صحافي بريطاني يحكي: منذ 25 عاماً شاهدتُ كيف سُلِبَت أرض عائلة فلسطينية.. واليوم عدتُ لأبحث عنهم

روبرت فيسك: المراسل الخاص لمنطقة الشرق الأوسط لصحيفة The Independent البريطانية.

عربي بوست
تم النشر: 2018/10/05 الساعة 15:29 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/10/05 الساعة 15:29 بتوقيت غرينتش
The overview of arabic area in Jerusalem,Israel.

منذ ربع قرنٍ مضى، شاهدتُ إسرائيل وهي تستولى على أرض عائلة الخطيب. صوَّرتُ بصحبة مخرج سينمائي بريطاني، الجرافات وهي تقترب من جدار حديقة منزل محمد وسعيدة الخطيب وابنهما سليمان، وسط بستانٍ صغير من الزيتون، والعنب، والتين، والمشمش، واللوز، إلى جانب قُن الدجاج القديم الخاص بسعيدة.

أخبرني محمد، العجوز والمُقعَد: "تلك أرضي، كانت ملك أبي وملك أبيه مِن قَبله. ماذا أفعل؟!". قال محمد إنَّ ابنه، المُدرِّس البالغ من العمر 35 عاماً، سيلجأ إلى المحكمة الإسرائيلية لمنع جريمة السرقة تلك. كانت العائلة قد رفضت الحصول على تعويضٍ مقابل التنازل عن الأرض. كانت الأرض ملكاً لهم.

القصة عُرضت في فيلم

ما زال يُمكنك مُشاهدة الآمال البائسة التي تحلَّت بها العائلة آنذاك -وهُم واقفون بحديقة منزلهم- على موقع يوتيوب في الفيلم المُنتَج عام 1993 باسم Beirut to Bosnia: The Road to Palestine؛ أي "من بيروت إلى البوسنة: الطريق إلى فلسطين".

عرضت قناتا Channel 4 البريطانية وDiscovery الأميركية حكاية السَّلب الخسيس ذاك وما صاحبه من يأسٍ، في سلسلةٍ من 3 أجزاء أخرجها الراحل مايك داتفيلد، وتتحدَّث السلسلة عن الأسباب التي أدَّت إلى كراهية المسلمين للغرب ، بحسب ما ذكرت صحيفة The Independent البريطانية.

الكاميرا وحدها لا تكفي لإعادة الحق المغتصَب

أظن أنَّنا جميعاً رجونا، بشكلٍ ساذج، أنه بكاميراتنا السينمائية وبمقابلاتنا الصحافية المُجراة مع محمد وسعيدة وربع الساعة الذي أفردناه لكفاحهم للتمسُّك بأرضهم الواقعة شرق مدينة القدس، يمكننا بطريقةٍ ما، أن نُنقِذهم من السرقة الرسمية التي هدَّدَت أرضهم.

كان علينا أن ندرك الأمر بصورةٍ أفضل. وربما لهذا السبب، فيما مرَّت السنون وفيما توسَّعت المستوطنة اليهودية بسغات زئيف -المُسمَّاة تيمُّناً بالقومي والقيادي الصهيوني الإصلاحي زئيف جابوتنسكي- إلى أسفل الوادي الواقع أدنى قرية حزما العربية، آثرتُ عدم العودة إلى موقع الإنشاء الذي طوَّق منزل العائلة الفلسطينية وبستانها.

من الطريق الرئيسية، كان ما زال بإمكاني رؤية الممر المؤدي إلى البيت، لكنَّ المنزل نفسه كان قد اختفى. بدلاً منه، كان هناك عددٌ أكثر من اللازم من الأسطح الحمراء والأشجار الجديدة الشابة والطرق المرصوفة والمستوطنين اليهود. كانت القصة قد انتهت.

