كشفت صحيفة "يني شفق" المقربة من السلطات التركية تفاصيل جديدة تتعلق باختفاء الصحفي جمال خاشقجي الذي انقطعت أخباره في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول الجاري بينما كان يراجع قنصلية بلاده.
قالت الصحيفة إنه واستناداً على تسجيلات صوتية حصلت عليها الشرطة التركية، فإن خاشقجي تبادل أطراف الحديث مع القنصل العام محمد العتيبي في مكتبه الشخصي لبعض الوقت، قبل أن يدخل عنصران من الفريق المكون من 15 فرداً والذين جاؤوا خصيصاً لإتمام مهمة التخلص من الصحافي السعودي.
واقتاد العنصران خاشقجي بالقوة إلى الغرفة المجاورة لغرفة القنصل، لكنه حاول المقاومة إلا أنه تمت السيطرة عليه بعد حقنه بمادة مخدرة.
وكانت الصحيفة قد نقلت عن مسؤول تركي صرح لجريدة The Washington Post تأكيده بأن أصوات العراك في الغرفة سمعت في تسجيلات صوتية حصلت عليها السلطات التركية.
تسجيلات مقتل جمال خاشقجي.. نقلوه مرة ثالثة بعد تخديره
وأشارت الصحيفة إلى أن الصحفي السعودي نقل إلى غرفة ثالثة، وهناك تم قتله والبدء بتقطيع جسده إلى أجزاء، مشيرة إلى أن عملية قتل وتقطيع خاشقجي على يد الحرس الشخصي لولي العهد السعودي محمد بن سلمان مسجلة.
وبشأن نقل أجزاء جسد خاشقجي قالت "يني شفق"، إن "فريق الاغتيال" قام بشراء حقائب من الحجم الكبير من سوق "سيركيجي" بالطرف الأوروبي من إسطنبول، وظهرت تلك الحقائب خلال نقلها من القنصلية إلى سيارة مرسيديس "فيتو"، التي بدورها أرسلتها إلى منزل القنصل على بعد 300 متر من المقر.
وأضافت: "الفريق الأول الذي قام بالقتل غادر بعد دقائق على الفور، أما الفريق الثاني فكانت مهمته مسح الأدلة كافة من مسرح الجريمة، وكان من ضمنه رئيس معهد الطب الشرعي محمد صلاح الطبيقي الذي كشفت السلطات التركية عن اسمه.
وأوضحت الصحيفة أن عمليات مسح الأدلة من موقع قتل خاشقجي مسجلة وحصلت عليها الاستخبارات التركية أيضاً.
القنصل يعيش حالة فزع
وأكدت "يني شفق" أن القنصل السعودي العتيبي "يعيش حالة من الفزع"، ويمكث في منزله منذ أيام وتم إلغاء مواعيده كافة، وسط اعتقادات لدى الأمن التركي أن جثة أو أجزاء من جثة خاشقجي دفنت في حديقة القنصلية.
وفيما يتعلق بسيارات القنصلية الـ 26 التي راجع سجلات تحركها الأمن التركي، كشفت الصحيفة أن واحدة من هذه السيارات تحركت من الطرف الأوروبي من إسطنبول باتجاه الآسيوي، واختفت بعد تواجدها في مناطق "كارتال، مال تيبيه، بينديك" عن كاميرات المراقبة لفترة تراوحت بين 5-6 ساعات، ثم عادت مرة أخرى للظهور.
وكان الصحافي السعودي جمال خاشقجي دخل إلى قنصلية بلاده في إسطنبول الثلاثاء 2 أكتوبر/تشرين الأول 2018، ولم يخرج. ومنذ اختفائه، تتوالى الروايات المتناقضة عن مصيره.
وسرَّبت الصحف التركية معلومات، كلها تدعم رواية تصفية خاشقجي على يد فريق مكون من 15 عميلاً سعودياً، في ظل تواصل التهرب السعودي من تحمّل المسؤولية عن العملية.