مع مرور أكثر من 12 ساعة على اختفاء الكاتب السعودي جمال خاشقجي، يزداد لغز الحادث تعقيداً مع شح المعلومات عن مصيره.
فبين رواية خطيبته التي أكدت عدم ملاحظتها خروجه من القنصلية السعودية منذ دخوله إليها، والصمت الرسمي التركي والسعودي حول الحادث، يزداد الغموض حول ما جرى مع الكاتب السعودي.
صمت سعودي بشأن اختطاف خاشقجي
التزمت الرياض الصمت حيال اختفاء خاشقجي، فيما لم تنشر وسائل الإعلام السعودية أي خبر عن الحادث، ما يشير إلى اتباع سياسة في التعامل مع الحادث.
وكان حساب معتقلي الرأي السعودي الذي يتابع أخبار المعتقلين في المملكة، قد أكد في وقت سابق من مساء الثلاثاء 2 أكتوبر/تشرين الأول 2018، أن خاشقجي وصل السعودية، لكن الحساب عاد وحذف التغريدة.
إلا أن وكالة الأنباء السعودية نشرت خبراً يفيد بأن المملكة استردت الثلاثاء عبر الشرطة الدولية (إنتربول) مطلوباً في قضايا احتيال، لكنها لم تذكر اسم المواطن المعنيّ، مما رجح احتمال تعرض خاشقجي للاختطاف ونقله للسعودية.
وأضافت الوكالة أن المواطن السعودي الذي استردته -بعد أن فر من البلاد- كان مطلوباً في قضايا تتعلق بشيكات بدون رصيد.
وفي وقت سابق تواصلت السلطات التركية مع السفير السعودي في أنقرة بشأن موضوع خاشقجي، فأكد أنه ليس لديه أي معلومات عن الحادثة.
تحرّك أمني تركي
على المستوى التركي، فتحت الشرطة تحقيقاً في ادعاءات باختفاء خاشقجي بعد ساعات من دخوله مبنى القنصلية السعودية في إسطنبول للحصول على وثائق عائلية.
وقامت الشرطة التركية بنشر حواجز حديدية على كافة مداخل القنصلية السعودية في مدينة إسطنبول، فيما ساد الهدوء محيط القنصلية، وخلا المكان من تواجد أحد سواء من ذوي خاشقجي أو حتى الأمن التركي، باستثناء موظف سعودي كان يقف على بوابتها الرئيسية.
وذكر موقع الجزيرة.نت أن السلطات في حي بيشكتاش -الذي تقع فيه القنصلية السعودية- أرسلت دورية شرطة، لكن القوانين والأعراف الدبلوماسية لا تسمح لها بدخول القنصلية.
وقال إن الشرطة سألت المسؤولين في القنصلية عن مصير خاشقجي، لكنها أبقت أجوبتهم طيّ الكتمان، وضمتها إلى التحقيق الذي فتحته في القضية.
دولياً قالت وزارة الخارجية الأميركية، إنها تحقق في اختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي، فيما نقلت صحيفة New York Times الأميركية أن خاشقجي أعرب عن قلقه لأحد أصدقائه من احتمالية تعرضه للاختطاف في حال زيارته للقنصلية السعودية.
ما الذي حدث مع خاشقجي حسبما ترويه خطيبته؟
وخاشقجي الذي يكتب مقالات رأي لصحيفة washingtonpost الأميركية، لم يشاهد منذ دخوله القنصلية بعد ظهر الثلاثاء، كما ذكرت خطيبته التي رافقته إلى المكان، ولم يسمح لها بمرافقته، فبقيت تنتظره في الخارج حتى إغلاق القنصلية.
وقالت خطيبة خاشقجي السيدة خديجة، التي تحمل الجنسية التركية، لـ "عربي بوست"، إن الإعلامي السعودي كان على موعد مع قنصلية بلاده، من أجل الحصول على ورقة تفيد بأنه غير متزوج، حتى يمكن له أن يتزوج في تركيا.
وبحسب السيدة التركية، ذهب خاشقجي وخطيبته إلى منطقة "بيبك"، التي توجد بها القنصلية السعودية، وترك خاشقجي هاتفه المحمول مع خطيبته وتواعد معها أن يلتقيها بعد أن ينهي معاملته، في مكان قريب من مقر القنصلية تركها فيه.
وبعد مرور أكثر من ساعتين لم يأتِ خاشقجي، فذهبت السيدة التركية إلى مقر القنصلية وسألت عنه، فقالوا حينها إنه أنهى معاملته بعد وقت قصير وغادر القنصلية.
وعقب هذا الأمر تواصلت السيدة التركية مع الأجهزة الأمنية من أجل فهم ما حدث، وبعدها فتحت الشرطة التركية تحقيقاً في الواقعة، ولم تعلن أي جهة رسمية سعودية أو تركية عن أي معلومة حتى الآن.
وكان خاشقجي مستشاراً للحكومة قبل أن ينتقل إلى الولايات المتحدة العام الماضي لتجنب اعتقاله بعد توجيهه انتقادات لبعض سياسات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ولتدخّل الرياض في الحرب في اليمن.