على مدار عدة ساعات توالت الأخبار حول اختفاء الإعلامي السعودي جمال خاشقجي، بعد دخوله مقر القنصلية السعودية في مدينة إسطنبول التركية، فيما لا يعرف مصيره حتى الآن أو تفاصيل الواقعة.
ولمعرفة التفاصيل قالت خطيبة خاشقجي السيدة خديجة، التي تحمل الجنسية التركية، لـ "عربي بوست"، إن الإعلامي السعودي كان على موعد مع قنصلية بلاده، من أجل الحصول على ورقة تفيد بأنه غير متزوج، حتى يمكن له أن يتزوج في تركيا.
وأضافت خديجة أن خاشقجي اتّصل صباح الثلاثاء بالقنصلية السعودية في إسطنبول، من أجل الحصول على هذه الورقة التي قدم عليها، يوم الجمعة الماضي، وفور الرد عليه طلب منه الموظفون في القنصلية الانتظار لبعض الوقت.
وتابعت: بعدها تلقَّى خاشقجي اتصالاً من القنصيلة يفيد بأن الورقة جاهزة، ويمكنه أن يتسلمها في أي وقت، فاتفقاً على أن يصل إلى مقر القنصلية الساعة الواحدة ظهراً، وهو ما حدث بالفعل.
وبحسب السيدة التركية ذهب خاشقجي وخطيبته إلى منطقة "بيبك"، التي توجد بها القنصلية السعودية، وترك خاشقجي هاتفه المحمول مع خطيبته وتواعد معها أن يلتقيها بعد أن ينهي معاملته، في مكان قريب من مقر القنصلية تركها فيه.
وبعد مرور أكثر من ساعتين لم يأت خاشقجي، فذهبت السيدة التركية إلى مقر القنصلية وسألت عنه، فقالوا حينها إنه أنهى معاملته بعد وقت قصير وغادر القنصلية.
وعقب هذا الأمر تواصلت السيدة التركية مع الأجهزة الأمنية من أجل فهم ما حدث، وبعدها فتحت الشرطة التركية تحقيقاً في الواقعة، ولم تعلن أي جهة رسمية سعودية أو تركية عن أي معلومة حتى الآن.
وأشارت خطيبة خاشقجي إلى أن الأجهزة الأمنية التركية وعدتها بحل المشكلة، والتوصل إلى الإعلامي السعودي في أقرب وقت.
الشرطة التركية تفتّش في القنصلية
وبحسب موقع الجزيرة نت، فإن عناصر من الشرطة التركية دخلوا مبنى القنصلية في إسطنبول للبحث عن خاشقجي، ولم يجدوا شيئاً.
كما أكد مراسل الجزيرة أن الشرطة التركية تحققت من كاميرات المراقبة التي أظهرت أن خاشقجي غادر مبنى القنصلية بعد 20 دقيقة من دخولها، الأمر الذي يرجح تعرّضه لعملية اختطاف.
وكالة الأنباء السعودية تُصدر بياناً
وفي واقعة ربما تكون لها علاقة بالواقعة، نشرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية، أن المملكة استردَّت عبر الإنتربول مطلوباً في قضايا احتيالية، قائلة إن المواطن السعودي الذي استردَّته -بعد أن فرَّ من البلاد- كان مطلوباً في قضايا تتعلق بشيكات من دون رصيد.
وبسؤال خطيبة خاشقجي عن احتمالية تورُّط الإعلامي السعودي في قضية شيكات، نفت القصة بالكامل، وقالت إن الإعلام السعودي ربما كان هدفه هو تضليل الجهات التركية التي تبحث عن اختفاء خاشقجي.
وفي هذا السياق، أكدت وسائل إعلام تركية، أن السلطات هناك تتابع القضية على أعلى المستويات، وأنها رفعت الإجراءات الأمنية في كافة المعابر البرية والبحرية والجوية لمنع نقله إلى خارج البلاد.
ونشر حساب معتقلي الرأي تغريدةً حول وصول الإعلامي خاشقجي إلى الأراضي السعودية، قبل أن يحذفها.
وكان خاشقجي قد غادر السعودية عقب تولي الأمير محمد بن سلمان منصب ولي العهد، وسبق له أن شغل مواقع استشارية وإدارية في وسائل الإعلام الرسمية بالمملكة.