الذكرى الـ25 للفيلم أعادت الضوء

فعلنا كل ما بوسعنا. الصحافةُ مهنةٌ تنقُّلية. كان يتعيَّن عليَّ تغطية حروبٍ أخرى -في أفغانستان، والجزائر، والبوسنة- ولم يكن آل الخطيب الفلسطينيين الوحيدين ممَّن سُلِبت أراضيهم بيد المشروع الاستعماري الإسرائيلي المهول في الضفة الغربية، القائم على بناء منازل لليهود ولا أحد غير اليهود، على أراضٍ عربية. وإلى جانب ذلك، حوَّلت حروبٌ أخرى -في العراق (مُجدَّداً)، واليمن، وليبيا، وسوريا- الانتباه بعيداً عن المأساة الفلسطينية.

لكن بمناسبة الذكرى الـ25 للفيلم الذي أخرجناه -وكذلك الذكرى الـ25 لـ "اتفاقية أوسلو"، التي كان بوسعها، لولا كونها مَعيبة كما كانت، أن تُنقذ آل الخطيب- عُدت إلى القدس مرةً أخر، ولم يكن بمقدوري تجاهل المسار المؤدي إلى المنزل.

لم يكن بمقدوري أيضاً تجاهل غياب البستان، وسط الأحياء السكنية الإسرائيلية المعاصرة، حيث تحدثنا يوماً بعد يوم -لأن تصوير هذه الأفلام يستغرق ساعاتٍ طويلة- مع أفراد العائلة.

وقتها نَدَبَتْ سعيدة مُخاطِبةً إيانا، بوجهٍ يطوُّقه حجابٌ أبيض تحت ظلِّ الأشجار: "لا نأكل ولا نشرب ولا ننام". ما زال يمكنك الآن أن تُشاهدها وهي تحتجُّ أمام الكاميرا: "هل نُقيم في منازل الغير؟ زوجي مُقعَد. وكلانا عجوز. هذا طغيان".

العودة إلى القرية من جديد

لذا، منذ بضعة أيامٍ مضت، سلكتُ الطريق القديمة المؤدِّية إلى قرية حزما من جديد، وقد أصبحت الآن طريقاً سريعاً وأوسع، تقع على جانبه نقطة تفتيشٍ إسرائيلية كبيرة وطريق فرعي من مستوطنة بسغات زئيف اليهودية على امتداد الجدار العازل، ذلك البنيان الضخم بارتفاع 7.5 متر الذي يشُق طريقه عبر الضفة الغربية كيلومترات عديدة. كانت حزما -من الواضح أن عُمر أقدم منازلها أكثر من 200 عام- قرية آل الخطيب، حيث توقَّعت أنَّ العائلة لا بد أنْ قصدتها بعد أن سُلِبوا منزلهم.

هناك وجدتُ أحمد شقيق سليمان -الذي لم ألتقِه قبلاً- واتصل هو بدوره بسليمان الذي لم يهاجر إلى أوروبا أو أميركا كما كنت أخشى، ولكنَّه الآن يعيش في شقَّةٍ مكتظة مع زوجته وأطفاله الخمسة، على بُعد 3 كيلومتراتٍ بالكاد من القرية. ذهبتُ إلى هناك، وفي الشارع رأيت سليمان، بلغ الآن سن 60 عاماً، وازداد وزنه بعض الشيء، إلا أنَّه قابلني باللكنة الثقيلة نفسها التي يتحدث بها الإنكليزية، والتهذيب ذاته الذي دعانا لأرضه به منذ ربع قرنٍ من اليوم.

الحزن أشد من الماضي

هو الآن رجلٌ أشدُّ حزناً ممَّا كان قبلاً، لكن لا يهجره أملٌ خافت -شديد الخفوت- بأن القضية القانونية التي تقدَّمت بها العائلة ضد الإسرائيليين ربما يُعاد فتحها. ألم تُعبِّر عائلته عن استعدادها للبقاء وسط المستوطنة اليهودية؟ ألم يُخبَروا بأنَّ الأرض لازمةٌ لبناء طرقٍ -"للاستخدام العام"- وليس لتشييد بيوت للمستوطنين؟ خذلهم المحامون، هذا ما قاله سليمان. لكنَّهم لم يقبلوا قط بأخذ تعويض. قال سليمان: "قبول التعويض يعني أنَّك بِعت لهم أرضك، وأنَّك بذلك تعطيهم حقَّ الاستيلاء عليها".

