ما الذي قصده ترمب عندما قال للعاهل السعودي: «لولانا لما كنتم هنا»؟

عربي بوست
تم النشر: 2018/10/04 الساعة 16:56 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/10/04 الساعة 16:56 بتوقيت غرينتش
President Donald Trump rallies with supporters during a Make America Great Again rally in Southaven Mississippi

في ظلِّ انزعاجه من الارتفاع المتواصل لأسعار النفط، حثَّ الرئيس الأميركي حليفه السعودي على تخفيض الأسعار وشراء المزيد من الأسلحة الأميركية، مشيراً في ذلك الوقت لدور واشنطن في توفير الحماية للسعودية وغيرها من الدول الخليجية.

وعلى الرغم من الغضب السعودي الكبير من الانتقادات التي تُوجه لها، وانزعاجها، كما حدث مع كندا قبل عدة أشهر، فإنها تعرضت لهجوم غير مسبوق من طرف أحد حلفائها المقربين، دون أن يكون هناك رد، بحسب تقرير لصحيفة Le point  الفرنسية.

ففي تجمعٍ احتضنته ساوثهيفن في ولاية مسيسيبي، كشف الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن مضمون محادثة هاتفية جمعته بالملك سلمان.

ووفقاً لما نقلته وكالة رويترز، خاطب ترمب مؤيديه، قائلاً: "نحن نحمي المملكة العربية السعودية، والسعوديون أثرياء". وأضاف: "أنا أحب الملك سلمان، وقد قلت له ذات مرة: أيها الملك نحن نحميكم، ولذلك عليكم دفع الأموال من أجل دعم جيشكم". ويحيل هذا التصريح إلى اتفاق كوينسي، الموقع في عام 1945 بين الرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت ومؤسس المملكة العربية السعودية، الملك عبدالعزيز آل سعود، الذي يضمن توفير الأمن للمملكة مقابل النفط.

تسليح بقيمة 110 مليارات دولار

خلال فترتي ولاية باراك أوباما، عرف التحالف بين البلدين بعض التعقيدات. في عام 2005 وخلال ولاية جورج بوش الابن، تم تجديد هذا الاتفاق الذي تتزود بمقتضاه المملكة العربية السعودية بأسلحة بقيمة مليارات الدولارات، لمدة 60 عاماً. وتضايقت السعودية من تخلي أميركا عن الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك (الذي يعتبر الحليف الرئيسي للرياض) في عام 2011، كما انزعجت من توقيع الولايات المتحدة على الاتفاق النووي مع إيران في عام 2015. وضمن هذا الاتفاق عودة إيران، العدو اللدود للسعودية، إلى الساحة الدولية.  

أعاد تولي دونالد ترمب، الذي حال دون توسع تنظيم الدولة في مناطق الشرق الأوسط، منصب رئيس الولايات المتحدة، فضلاً عن انسحابه من الاتفاق النووي الإيراني، إحياء هذا الميثاق الأميركي السعودي. وفي نهاية شهر مايو/أيار 2017، اختار الرئيس الأميركي الجديد المملكة العربية السعودية كأولى وجهاته ضمن جولته الخارجية، كما لم يتوان ترمب عن وصف إيران بأنها الداعم الرئيسي للإرهاب العالمي.

وقد استغل ترمب هذه الفرصة للإعلان عن الاتفاق بشأن توقيع العديد من العقود قُدرت قيمتها بحوالي 380 مليار دولار مع المملكة، خصصت منها 110 مليارات دولار لمجال التسليح، بحسب الصحيفة الفرنسية.

"بالنسبة إليكم، لا تعدو أموال هذه الصفقات أن تكون سوى حبات فول سوداني"

إثر زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، إلى واشنطن، وخلال لقاء تلفزيوني، ذكّر الملياردير الأميركي بالنجاحات التجارية التي حققها، في شهر مارس/آذار. وقد تسبَّب ذلك في إحراج الضيف السعودي. وبحضور بن سلمان، قال ترمب ممسكاً بلوحة تحمل صور مختلف الطائرات والأسلحة التي اشترتها السعودية من الولايات المتحدة "بالنسبة إليكم، لا تعدو أموال هذه الصفقات أن تكون سوى حبات فول سوداني".

كيف يمكن إذاً تفسير تغير موقف الرئيس الأميركي تجاه نظيره السعودي، بعد ستة أشهر فقط من هذا اللقاء؟ على الرغم من عدم ذكر ترمب لتاريخ هذه المحادثة الهاتفية مع الملك سلمان، فإن وكالة الأنباء السعودية الرسمية SPA قد تحدثت عن حوار دار بين الطرفين، يوم السبت الماضي. ووفقاً لما أوردته هذه الوكالة وبناء على مبادرة من ترمب، ناقش القائدان مسألة "الجهود من أجل تعزيز التوريد، بطريقة تضمن استقرار سوق النفط والنمو الاقتصادي العالمي". وأضافت هذه الوكالة، أن هذه المحادثة تطرقت إلى "سبل تطوير العلاقات الثنائية، في إطار شراكة استراتيجية بين البلدين، علاوة على الوضع في منطقة الشرق الأوسط".

وكانت هذه المحادثة بمثابة ردٍّ دبلوماسي على الهجوم غير المباشر الذي شنَّه الرئيس الأميركي قبل أربعة أيام على المملكة. فمن منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة، حثّ دونالد ترمب بلدان منظمة الدول المصدرة للنفط، على "التوقف عن رفع أسعار الذهب الأسود"، "والمزيد من الإنفاق من أجل تعزيز دفاعاتها".

وقد أورد ترمب: "نحن نحمي عدداً من هذه الأمم مجاناً، في المقابل تقوم هذه الدول باستغلال ذلك من أجل رفع أسعار النفط، قدر الإمكان"، دون إشارة مباشرة إلى هوية هذه الدول. ومن الجلي أن حديث ترمب كان موجهاً للسعودية تحديداً.

علامات:
تحميل المزيد