قال مسؤولون بأجهزة الاستخبارات البريطانية إن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ينشر قوّات وأسلحة في الأراضي الليبية لتأسيس معقل استراتيجي مناهض للغرب.
وبحسب ما أشارت إليه صحيفة Daily Mail البريطانية، 9 أكتوبر/تشرين الأوّل 2018، فقد حذّرت أجهزةُ الاستخبارات البريطانية رئيسةَ الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، من أن تصبح ليبيا بمثابة "سوريا الجديدة" للرئيس الروسي، عن طريق استخدامها كقاعدة للصواريخ.
وأشارت الصحيفة أنه قد تم إنشاء قاعدتين عسكريتين بالفعل في بلدتي بنغازي وطبرق، تحت ستار "مجموعة فاغنر" الروسية، وهي شركة عسكرية خاصة.
ما الذي تريده موسكو من هذه القواعد؟
وكانت صحيفة The Sun البريطانية قد أوردت أن الأولوية الأساسية بالنسبة للإدارة الروسية هي إحكام السيطرة على البلد الشمال إفريقي، والذي يُمثِّل أهم طرق الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا.
وتصاعدت جراء ذلك مخاوف من أن يكون التدفق أشبه بـ"صنبور" تفتحه روسيا، بحسب ما وصف مسؤولون.
وبحسب ما أفادت تقارير، يخضع "العشرات" من أفراد الخدمة السرية بأجهزة المخابرات، وضباط قوّات السبيتسناز الروسية الخاصة لتدريبات عسكرية في شرق البلاد.
ويُعتقد أيضاً بوجود صواريخ من طراز كاليبر، وأنظمة الدفاع الجوي الصاروخية S300 على الأراضي الليبية.
ويدعم الكرملين الجنرال خليفة حفتر، أقوى أمراء الحرب في البلاد. وتتولّى روسيا توصيل العتاد الحربي لقوّاته في الجيش الوطني الليبي.
وقد نصّب حفتر نفسه كحاكم عسكري لمجموعات النزاع المُسلّح في المناطق الشرقية الليبية.
ما الذي يعنيه سيطرة موسكو على الساحل الليبي؟
وقال مصدر رفيع في الإدارة البريطانية "وايتهول" إنه إذا سيطرت روسيا على الساحل الليبي، فقد يسعى المهاجرون إلى عبور البحر الأبيض المتوسط وكأنه صنبور مياه قد فُتِح، حسب وصفه.
وقال المصدر –الذي لم تذكر Daily Mail اسمه- إن بوتين يحاول السيطرة على منطقة غير محكومة فعلياً من أجل تحقيق "أقصى تأثير ممكن على الغرب".
وأضاف قائلاً: "الحقيقة هي أننا مُعرّضون بشدّة لخطر تدفّق اللاجئين والأزمة النفطية من ليبيا"، مشيراً إلى أن عواقب الديمقراطية الغربية قد تكون "كارثية".
بريطانيا قلقة من التمدد الروسي في هذه المنطقة
وترسيخ التواجد الروسي على الأراضي الليبية من شأنه السماح لبوتين بإجراء عمليات عسكرية في منطقة غرب حوض البحر الأبيض المتوسّط.
ودعا أعضاء برلمانيون الحكومة البريطانية إلى اتخاذ إجراءٍ بشأن التهديد الروسي الجديد.
ووصف توم توغندهات، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم البريطاني، هذه المعلومات الجديدة بشأن نفوذ بوتين بأنها "مثيرة للقلق" وقال إن روسيا "ستحاول بلا شك استغلال مسارات الهجرة".
وأضاف أن بلدان جنوب الصحراء الكبرى "ترتبط بشكل وثيق" بالأمن القومي البريطاني.
جدير بالذكر أنه منذ الإطاحة بالزعيم الليبي، مُعمّر القذافي، في عام 2011، عانت البلاد من حالة الفوضى بعد التدخّل الإنكليزي- الفرنسي الفاشل.
وعلى الرغم من دعم الأمم المتّحدة للحكومة في العاصمة طرابلس، إلا أن نفوذها لا يكاد يتعدى حدود المدينة.