في البداية، لم أسأل سليمان عن والديه، لكنِّي خمَّنت ما حدث.

واحدة من المستوطنات الإسرائيلية
واحدة من المستوطنات الإسرائيلية

بعد وقتٍ ليس بطويلٍ من تصويرنا قصَّتهم، أتى الإسرائيليون إلى عتبة منزل آل خطيب. كان ذلك في أكتوبر/تشرين الأول عام 1993. قال سليمان إنَّ الجمع تضمَّن أفراداً من الشرطة، ومسؤولين من بلدية القدس -التي مُدَّت حدودها بما فيه الكفاية لتشمل أراضي قرية حزما القديمة- وجنوداً وجرافات.

وقال: "كنت ذاك الصباح في المدرسة أدرِّس، واتَّصلت بي عائلتي قائلة إنَّ الإسرائيليين أتوا بقوَّاتٍ كبيرة. جئت لأجد كل شيءٍ انتهى. بعد هدم المنزل، كانوا أيضاً يُزيلون الأرض نفسها، الجدران -حتى الأشجار، والدجاج، والحمام، كل شيء- لم يتركوا شيئاً. لم يتركوا حجراً واحداً. حتى متاعنا أخذوه منا في شاحنات؛ الطعام، والثياب، وكل شيء، حتى أغطية الفراش!". لبضعة أيام، عاش آل الخطيب في خيمةٍ وسط خراب أرضهم.

مات الآباء لكن الأبناء يتذكرون

أجل، مات محمد وسعيدة، ودُفِنا في قرية حزما. مات محمد منذ عامين، وماتت سعيدة في عام 2002. يقول سليمان: "لم ينسوا الأرض قط. لطالما أسفوا لما حدث، تحلَّينا بالأمل والإيمان بالله، وبأن الوضع سيتغيَّر وأنَّنا سنعود لأرضنا. كان أبي يجلِب الماء من قرية حزما إلى المنزل على حمارٍ كُل تلك المسافة، وأنتَ رأيت كَم كانت الأرض ملأى بالأشجار… لكنَّنا لا نستطيع محاربة دولةٍ مثل إسرائيل. هم يتظاهرون بأنَّ لديهم محاكم وقانوناً، لكنَّ كُل ذلك يعمل في مصلحتهم، وليس لمصلحة غيرهم".

وقال سليمان إنَّ والده رفض أكل اللوز أو العنب، طيلة تلك الفترة حتى وفاته؛ لأنَّهما لم يُزرَعا في بستانه.

وفي صباح يومٍ مشمسٍ ساخن الشهر الماضي (سبتمبر/أيلول 2018)، قصدتُ أنا وسليمان الموقع حيث كان منزله. توقَّفنا على الممر القديم المؤدي إلى المنزل، حيث الآن توجَد صخورٌ كبيرة مُوزَّعة في الأرض. خطا سليمان بحذرٍ بين الصخور وسلك طريقاً ممهداً نظيفة تمتد بين فيلاتٍ ذات مروجٍ وأشجار وأسطحٍ حمراء ومواقف صفٍّ لسيارات السكان. لم ينتبه أحدٌ إلى سليمان -لم نرَ سوى رجلٍ واحد في رحلتنا- وسار هو نفسه بثقةٍ مُزدادة بين منازل المستوطنين.

