تواجه وكالة الاستخبارات العسكرية الروسية القوية اتهامات دولية بشن هجمات إلكترونية روسية على دول غربية وأجهزة، من بينها محاولة قرصنة نظام الكمبيوتر في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
من كندا إلى أستراليا، الكل تعرض إلى هجمات إلكترونية روسية
إذ أعلنت كندا، الخميس 4 أكتوبر/تشرين الأول 2018، أنه تم استهدافها بواسطة هجمات إلكترونية روسية .
وأشارت إلى المركز الكندي لأخلاقيات الرياضة، ووكالة مكافحة المنشطات العالمية التي مقرها في مونتريال، وذلك بعدما حملت دول غربية موسكو مسؤولية بعض أكبر مخططات القرصنة في السنوات الماضية.
إذ أعلن القضاء الأميركي الخميس، أنه وجه اتهاماً إلى سبعة عناصر في الاستخبارات العسكرية الروسية، في هجمات إلكترونية روسية استهدفت هيئات رياضية ووكالة دولية وشركة أميركية متخصصة في الطاقة النووية.
وفي هولندا أعلنت أجهزة الأمن الخميس، أنها أحبطت هجوماً إلكترونياً روسياً كان يستهدف منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، فيما اتهمت قوى غربية موسكو بالتورط في عدد من أكبر مخططات القرصنة الإلكترونية في السنوات الأخيرة.
كما اتّهمت بريطانيا وأستراليا أجهزة الاستخبارات العسكرية الروسية بشنّ بعض أكبر الهجمات الإلكترونية خلال السنوات الأخيرة، من بينها هجوم على اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي الأميركي خلال الانتخابات الرئاسية الأميركية العام 2016.
ما هي وكالة الاستخبارات العسكرية الروسية ؟
الوكالة هي واحدة من ثلاث وكالات استخبارات روسية، إضافة إلى جهاز الأمن ووكالة الاستخبارات الخارجية. ولا تزال تعرف باسم وكالة الاستخبارات العسكرية الروسية، رغم أنها غيرت اسمها إلى "المديرية الرئيسية" في حملة إصلاح في 2010.
ويعمل رئيس الوكالة إيغور كوروبوف تحت إمرة قائد هيئة الأركان المشتركة فاليري غيراسيموف، ووزير الدفاع سيرغي شويغو. وتعد هيكلية الوكالة وعدد موظفيها وشؤونها المالية من أسرار الدولة. وشعارها الرسمي هو وطواط يحلق فوق الكرة الأرضية.
كيف تعمل الوكالة التي حيرت دول غربية بسبب القرصنة ؟
تملك الوكالة شبكة واسعة من الجواسيس في الخارج، كما أن قواتها الخاصة العالية التدريب قاتلت في العديد من النزاعات، بينها في أفغانستان والشيشان.
وفي السنوات الأخيرة أصبحت الوكالة تعرف بارتباطها بعدد من أكثر الأنشطة الروسية في الخارج إثارة للجدل.
وربط فريق بيلينغكات الاستقصائي إسقاط الطائرة الماليزية إم.إتش17 في شرق أوكرانيا في 2014 بضابط في الوكالة قال إنه "أشرف على شراء ونقل الأسلحة".
كما تم ربط الوكالة بمحاولة الإطاحة بحكومة مونتينيغرو عشية الانتخابات البرلمانية في أكتوبر/تشرين الأول 2016. ويعتقد أن عناصر الوكالة يقدمون التوجيه العسكري للجيش السوري وللانفصاليين في شرقي أوكرانيا وغيرهم.
هل تقتل وكالة الاستخبارات العسكرية الروسية الخونة؟
في 2010 قال الرئيس فلاديمير بوتين، إن الأجهزة الروسية الخاصة لا تقتل الخونة. وأقر بأن السلطات السوفيتية كانت ترسل القتلة للتخلص من أعدائها، ولكنه قال إن روسيا المعاصرة لا تفعل ذلك، مؤكداً أنه "تمت تصفية مثل هذه الوحدات".
والأربعاء 3 أكتوبر/تشرين الأول، وصف بوتين سكريبال بأنه "حقير"، إلا أنه نفى المزاعم بأن موسكو كانت وراء الهجوم على الجاسوس السابق، وقال "لم يسمم أحد أي شخص هناك (في بريطانيا)".
وتتهم الشرطة البريطانية اثنين من ضباط الوكالة، قالت إنهما الكسندر بيتروف ورسلان بوشيروف، بمحاولة قتل سكريبال وابنته.
وكان سكريبال، الكولونيل السابق في الاستخبارات العسكرية الروسية، سجن بسبب كشفه أمر عملاء لجهاز الأمن البريطاني إم آي 6. وانتقل للعيش في إنكلترا في 2010، في إطار عملية تبادل جواسيس.
وفي السابق انشق العديد من عملاء الوكالة، وتوجهوا إلى الغرب. وكتب فلاديمير ريزون الذي انشق عن الوكالة وفر في السبعينات، سيرة ذاتية تحت اسم فكترو سوفوروف بعنوان "اكواريوم" وهو الاسم الذي يحمله مقر الوكالة في موسكو.