خطيبة خاشقجي تروي قصة حبها مع الكاتب السعودي.. هكذا قضيا اللحظات الأخيرة قبل دخوله باب القنصلية

عربي بوست
تم النشر: 2018/10/09 الساعة 06:32 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/10/09 الساعة 06:33 بتوقيت غرينتش
تركيا تتهم الرياض بعدم التعاون بصدق في قضية خاشقجي/ رويترز

تبدو علامات التعب والأرق على وجه خديجة جنكيز، وهي تروي اللحظات الأخيرة التي رأت فيها خطيبها قبل أن يختفي في القنصلية السعودية في إسطنبول، التي ذهب إليها ليضع اللمسات الأخيرة على أوراق زفافهما.

كان ضابطان من الشرطة التركية يرتديان ملابس مدنية يرافقان جنكيز، وهي تبدو خائفة، قالت: "لم أعُد أشعر بنفسي حقاً، لا أستطيع النوم، أنا لا آكل"، بحسب ما نقلته صحيفة Washington Post الأميركية.

مر أسبوع منذ أن رأت جنكيز، 36 عاماً، الرجل الذي خططت للزواج منه، إنه جمال خاشقجي، الصحافي السعودي البارز، حيث إنها الشاهد الوحيد على اختفائه داخل القنصلية السعودية.

ولم يُسمع أي شيء مؤكد عن مصير خاشقجي (59 عاماً) منذ ذلك الحين، فقد قال مسؤولون أتراك إنهم يعتقدون أنه قُتل بطريقة تم التخطيط لها، كما كشفت مصادر أمنية تركية عن أن فريقاً من 15 سعودياً وصلوا على متن طائرتين لتنفيذ عملية القتل.

لم يتم إخبار جنكيز بما إذا كان خاشقجي حياً أم ميتاً، أمس الإثنين 8 أكتوبر/تشرين الأول 2018، تمت مقابلتها للمرة الثانية من قِبل الشرطة، وقالت: "لقد أخذوا بعض ملابسه وأغراضاً شخصية أخرى لعيّنات الحمض النووي".

يصر المسؤولون السعوديون على أن خاشقجي قد ترك القنصلية على قيد الحياة، من خلال مدخل خلفي، فيما رفض المسؤولون في القنصلية مقابلة الصحافيين.

مدخل القنصلية السعودية في اسطنبول/ رويترز
مدخل القنصلية السعودية في اسطنبول/ رويترز

وترى صحيفة واشنطن بوست أنه إذا تم تأكيد قتله داخل القنصلية السعودية، فسوف يمثل هذا "مستوى جديداً من الجرأة في حملة القمع التي تشنها المملكة العربية السعودية على المعارضة، تحت وصاية ولي العهد محمد بن سلمان".

أصبح خاشقجي في العام الماضي واحداً من أبرز منتقدي السعودية، الذين يعيشون في ولاية فرجينيا في المنفى الاختياري، ويكتبون في قسم الرأي العام في صحيفة واشنطن بوست.

مفتاح التحقيق للسلطات التركية

وترى الصحيفة الأميركية أن مفتاح التحقيق للجهات الأمنية التركية يمكن أن يكون تصوير لقطات من الشوارع المجاورة للقنصلية.

حيث تنتشر ما لا يقل عن 6 كاميرات على المدخل الأمامي للقنصلية بجوار جدرانها التي تلفّها الأسلاك الشائكة.

بعض هذه الكاميرات قامت الشرطة التركية بالتحفظ عليها.

حواجز أمنية حول القنصلية السعودية في اسطنبول/ رويترز
حواجز أمنية حول القنصلية السعودية في اسطنبول/ رويترز

وعندما أجرت الشرطة التركية أول مقابلة مع جنكيز، في اليوم الذي اختفى فيه خاشقجي، أكدت لهم أنه كان يرتدي بدلة داكنة. ليتم عرض عليها لقطة من الكاميرات التي تظهره وهو يدخل السفارة.

وقالت صحيفة واشنطن بوست إن 4 كاميرات مراقبة على الأقل تطل على المرأب والمدخل الخلفي للقنصلية. كما يوجد 3 كاميرات بجانب المدخل الخلفي للقنصلية، مثبتة على جدار مدرسة عبر الطريق.

وقد تمت استعادة هذه اللقطات من قِبل الاستخبارات التركية، وفقاً لشركة ISS الأمنية التركية التي تشرف على المكان.

اللحظات الأخيرة مع خاشقجي وقصة خطبته بالفتاة التركية

وأكدت جنكيز أنها لم تذهب ذلك اليوم إلى الجامعة التي تدرس بها الدكتوراه، وذلك لمرافقة خاشقجي للقنصلية في حوالي الساعة 1 ظهر الثلاثاء الماضي، فقد أمضيا وقتهما داخل سيارة الأجرة هناك يناقشان مستقبلهما.

كان والد جنكيز قد وافق على الزواج في الشهر الماضي عندما ذهب خاشقجي لطلب يدها.

وقال توران كيسلاكي، صديق خاشقجي، إن والد جنكيز كان متشككاً في البداية بسبب فرق السن بينهما.

كان خاشقجي قد اشترى شقة لهما في إسطنبول، حيث كانا قد جهزاها للتوّ.

ونقلت واشنطن بوست قصة حبهما، كما ذكرتها للشرطة التركية في المقابلة الثانية معهم.

التقت جنكيز المتخصصة بالشأن العُماني، بخاشقجي في مؤتمر في مايو/أيار، وقالت إنها أُعجبت بعمل خاشقجي قبل أن يلتقيا، حيث كان متحدثاً في المؤتمر، ووجهت له  سؤالاً.

بعد ذلك، سألت إذا كان بإمكانهما التحدث بمزيد من العمق. جلسا في زاوية وتجاذبا أطراف الحديث.

بقيت جنكيز على اتصال معه، ثم عادا والتقيا عندما زار خاشقجي إسطنبول، وفي هذه الزيارة "أصبح الاتصال أقوى وأقوى"، كما قالت جنكيز.

لكن على الجانب الآخر، فمنذ اختفاء خاشقجي، شكَّكت بعض الحسابات المؤيدة للسعودية على الإنترنت فيما إذا كانت خديجة جنكيز هي بالفعل خطيبةَ خاشقجي، وادعت أنها جزء من مخطط لتشويه سمعة المملكة.

ورداً على ذلك، أظهرت جنكيز صوراً شخصية تجمعها بخاشقجي في فصل الصيف، يظهر فيها مبتسماً وهي تقف على مقربة منه.

 

تحميل المزيد