قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، إنه أبلغ الرئيس دونالد ترمب بأنه ينبغي للولايات المتحدة منح السعودية بضعة أيام إضافية، لإنجاز تحقيقها في "اختفاء" مقتل جمال خاشقجي ، وأكد أن ترمب تلقى تعهدا من محمد بن سلمان للكشف عن ذلك.
وأشار إلى أنه أوضح للسعوديين والأتراك أن الولايات المتحدة تأخذ قضية مقتل جمال خاشقجي بجدية شديدة.
وأضاف بومبيو للصحافيين في البيت الأبيض، الخميس 18 أكتوبر/تشرين الأول 2018، بعد اجتماع مع ترمب "أبلغت الرئيس ترمب هذا الصباح بأنه ينبغي لنا منحهم بضعة أيام إضافية… حتى يتوفر لنا أيضاً فهم كامل للوقائع"، قبل اتخاذ قرار بشأن الرد.
تعهُّد شخصي من محمد بن سلمان للكشف عن ملابسات مقتل جمال خاشقجي
وأشار وزير الخارجية الأميركي إلى أن ولي العهد السعودي قدَّم تعهداً شخصياً لترمب عندما تحدثا، وفق ما نقلته "رويترز"، وأضاف أن الرئيس التركي أردوغان أكد له أنه سيُطلع السعوديين على نتائج التحقيق.
وكان مايك بومبيو، قد أشار يوم الأربعاء 17 أكتوبر/تشرين الأول، قبل أن يغادر السعودية في طريقه إلى تركيا، أن المملكة تعهَّدت بإجراء تحقيق كامل في مقتل جمال خاشقجي .
وفي السعودية، التقى بومبيو بالعاهل السعودي الملك سلمان، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ووزير الخارجية عادل الجبير.
وقال بومبيو للصحافيين المرافقين له بعد ركوبه الطائرة المتجهة إلى أنقرة: "أكدت في كل اجتماع من هذه الاجتماعات أهمية أن يقوموا بإجراء تحقيق كامل في اختفاء جمال خاشقجي. وتعهدوا بهذا".
وأضاف: "قالوا إنه سيكون تحقيقاً مستفيضاً وكاملاً وشفافاً… وأشاروا إلى أنهم يدركون ضرورة أن يجري هذا في الوقت المناسب وبسرعة حتى يتسنّى لهم الإجابة عن أسئلة مهمة".
بينما واشنطن تريد الحفاظ على علاقتها مع الرياض "بأي ثمن"
وأمضى بومبيو أكثر من يومٍ بقليل في الرياض التي حل بها بسبب قضية مقتل جمال خاشقجي ، حيث أظهرته لقطات الأخبار وهو يُومئ برأسه ويبتسم فيما كان الأمير محمد بن سلمان يتحدث.
كانت تلك صورة مختلفة جداً عن صورة بومبيو حين كان عضواً في الكونغرس، يريد الدخول في صلب الموضوع مباشرةً، واستجوب هيلاري كلينتون بحدة عن الهجوم الذي وقع في 2012 على المجمع الدبلوماسي الأميركي في مدينة بنغازي الليبية، وأصبح بعدها بطلاً مُحافِظاً.
وقالت ويندي شيرمان، وهي مسؤولة سابقة كبيرة بالخارجية الأميركية: "من الواضح أنَّ أوامره هي الحفاظ على العلاقات الأميركية-السعودية بأي ثمن. لذا فإنَّ إشاراته الجسدية وتصريحاته تهدفان إلى تحقيق ذلك".
لكن وفقاً لشيرمان "كان بإمكانه التهرُّب من الإجابة، أو إعطاء تصريحات بسيطة، أو قول إنَّ الحقائق مهمة، وإنَّ الولايات المتحدة ملتزمة بالوصول إليها، والخروج من هذا الموقف بصورة أفضل".