بعباءة النوم وسروال رياضي وبجانبه سلاح كلاشينكوف.. هكذا أوقعت الشرطة بـ«أخطر المجرمين» الجزائري الذي دوّخ فرنسا

عربي بوست
تم النشر: 2018/10/03 الساعة 20:28 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/10/03 الساعة 20:31 بتوقيت غرينتش
المجرم الشهير بفرنسا

بعد ساعات من الإعلان عن اعتقال رضوان الفايد أحد "أخطر المجرمين" في فرنسا، الذي كان وراء أشهر عملية فرار من السجن بواسطة طائرة هليكوبتر، كشف النائب العام لدى مجلس قضاء باريس، فرانسوا مولانس، أنه تم إلقاء القبض على الفايد داخل شقة بمسقط رأسه في مقاطعة "لواز" بمدينة كراي بالقرب من "مولان"، فجراً وهو نائم بعباءة بيضاء وسروال رياضي وبجانبه سلاح كلاشينكوف.

وأوضح النائب العام في مؤتمر صحافي، عُقد بعد عملية اعتقال رضوان الفايد (46 سنة) أكثر المبحوث عنهم في فرنسا، فجر الأربعاء 3 أكتوبر/تشرين الأول 2018، حيث كان يختبئ منذ 3 أشهر من  فراره بتاريخ الفاتح من يوليو/تموز 2018، من سجن "ريو" في سان إي مارن بالضاحية الباريسية.

70 شرطيا و60 سيارة أمن نمن أجل اعتقال رضوان الفايد

وقال النائب العام إنه تم تسخير 80 شرطياً من فرق البحث والتدخل ومكافحة الجريمة المنظمة التابعة لكل من باريس و"فرساي" وكذا مدينة "ليل"، و60 سيارة لوحدات أمنية، للإطاحة بالسجين الفار رضوان الفايد صاحب أشهر عملية فرار من السجن.

والذي يعد من بين المتهمين الضالعين في شبكات الجريمة المنظمة، بالنظر إلى عمليات السطو الكبرى على البنوك على الطريقة الهوليوودية المعروف بها، كانت آخرها تلك التي يوجد من أجلها وراء القضبان سنة 2010، والتي أدت إلى مقتل شرطية "أوريلي فوكيه" وهي في الـ26 عاماً من عمرها، حيث تم عوقب بـ25 سنة سجناً نافذاً.

وكثفت الأجهزة الأمنية تحقيقاتها وعمليات البحث على مدار 93 يوماً، من خلال مضاعفة المراقبة على محيطه العائلي والأصدقاء بترصد تحركاتهم والتنصت على مكالماتهم الهاتفية.

وهكذا حددت الشرطة الفرنسية مكان "أخطر المجرمين"

وركزت الأجهزة الأمنية الفرنسية في حال اتصال رضوان الفايد بهم، وهو بالفعل ما حدث.

حيث تم تحديد مكانه بفضل الهاتف الجوال الذي استعمله، وتنكّره بوضع شعر على رأسه وارتدائه البرقع برفقة متورط آخر لدى خروجه من مخبئه، بصحبة المرأة التي كانت تؤويهم داخل شقتها.

وما لفت انتباه الشرطة، التي كانت تراقب المكان ليلاً ونهاراً منذ أواخر شهر سبتمبر/أيلول 2018، تلك الحقيبة المملوءة بالأسلحة والتي عُثر عليها بالقرب من مكان اختباء رضوان الفايد، لتقوم على أثرها فرق الأمن بالمكوث في عمارة مقابلة من أجل الاستعداد للتدخل واعتقال رضوان الفايد.

أشهر عملية فرار من السجن في فرنسا

ودفعت السلطات الفرنسية، في 2 يوليو/تموز 2018 ، بنحو 3 آلاف شرطي، من أجل اعتقال رضوان الفايد بعد أن تمكَّن من القيام بواحدة من أشهر عملية فرار من السجن في يوليو/تموز، على متن طائرة مروحية، حطَّت في فناء السجن.

وقال رئيس الوزراء إدوارد فيليب، في تصريح لراديو "آر تي إل" المحلي، إن 2900 شرطي يبحثون عن السجين رضوان فايد المحكوم 25 عاماً لإدانته بالسطو المسلح وقتل شرطية عام 2010. وتابع: "نحن نعلم أنه أمر خطير، وهناك حاجة إلى هذه التعبئة للعثور عليه".

ويعد رضوان فايد أحد رموز عالم السرقة الفرنسي، وتحظى قصته بمتابعة كبيرة من قبل الفرنسيين، خاصة أنها ليست المرة الأولى التي ينجح فيها السجين ذو الأصول الجزائرية في الفرار من السجن.

أول "جريمة سرقة" قام بها رضوان الفايد عندما كان عمره 6 سنوات

وُلد رضوان فايد في عائلة تضم الكثير من الأفراد، وقطن في حي سكني بمنطقة "كراي"، الواقعة في إقليم "واز"، يكون فيه الإيجار متوسطاً. وهو ابن لعامل أصوله جزائرية.

وقد ارتكب فايد أول جريمة سرقة وهو يبلغ من العمر 6 سنوات، عندما سرق عربة تسوق معبأة بالحلوى من المحل.

ومع بلوغه سن الثانية عشرة، قرر رضوان فايد، صاحب أشهر عملية فرار من السجن ، أن يصبح لصاً، حيث ساهم إهمال والديه له في دخوله بسرعة إلى عالم اللصوصية. ومن جهتها، أطلقت عليه الشرطة كنية "رعب منطقة كراي".

تحدَّث شرطي فرنسي عنه منذ سنوات قبل اعتقال رضوان الفايد ، مؤكداً أنه "كان محل متابعة، خاصة أنه يعد أحد زعماء عصابات أحياء السكن، التي يكون فيها الإيجار متوسطاً.

وقد نجح هذا الجيل الجديد في اختراع مفهوم مبتكر في عالم اللصوصية، يتمثل في "الذود بسرعة"، القائم على المال وتجارة المخدرات. كان فايد أخصائي قيادة السيارات لأنه يحب المغامرة، ولأنه أراد أيضاً أن يشبه الكبار الذين تجاوزوا هذا النوع الخطير والمجنون من المهمات.

وخلال شهر يناير/كانون الثاني سنة 2011، ظهر رضوان فايد في تقرير مصوّر، أظهر "زعماء الحي" وهم يثنون على أنفسهم على طريقة البلطجية القديمة.

وخلال ثرثرته أمام الكاميرا، فسَّر فايد كيف سرق سيارة، قائلاً: "هذه أكبر عملياتي". وذكرت مصادر عن الشرطة الفرنسية أن فايد على اتصال بعسكريين سابقين في إسرائيل، الدولة التي لجأ إليها خلال هروبه الأول، كما أنه يأمل بأن يستقر فيها يوماً ما.

علامات:
تحميل المزيد