كتبت المعنية بمقالات الصحفي جمال خاشقجي في صحيفة واشنطن بوست مخاطبة جمال على حسابها في منصة تويتر بعد أن سمعت خبر اغتياله: أنت لا تستحق هذا، أنا آسفة.. لا أستطيع أن أتنفس. وقالت صحيفة واشنطن بوست الأميركية السبت 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2018، إن عملية قتل جمال خاشقجي في تركيا إن صحت سوف تمثل تصعيداً مذهلاً في جهود المملكة العربية السعودية لإسكات المعارضة. بتوجيه من ولي العهد.
وبحسب الصحيفة الأميركية، قامت السلطات السعودية بمئات الاعتقالات تحت راية الأمن القومي من بينهم رجال الدين ، ومديرين تنفيذيين وحتى المدافعين عن حقوق المرأة.
وبحسب الصحيفة الأميركية، فإن خاشقجي ربما كان يعتبر خطرا بشكل خاص من القيادة السعودية لأنه لم يكن منشقا منذ فترة طويلة بل كان مقرباً من السلطات السعودية لعقود من الزمان.
ونشر زملاء خاشقجي عدد من التغريدات تضامناً مع خاشقجي.
وكانت محررة قسم الآراء العالمية في صحيفة Washington Post كتبت مقالاً بعد يومين من خبر اغتياله جمال خاشقجي قالت فيه إنه"كثيراً ما أخبرني: لم أرغب قط في أن أكون معارضاً منفياً"،
تحدثت كارين عطية عن عملها مع خاشقجي، وعن لقائها معه وجهاً لوجه في مقالة لها حملت عنوان" إسكات جمال خاشقجي"، وقالت فيها: "بدت مهمة جمال واضحة لي: هو لا يرغب سوى في الكتابة وأن يكون صحافياً".
I cannot breathe.
— Karen Attiah (@KarenAttiah) October 6, 2018
وقالت المحررة الخاصة بمقالات خاشقجي: "يمكنني القول إنَّ ما استنبطته من أحاديثي معه هو مدى حبه الصادق للسعودية وشعبها، وكيف يشعر أنَّ من واجبه كتابة الحقيقة كما يراها حول ماضي المملكة وحاضرها ومستقبلها".
Jamal (@JKhashoggi ) I am so so sorry. You did not deserve this. You did not deserve this. You did not deserve this. You did not deserve this.
— Karen Attiah (@KarenAttiah) October 6, 2018
بداية المحادثة مع جمال خاشقجي
تواصلت عطية مع خاشقجي للمرة الأولى في سبتمبر/أيلول 2017؛ لتطلب منه كتابة أول مقال له لصحيفة Washington Post.
أعرب خاشجقي لعطية عن أسفه من أنَّ الممارسات القمعية في السعودية أصبحت غير مُحتَمَلة إلى الحد الذي دفعه لأن يقرر مغادرة المملكة والعيش في المنفى في واشنطن.
تقول عطية: "حظيت المقالة باهتمامٍ كبير في السعودية والمنطقة ككل. وكانت المقالة الأولى التي تم ترجمها إلى العربية ونشرناها في قسم الآراء العالمية".
الآن وبعد مرور عام على مقالته الأولى، تشعر عطية بقلقٍ بالغ لعدم القدرة على التواصل مع جمال منذ شوهد آخر مرة يذهب إلى القنصلية السعودية في إسطنبول الثلاثاء، 2 أكتوبر/تشرين الأول. وحتى وقت كتابة هذا المقال، لم يستطِع أحد الوصول إليه.
وتضيف: "لقد استعلمنا عن مكان وجوده، وأعربنا عن بالغ قلقنا للمسؤولين السعوديين والأتراك".
تتابع كارين عطية ما كان يدور بينها وبين خاشقجي، حيث تسأله من آنٍ لآخر ما إذا كان بخير، أو يشعر بالأمان. وهو يصر على أنَّه يشعر بالرغبة في الكتابة برغم الضغوط التي يتعرض إليها من جانب السلطات السعودية.
وأكدت أن ما يجعل عمل هذا الصحافي مميزاً هو رغبته العارمة في إزالة الغموض الذي يكتنف صورة السعودية أمام العالم، والربط بين ما يحدث في المملكة والعالم الأوسع باللغة الإنكليزية ولغته الأم العربية.
ويتصف جمال بأنَّه شخص متقد الحماس ومجتهد، وقد يكون الأهم من ذلك أنَّه شديد الطيبة، بحسب ما ذكرته عطية.
وتابعت كارين عطية: "كوني صحافيةً ومحررة، أتعلم الكثير منه ومن خبراته. ولا أعتبره مجرد زميل في مجال عملنا، بل هو أيضاً مصدر إلهام".