بمساعدة مستثمرين سعوديين.

كما تعهد ولي العهد بالإسهام بالمشاركة بـ 45 مليار دولار في صندوق التمويل الاستثماري الذي دشنته شركة SoftBank اليابانية والمُقدَّرة قيمته بـ 100 مليار دولار.

وهو الصندوق الذي يملك استثمارات في شركات Uber وWeWork وSlack وشركات أخرى، حسبما أفاد موقع Bloomberg.

المصارف قد لا تقاوم طرح أرامكو للاكتتاب العام بقيمة تريليوني دولار

تواجه المصارف الأميركية هي الأخرى مأزقاً في هذا المنحى.

بالرغم من أن جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لمصرف JPMorgan، انسحب من مؤتمر رؤية 2030، حسبما أفادت وكالة Reuters للأنباء، لا يزال مصرف Morgan Stanley  ومصرف Citigroup يخططان لإرسال ممثلين عنهما.

تعهد ولي العهد بالمضي قدماً في طرح شركة النفط الكبيرة أرامكو للاكتتاب العام.

وهي خطوة من الممكن أن تشكل هديةً للمصارف التي تدير الصفقة، بما في ذلك المصارف الموجودة في الولايات المتحدة.

وقد أخبر محمد بن سلمان موقع Bloomberg مؤخراً أنه تمنى تحقيق زيادة بقيمة 100 مليار دولار من خلال طرح 5% من أسهم الشركة للاكتتاب العام، وهو الاكتتاب الذي مازال ولي العهد يعتقد أنه سيُقدِّر قيمة أرامكو بتريليوني دولار.

شركات البنى التحتية الأميركية من أكبر المُسهمين في بناء السعودية

قالت شركة General Electric إنها وقعت على عقودٍ بقيمة 15 مليار دولار مع السعودية خلال زيارة ترمب إليها في العام الماضي.

خصص 7 مليارات دولار للسلع والخدمات التي تنتجها الشركة، يأتي من ضمنها مولدات الطاقة، ومعدات التعدين، ومستلزمات الرعاية الصحية.

وقالت الشركة إنها أمدت السعودية لـ 80 عاماً بالتكنولوجيا، متضمنةً معدات استُخدمت في أول معمل تكرير سعودي.

ناهيك عن أن آلات General Motors تولِّد أكثر من نصف كمية الكهرباء في البلاد، وملايين من غالونات المياه النظيفة كل عام.

وتعمل شركة الهندسة الخاصة Betchel على مشروع مترو الرياض.

وتساعد كذلك في إدارة المشروع البالغ قيمته 11 مليار دولار، الذي يهدف إلى توسعة مدينة الجبيل الصناعية، حسبما جاء في موقع الشركة.

تحاول السعودية أيضاً جذب شركات التكنولوجيا الأميركية مثل Amazon، وSnap، وApple، للمساعدة في بناء مدينة متخصصة في التكنولوجيا على أراضيها.

ولعل الخطر يحدق بهذه العلاقات في الوقت الحالي.

والثقافة الأميركية تكتسح.. القهوة البيتزا والمشروبات الغازية والأفلام

يستفيد المستهلكون السعوديون العاديون من السلع والخدمات القادمة من الولايات المتحدة.

كان عدد الفروع التي تمتلكها سلسلة Starbucks  في السعودية 161 فرعاً مع نهاية 2016، حسبما أفادت هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية.

افتتح مطعم Domino's Pizza فرعاً له في الرياض عام 2012. كما تملك شركة Pepsi فرعاً لها للوجبات الخفيفة، يسمى الشركة السعودية للمأكولات الخفيفة المحدودة، وذلك على سبيل الذكر لا الحصر.

بدورها، تخطط شركة دور السينما الأميركية AMC Entertainment للتوسع في السعودية من خلال إنشاء 30 إلى 40 دار سينما خلال 3-5 أعوام، و50 إلى 100 دار سينما بحلول عام 2030 أو قبل ذلك.

انسحاب العديد من قادة الشركات الأميركية من السوق السعودي

أنهت مجموعة Harbour Group، إحدى جماعات الضغط العشر التي تمثل الحكومة السعودية، تعاملها مع المملكة.

وألغت العديد من وسائل الإعلام الإخبارية، بما فيها صحيفة The New York Times مشاركتها في مؤتمر للمستثمرين برعاية الحكومة في الرياض.

كان من المقرر أن يعقد في غضون أسبوعين، وأن يتحدث فيه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

ومثلها انسحبت صحيفة The Los Angeles Times و The Economist.

وكان الرئيس التنفيذي لشركة Uber، دارا خسروشاهي أعلن تراجعه عن حضور مؤتمر دافوس الصحراء المقرر انعقاده في 23 أكتوبر/تشرين الأول الجاري في الرياض.

تحميل المزيد