أفادت شبكة "سي إن بي سي" التلفزيونية الأميركية، أمس الأحد 14 أكتوبر/تشرين الأول 2018، بأنّ الرئيس التنفيذي لمصرف "جي بي مورغان" جيمس ديمون ورئيس مجموعة "فورد" بيل فورد عَدَلا عن المشاركة في منتدى اقتصادي ضخم مقرّر عقده بعد أسبوع في الرياض، وذلك بسبب اختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي.
وبذلك تنضمّ هاتان الشخصيتان الكبيرتان في مجال المال والأعمال إلى لائحة تطول يوماً بعد يوم وتضمّ رجال أعمال ومؤسّسات قرّروا مقاطعة مؤتمر "مبادرة مستقبل الاستثمار" لعام 2018 المزمع عقده من 23 ولغاية 25 الجاري في الرياض، والذي أطلق عليه اسم "دافوس في الصحراء" تيمّناً بالمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس.
ومع توالي فصول قضية الصحافي المعارض الذي فُقد أثره قبل حوالى أسبوعين بعد دخوله قنصلية بلاده في إسطنبول، أعلن مستثمرون كبار وشركات عالمية ومؤسسات إعلامية انسحابهم من "دافوس في الصحراء"، بينما أوقف رجال أعمال آخرون تعاونهم الاقتصادي مع السعودية.
وفُقد أثر خاشقجي بعد دخوله قنصلية بلاده في إسطنبول في 2 أكتوبر/تشرين الأول الحالي لإنجاز معاملات إدارية. وأعلن مسؤولون أتراك لوسائل إعلام محلية أنّ خاشقجي قُتل داخل مبنى القنصلية. لكنّ الرياض وصفت على الفور هذه المزاعم بأنّها "لا أساس لها" من الصحّة، مشدّدة على أنّ الصحافي غادر مبنى القنصلية، لكن من دون أن تقدّم دليلاً على ذلك.
وكانت وكالة "بلومبرغ" وصحيفتا "فايننشيال تايمز" و "نيويورك تايمز" قررت الانسحاب من مهمة رعاية المؤتمر وسط تساؤلات عن مصير الصحافي السعودي.
رئيس أوبر: أشعر باضطراب حيال قضية خاشقجي
وأعلن الرئيس التنفيذي لشركة أوبر الأميركية، دارا خسروشاهي، انسحابه من مؤتمر مستقبل الاستثمار المقرر انعقاده في السعودية خلال أكتوبر/تشرين الأول 2018، على خلفية قضية اختفاء الصحافي جمال خاشقجي.
وقال خسروشاهي، في بيان، إنه يشعر بالاضطراب حيال التقارير الواردة حول خاشقجي، حسبما نقلت قناة "سي إن إن"، الجمعة الماضي.
وأضاف: "نتابع الوضع عن كثب، وفي حال لم تظهر حقائق مختلفة (عن تلك المتداولة وتشير إلى مقتل خاشقجي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول)، فلن أحضر مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار بالرياض (العاصمة السعودية)".
ويعد موقف "خسروشاهي" ذا أهمية بالغة؛ كون صندوق الثروة السيادية في السعودية (مملوك للدولة) مساهماً كبيراً في "أوبر"، إذا يستثمر بقيمة 3.5 مليار دولار في الشركة منذ عام 2016.
وتأتي مقاطعة الرئيس التنفيذي لشركة "أوبر" لمؤتمر مبادرة الاستثمار بالسعودية، بالتزامن مع إعلان مؤسسات وشخصيات إعلامية مقاطعتها المؤتمر، على خلفية قضية "خاشقجي".
شركات تقاطع السعودية
وكانت شركات إعلامية أعلنت أنها ستقاطع مؤتمراً استثمارياً في السعودية مع تزايد الغضب بشأن اختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي في تركيا هذا الشهر.
وقالت لورين هاكيت، المتحدثة باسم رئيسة تحرير صحيفة إيكونوميست، زاني مينتون بيدوس، في رسالة بالبريد الإلكتروني، إن بيدوس لن تشارك في مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار في الرياض.
وذكر المذيع الأميركي أندرو روس سوركين، بشبكة (سي.إن.بي.سي) الذي يعمل أيضاً صحافياً اقتصادياً بنيويورك تايمز، على تويتر، أنه لن يحضر المؤتمر قائلاً إنه "يشعر باستياء شديد من اختفاء الصحافي جمال خاشقجي والتقارير الواردة عن مقتله".
كما قرر ملياردير آخر هو ستيف كيس، أحد مؤسسي (إيه.أو.إل)، أن ينأى بنفسه عن السعودية، قائلاً إنه لن يحضر المؤتمر.
وكتب على تويتر: "قررت في ضوء الأحداث الأخيرة أن أعلق خططي بانتظار مزيد من المعلومات بخصوص جمال خاشقجي".
ودفع اختفاء خاشقجي مسؤولين ورجال أعمال إلى الانسحاب من مشروع كبير آخر في السعودية، وهو مدينة نيوم الاقتصادية، الذي يرعاه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
فقد أعلن وزير الطاقة الأميركي السابق إرنست مونيز، يوم الأربعاء، أنه قرر تعليق دوره الاستشاري في المشروع لحين معرفة مزيد من المعلومات عن خاشقجي.
وكان مونيز واحداً من 18 شخصاً يشرفون على مشروع نيوم الذي تبلغ كلفته 500 مليار دولار. وقال الأمير محمد بن سلمان، الأسبوع الماضي، إن منطقة نيوم التجارية ستشهد بناء مدينتين إلى ثلاث مدن كل عام، بدءاً من عام 2020 وسينتهي العمل بها بحلول عام 2025.
وأنهت مجموعة هاربور غروب، وهي شركة في واشنطن تقدم خدمات استشارية للسعودية منذ أبريل/نيسان 2017، يوم الخميس، عقداً مع المملكة حجمه 80 ألف دولار في الشهر. وقال عضوها المنتدب ريتشارد مينتز: "لقد أنهينا العلاقة".
وذكر الملياردير البريطاني ريتشارد برانسون، الخميس، أن مجموعته (فيرجن غروب) ستعلق محادثاتها مع صندوق الاستثمارات العامة السعودي بشأن استثمارات مقررة حجمها مليار دولار في مشاريع المجموعة في الفضاء، وذلك على خلفية اختفاء خاشقجي.