مع استمرار الغموض الذي يكتنف مقتل الكاتب السعودي جمال خاشقجي، واختفاء جثته، تكثر الأسئلة عن تفاصيل الحادث، خاصة مع إصرار السعودية على التمسك بروايتها بأن خاشقجي خرج من القنصلية ولا تعلم عن مصيره شيئاً.
وتتوالى التأكيدات التركية غير الرسمية بأن جمال خاشقجي قد قُتل في القنصلية السعودية بإسطنبول، التي كان آخرها مسؤول تركي رفيع ودبلوماسي صرّح لشبكة NBC الإخبارية.
لم يتكهن المسؤول التركي حول مَنْ قتل خاشقجي في القنصلية أو لماذا، ولم يكشف عن الأدلة التي تحوزها الشرطة التركية.
لكنّ دبلوماسياً آخر أدلى بإفادته حول الموقف، وقال إن المعلومات التي جُمعت منذ اختفاء خاشقجي تدل على أن جسده ربما أُخرج من القنصلية في صناديق.
الوثائق التي كان خاشقجي ينوي استخراجها
تقول الشبكة الأميركية إن خاشقجي اختفى أثناء سعيه لاستخراج وثائق متعلقة بطلاقه، أرادها لأجل زواجه المقبل من امرأة تركية، وذلك حسبما أفاد 4 أشخاص مطلعين على الموقف، لشبكة NBC الإخبارية.
لكن، لماذا ذهب خاشقجي إلى قنصلية بلاده في إسطنبول مع العلم أنه مقيم في أميركا، ويمكن أن يتقدم بنفس الطلب إلى سفارة بلاده هناك؟
تقول الشبكة الأميركية إن خاشقجي سعى سابقاً للحصول على الأوراق المطلوبة من السفارة السعودية في واشنطن لكنه وُجّه لاستخراجها من القنصلية السعودية في إسطنبول.
هذا الأمر أثار مخاوف خطيبته بأن فخاً يدبّر له، وذلك بحسب ما أفاد به أحد أصدقائه.
استجاب خاشقجي للطلب وذهب إلى القنصلية السعودية في إسطنبول ثم طُلب منه أن يعود في يوم آخر، وفق ما أفاد به شخصان آخران للشبكة الأميركية. وأضافا قائلين: "اختفى خاشقجي في اليوم الذي عاد فيه لزيارة القنصلية".
تركيا تواصل التحقيقات بشأن اختفاء خاشقجي
وتواصل الجهات الأمنية في إسطنبول التحقيق في اختفاء الرجل، ففي أحدث التحركات طلبت تركيا السماح لها بتفتيش القنصلية السعودية، للبحث عن الصحافي المختفي منذ أسبوع، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام تركية.
وجاء هذا التحرك بعد ساعات من أول تصريحات مقتضبة يُدلي بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أكد فيها أن بلاده "ستعلن نتائج التحقيقات حول اختفاء الكاتب الصحافي السعودي جمال خاشقجي إلى العالم مهما كانت ماهيتها".
وأضاف الرئيس التركي: "جارٍ التحقق من عمليات الدخول إلى القنصلية السعودية والخروج منها، ونسعى للتوصل إلى نتيجة سريعاً".
ولفت -في هذا السياق- إلى أن الجهات المعنية تدقق في عمليات الخروج والدخول من المطارات التركية.
وأكد الرئيس أردوغان حرص تركيا على الإسراع في الكشف عن مصير خاشقجي، من خلال التحقيقات التي تجريها الشرطة والأجهزة المعنية المختلفة.
وشدَّد على أنه يتابع شخصياً مسألة اختفاء خاشقجي، بصفته رئيساً للجمهورية.