تقتني المتاجر والفنادق ومراكز التسوق وتوزع المنح الدراسية على الشباب.. هكذا اخترقت إيران المغرب

عربي بوست
تم النشر: 2018/10/07 الساعة 16:44 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/10/07 الساعة 16:44 بتوقيت غرينتش

تسعى الحكومة المغربية إلى الحصول على دعم إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، فيما يتعلق بالعديد من القضايا، خاصة فيما يتعلق قضية الصحراء المغربية . وتريد الرباط إقناع واشنطن بضرورة مساعدتها في مواجهة المد الإيراني في المغرب وبلدان إفريقية أخرى، وانتهاج طهران لسياسة "الاختراق دون ضوابط" في شمال غرب إفريقيا.

في هذا الصدد، اتهمت الرباط طهران بالسعي إلى مواصلة المد الإيراني في المغرب وبسط نفوذها والتأثير على الجانب الفكري والاقتصادي والديني في المنطقة حسب تقرير صحيفة La Vanguardia  الإسبانية. كما أكدت الرباط على الدعم العسكري الذي تقدمه كل من إيران وميليشيات حزب الله اللبناني إلى جبهة البوليساريو المغربية.  

المد الإيراني في المغرب يقلق الرباط

من جهته، كشف وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، خلال مقابلة أجراها مع موقع Breitbart News الإخباري، وهو موقع مقرب للغاية من اليمين المتطرف في كل من الولايات المتحدة وإسرائيل، عن مجموعة الاتهامات التي وجهها المغرب لإيران والمتعلقة "بالاختراق الإيراني".

وقد أنهى بوريطة تصريحه بطلب المساعدة بشكل مباشر من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، قائلاً: "يملك ترمب بين يديه كل الآليات لحل هذه المشكلة".

علاوة على ذلك، أفاد بوريطة خلال هذه المقابلة أن "إيران تسعى إلى استخدام دعمها لجبهة البوليساريو في قضية الصحراء المغربية لتحويل الصراع الإقليمي إلى وسيلة لتوسيع نفوذها في إفريقيا خاصة في دول ساحل المحيط الأطلسي".

وجّه بوريطة هذه الاتهامات خلال الزيارة التي قام بها إلى الولايات المتحدة، وذلك قبل أسابيع من إعادة نظر مجلس الأمن في بعثة الأمم المتحدة لتنظيم استفتاء في الصحراء المغربية.

والجدير بالذكر أنه في بداية شهر مايو/أيار الماضي، قطعت الرباط علاقاتها الدبلوماسية مع طهران بعد أن وجهت اتهامات إلى السياسيين الإيرانيين بتسليح ودعم جبهة البوليساريو بمساعدة الميليشيات الشيعية اللبنانية التابعة لحزب الله.

وبموجب هذا القرار، اضطرت الحكومة المغربية إلى نقل سفارتها من المنطقة الشيعية في لبنان إلى منطقة أخرى سنية، كما كرست جهودها لتوفير ميزانية هامة لتعزيز حماية للسفارة.

خاصة وأنها تتهم طهران باختراق جميع القطاعات 

زادت الحكومة المغربية من اتهاماتها الموجهة لإيران، حيث عرضت الخطة الشاملة التي تتبعها طهران لمواصلة المد الإيراني في المغرب ، التي تهدف إلى اختراق جميع القطاعات في المغرب وغيرها من البلدان الإفريقية.

كما نشرت صحيفة Assabah المغربية مؤخراً تقريراً، أكدت من خلاله أن طهران تعمل على إرسال مئات الكتب والمناهج إلى المكتبات المغربية مجاناً، الأمر الذي يعتبره المغرب اختراقاً جديداً يُضاف إلى الطرق الأخرى التي تستخدمها إيران لاختراق الدول على غرار شبكات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة.

من جهة أخرى، أفاد وزير الخارجية بوريطة لموقع Breitbart News أن العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإيران انهارت خلال الفترة الممتدة بين عام 2009 و2016، بعد أن اكتشفت الحكومة المغربية أن إيران تقوم بتوزيع منح على عدد كبير من الشباب المغربي من أجل إجراء بحوثهم في المؤسسات العلمية الشيعية في مدينة قُم الإيرانية.

وفي الوقت الراهن، تعمل إيران على بسط أيديولوجيّتها بين صفوف الجالية المغربية المقيمة في الدول الأوروبية، وخاصة في بلجيكا، حيث أكد بوريطة أنه تم إنشاء رابطة للمغاربة من أجل نشر المذهب الشيعي في هذا البلد الأوروبي.

خاصة بعد تدخل حزب الله في قضية الصحراء المغربية

بواسطة حزب الله اللبناني، حصلت إيران على دعم جبهة البوليساريو، التي تعد من أهم المنظمات العسكرية الطرف الساسي في قضية الصحراء المغربية، حيث يعرف المتمردون الصحراويون جيداً المنطقة وجميع الطرق المؤدية من موريتانيا إلى السنغال، ومن ساحل العاج إلى غينيا بيساو.

بالإضافة إلى ذلك، أورد بوريطة خلال المقابلة أن "حزب الله يشكل هو الآخر تهديداً اقتصادياً، حيث تستخدمه طهران لمواصلة المد الإيراني في المغرب من خلال الأموال المتأتية من الحزب من أجل القيام باستثمارات في جميع الدول، على غرار اقتناء المتاجر والفنادق ومراكز التسوق، كما أنها بصدد التوسع في بلدان إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. فعلى سبيل المثال، بنى الشيعة أهم مسجد في دولة الكوت ديفوار".

ولهذا يطلب المغرب مساعدة إدارة الرئيس الأميركي

لوضع حد لهذه التهديدات التي تمس المصالح المغربية بشكل مباشر خاصة فيما يتعلق قضية الصحراء المغربية ، طلبت الحكومة المغربية من الإدارة الأميركية مساعدة الدول التي تستطيع مواجهة الاختراق الأيديولوجي الإيراني.

وتعليقاً على هذه المسألة، أكد بعض القادة المغربيين أن "إضعاف إيران ومواجهة المد الإيراني في المغرب يمر عبر تعزيز بعض الدول العربية السنية".

أما فيما يتعلق بالمغرب تحديداً، فدعا وزير الخارجية الولايات المتحدة إلى مزيد من الاستثمار في المغرب، وتوفير الدعم غير المشروط لخطة الحكم الذاتي لمعالجة قضية الصحراء المغربية  التي قدمتها الرباط عام 2006. كما حذر بوريطة الإدارة الأميركية قائلاً إن "استقرار المغرب مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالصحراء، بالتالي لا تعد المسألة مجرد قضية أخرى مدرجة ضمن جدول الأعمال".

تحميل المزيد