تغيرت فلسطين التاريخية / istock
تغيرت فلسطين التاريخية / istock

المرة الأولى للعودة

قال سليمان، ناظراً من فوق جدارٍ منخفض، إلى موقعٍ أدنى حيث كان بيت عائلته: "هذه أول مرةٍ آتي فيها إلى هنا، منذ أن بُنِيَ كلُّ هذا. ينتابني شعورٌ غريب. لا يمكنني تخيُّل ما كان هنا وما يوجد الآن. أظنُّ أنَّ أرضنا تبدأ من هنا"، وأشار إلى الجنوب قليلاً. وقال أيضاً إنَّ المستوطنين لا يعرفون قصَّة هذا المكان: "هم لا يعلمون كيف قاسى الناس هنا مِن قَبلهم".

أطلَّ سليمان من فوق الجدار. وقال: "ربما نظرنا من هذا الاتجاه قليلاً. إنَّ تلك الشجرة العالية على أرضنا. هُم لم يتركوا شيئاً مِن أثرنا… لا الجدران، ولا الأشجار، لم يتركوا شيئاً".

لم يراعِ الإسرائيليون أي مشاعر

كنتُ أظن أنَّ سلب الأراضي والشجاعة أمران مُترافقان في عقلية اللاجئ. لكن، هذه ليست الحقيقة. السَّلب هو النهاية، أما الشجاعة، فيؤسفني أنَّها قد تكون مثيرةً للشفقة بقدرِ ما هي غير ذات نفع. قال سليمان: "يُؤسفني أن أرى الأرض الآن على هذه الحالة. الآن يعيشون هم (المستوطنون) ببذخٍ على خراب حياة الغير.

هم لا يعلمون (قصتنا) ولا يعلمون ما كانت تلك الأرض مِن قَبلهم. إنَّه تاريخٌ مظلم. وعندما هدم الإسرائيليون منزلنا، حتى وإن كان ذلك لـ(للاستخدام العام) كما زعموا، كان يجدُر بهم آنذاك مراعاة مشاعرنا وإنسانيتنا… قد سوَّى الإسرائيليين أرضناً تماماً، كما لو لم تكن هنا يوماً أشجار، ولا جدران، ولا أي شيء. الفيلم الذي صنعته هو الأمر الوحيد الباقي لنتذكَّر به الأرض. شكراً لك لإحضاري هنا. إنَّها المرة الأولى التي آتي فيها هنا، كأنها لم تكن أرضي يوماً. إنَّها أرضٌ للغرباء الآن. ليس بيدي شيء. يؤسفني كل ما قد حدث".

يعمل سليمان الآن مترجماً للغة الإنكليزية بدوامٍ جزئي لدى صحيفة "القدس العربي". علَّم سليمان بناته، وهو ما زال مستعداً، على حد قوله، للنضال في المحكمة مطالباً بأرضه. أتساءل: إلى أي قدرٍ يفكِّر سليمان بواقعية، أخبره مراراً بأنَّ عليه إيجاد وثائق فترتي الحكم العثماني والانتداب البريطاني لملكية أرضه، تلك التي يتذكَّر سليمان أنَّه قرأها قبل الاستيلاء على أرض عائلته، كذلك هو لا يعلم شيئاً عن الجماعات الإسرائيلية المناهضة للاستيطان اليهودي في الضفة الغربية. لا أقول له ما أخشى أنَّه الواقع: إنه لن يستعيد أرضه أبداً.

منظر عام لإحدى المدن الإسرائيلية / istock
منظر عام لإحدى المدن الإسرائيلية / istock

يوم تحركت الجرافات الإسرائيلية

خلال رحلتنا، سار سليمان إلى مكانٍ آخر قرب الصخور. قال: "هذه الطريق أيضاً تؤدي إلى أرضنا، أعتقد ذلك. ترى الأشجار الخضراء البعيدة هناك؟ أعتقد أنَّ تلك نهاية أرضنا. كانت هناك. هل تتذكَّر كيف كانت الجرَّافات تتحرَّك هناك؟".

