أعلنت هيئة تحرير الشام التي تسيطر على الجزء الأكبر من آخر معقل للمعارضة في محافظة إدلب الأحد 14 أكتوبر/تشرين الأول 2018، أنها ستواصل القتال محذرة من "مراوغة المحتل" الروسي، وذلك قبل ساعات من الموعد النهائي لانسحاب الجهاديين من منطقة عازلة.
وقالت الهيئة في بيان "لن نحيد عن خيار الجهاد والقتال سبيلاً لتحقيق أهداف ثورتنا"، محذّرة من "مراوغة المحتل الروسي أو الثقة بنواياه ومحاولاته الحثيثة لإضعاف الثورة (….) وهذا ما لا نقبل به مهما كانت الظروف والنتائج".
ويشهد يوم الإثنين 15 أكتوبر/تشرين الأول الموعد النهائي لانسحاب جميع قوات المعارضة المتطرفة من المنطقة العازلة. ولكن سرعان ما أعربت بعضها، مثل جبهة أنصار الدين ومقرها جنوب حلب، عن الرفض القاطع لشروط الاتفاق التركي الروسي برمته.
قال المقاتلون وفق تقرير نشره موقع Middle East Eye البريطاني إنَّ الاتفاق كان بمثابة انسحاب وإعلان لوقف الجهاد في المناطق المعارضة.
وأخبر قائد بارز في الجيش السوري الحر، رفض الإفصاح عن اسمه، موقع Middle East Eye أنّ الجيش التركي يحتشد في منطقة أوردو التركية، بالقرب من مواقع المعارضة في شمال اللاذقية وجسر الشغور.
وبحسب هذا القياديّ في الجيش السوري الحر، يمكن أن تتحرك تلك القوات في أي لحظة ضد أي قوات تعيق تطبيق اتفاق المنطقة العازلة أو تعترض طريق الدوريات العسكرية التركية.
وأورد بيان الهيئة أن السلاح هو "صمام أمان لثورة الشام، وشوكة تحمي أهل السنة وتدافع عن حقوقهم، وتحرر أرضهم"، وأنها لن تتخلى عنه أو تسلمه.
وليل السبت الأحد سُجّل قصف بقذائف الهاون، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، من المنطقة العازلة حول إدلب على مناطق سيطرة النظام السوري في ريف حلب الغربي وريف حماة الشمالي.
ويأتي ذلك بعد أيام من الإعلان عن سحب الأسلحة الثقيلة من المنطقة العازلة، تنفيذاً للاتفاق التركي الروسي الذي تم التوصل إليه في سوتشي في 17 أيلول/سبتمبر لتجنيب محافظة إدلب هجوماً واسع النطاق للنظام السوري.
وأكد مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس "إنه أول خرق واضح للاتفاق منذ نزع السلاح الثقيل"، معتبراً أن هاتين المنطقتين يجب "أن تكونا خاليتين من السلاح الثقيل ومن ضمنها قذائف الهاون".
وكان عبدالرحمن أعلن في 10 تشرين الأول/أكتوبر أنه "لم يتم رصد أي سلاح ثقيل في كامل المنطقة المنزوعة السلاح" المرتقبة في إدلب ومحافظات حلب وحماة واللاذقية.
وكانت تركيا والفصائل المعارضة أكدت هذه المعلومات.
لكن عبدالرحمن أشار مساء السبت إلى أن الفصائل المسلحة "أطلقت عدة قذائف على معسكر للنظام في منطقة جورين في ريف حماة أدت إلى مقتل جنديين سوريين، كما قصفت أيضاً أحياء في منطقة حلب من مواقعها في الريف الغربي، الذي يقع في المنطقة العازلة".
وتعذّر على عبدالرحمن تأكيد ما إذا كان الجهاديون هم من أطلقوا القذائف أم الفصائل المعارضة.
وتسيطر هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً قبل إعلان فك ارتباطها بتنظيم القاعدة) وغيرها من الفصائل الجهادية على أكثر من ثلثي المنطقة العازلة المرتقبة، وعلى نحو 60 بالمئة من محافظة إدلب.
وتنتشر فصائل ينضوي معظمها في إطار "الجبهة الوطنية للتحرير" في بقية المناطق، بينما وتنتشر قوات النظام في الريف الجنوبي الشرقي.
وأفاد مراسل فرانس برس في غرب حلب أن هذه المنطقة شهدت إطلاق قذائف هاون بعد أيام من الهدوء.
وأفادت صحيفة الوطن السورية الموالية للنظام بأن "خطوط التماس في ريف حلب الغربي تشهد إطلاق القذائف والصواريخ من السلاح الثقيل الذي يفترض أنه جرى سحبه من المنطقة، على الأحياء الآمنة".
إلى ذلك نقلت الصحيفة عن مصدر ميداني قوله إن الجيش "وجه تحذيرات للإرهابيين في الريف الأخير وفي محافظة إدلب بالانسحاب من المنطقة منزوعة السلاح قبل انقضاء المهلة المحددة وفق اتفاق سوتشي، وبأنه سيرد بحزم على أي استفزاز".
ومساء الأحد طاول قصف من قبل قوات النظام مناطق في بلدة الزيارة في القطاع الشمالي الغربي من ريف محافظة حماة ما أدى لأضرار مادية، بحسب المرصد.
وينص الاتفاق على استكمال سحب السلاح الثقيل من المنطقة العازلة بحلول العاشر من تشرين الأول/أكتوبر، الأمر الذي أعلنت الفصائل المسلحة إتمامه، كما يتضمن انسحاب مسلحي هيئة تحرير الشام الجهادية من المناطق العازلة بحلول الخامس عشر من الشهر الحالي.
ويأتي اتفاق سوتشي بعد سلسلة اتفاقات هدنة تم التوصل إليها خلال سبع سنوات من الحرب في سوريا، أسفرت عن مقتل أكثر من 360 ألف شخص وملايين النازحين.