أتذكَّر، كانت الجرافات هناك في فيلمنا القديم، وأتذكَّر أنَّ مَن قادها كانوا فلسطينيين؛ لأنَّ العرب ما يزالون يساعدون في بناء مستعمراتٍ تسلب أرضهم! طلبت من سليمان أن يصف لي البلاد التي يراها عندما يحدِّق في موقع بيت عائلته. أجاب: "إنَّها فلسطين، لكن بمبانٍ إسرائيلية! إنَّها أرض قرية حزما وبيت حنينا، كل هذه المنازل التي تراها. أعتبر نفسي رجلاً يعيش خارج بلاده، لكن في الحيّ ذاته… نرجو من الله فقط أن يتغيَّر هذا الوضع، أن يتغيَّر كل شيءٍ ويتغيَّر الطغيان …". لاحظت فوراً كيف استخدم سليمان الكلمة ذاتها، "الطغيان"، تلك الكلمة التي قالتها والدته منذ أعوامٍ مديدة.

فيم كان يفكر، وهو الآن في مستوطنة بسغات زئيف، على رُقعة الأرض التي كانت جزءاً من حزما؟ قال: "أشعر بالارتباك. أحياناً أفكر في أنَّه ليس بوسعي فعل شيءٍ؛ لأنَّ دولة إسرائيل هذه -كما تعلم- أُنشِئت على أرض الغير، وليس أرضنا وحدها. وليس سهلاً أن تستردَّ أرضك من دولةٍ أو حكومةٍ كتلك. إنهم ما زالوا يتوسعون على أراضٍ ليست ملكاً لهم".

الوضع يزداد سوءاً

هذه حقيقة. وهذا ليس الوقت ولا المكان المناسبين للتحدُّث عن معاناة اليهود أو عن اليهود الأرثوذكس الإسرائيليين ممَّن يؤمنون بأنَّ الله -فضلاً عن أية محكمة- أعطاهم الحقَّ في أراضي آلاف الفلسطينيين العرب، ومن بينهم آل الخطيب. ولا عن قرار الأمم المتحدة تقسيم فلسطين، ذلك الذي لم يقبله العرب قط، ولا عن التصويت الذي عُرِضَ على الأمم المتحدة، والذي وُلِدَت منه دولة إسرائيل، ولا عن ترمب. تلقي اتفاقية أوسلو بظلالها علينا كشبحٍ جاثم. هل يمكن يوماً أن توجد دولة فلسطينية؟ قال سليمان: "لا أعتقد ذلك. في وقت عَقد اتفاقية أوسلو… وقتها تخيَّلنا، ظننَّا -وخاب الظن- أنَّه ستكون دولة فلسطينية. لكن بعد هذا الأمد الطويل، فإنَّ الوضع يزداد سوءاً".

ومن هنا تفوَّه سليمان بحديثٍ مألوف سمعته مراراً، إلَّا أن تكراره لا ينتقص من وقعه شيئاً. سوف يستمر الفلسطينيون في النضال بسبيل استعادة أرضهم، حتى وإن كان انتباه العالم مُنصرِفاً عنهم. هذا حقيقي على الأرجح. لم يكن ليستطيع الإسرائيليون أن يسرقوا أراضي فلسطين لولا أميركا وفتور أوروبا. في الحقيقة، إنِّني خائف. طالما ظلَّ الاحتلال قائماً، فلن يوجَد سلام. وهذا صدقٌ أيضاً. كلا، لن يغادر سليمان "فلسطين" -ما زلتُّ أصر على وضع علامات تنصيصٍ هنا- لأنَّها "موطنه".

لكن، هل كان سليمان يتخيَّل حينذاك، عندما التقيته وأسرته منذ 25 عاماً، ما كان سيحدث بعد ذلك؟ قال: "لم أتخيَّل ما سيحدث. وبعد كلِّ هذا الوقت الطويل، بعد الجدار والمستوطنات، لا يمكنك حتى ملاحظة أنَّ تلك كانت يوماً أرضك؛ لأنَّهم يغيِّرون الوضع، بمنازل جديدة، وأشجار جديدة، وشوارع، وفيلات…".

تحميل المزيد