نفى وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، الإثنين 1 أكتوبر/تشرين الأول 2018، اتهام إسرائيل حزب الله اللبناني بتجهيز مواقع لتخزين صواريخ قرب مطار بيروت مصطحباً -في خطوة نادرة- عشرات السفراء والدبلوماسيين الأجانب في جولة على المواقع المذكورة.
واتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، من على منبر الأمم المتحدة في نيويورك، الخميس 28 سبتمبر/أيلول 2018، إيران بأنها "أمرت حزب الله اللبناني ببناء مواقع سرية لتحويل الصواريخ غير المطوَّرة إلى أخرى موجَّهة، يمكن أن تضرب العمق الإسرائيلي بدقة".
وقال إن ثلاثة من هذه المواقع أُقيمت قرب مطار بيروت الدولي.
جولة للسفراء والدبلوماسيين لـ"تبرئة" لبنان
وقال باسيل في كلمة ألقاها بالإنكليزية أمام الدبلوماسيين في وزارة الخارجية: "يرفع لبنان صوته اليوم، متوجهاً إلى كل دول العالم، خصوصاً أعضاء مجلس الأمن، وتحديداً الأعضاء الدائمين؛ لدحض الادعاءات الإسرائيلية".
وشارك 73 دبلوماسياً من رؤساء بعثات أو ممثلين عنهم، في الجولة مع باسيل، والتي وضعها في إطار "الدبلوماسية المضادة"، في حين غابت السفيرة الأميركية، إليزابيث ريتشارد؛ بداعي السفر، من دون أن تنتدب من يمثِّلها، وفق مصدر في وزارة الخارجية.
وشملت الجولة المواقع الثلاثة التي قال نتنياهو إنها تحوي صواريخ قرب مطار بيروت وأبرزَ صوراً لها، لا سيما محيط ملعب الغولف وملعب العهد الرياضي. وشارك فيها عشرات الصحافيين اللبنانيين والأجانب.
ولم يصدر حزب الله اللبناني أي ردٍّ رسمي على اتهامات نتنياهو، التي جاءت بعد أيام من إقرار الأمين العام للحزب، حسن نصر الله، بأن عملية امتلاك حزبه صواريخ دقيقة ومتطورة "قد أُنجزت"، رغم محاولات إسرائيل المتكررة قطع الطريق أمام ذلك.
تبرير عدوان آخر بسبب صواريخ قرب مطار بيروت
وأوضح وزير الخارجية اللبناني أن إسرائيل تسعى "لتبرير عدوان آخر"، بمزاعم زائفة عن وجود مواقع صاروخية لجماعة حزب الله اللبنانية، المدعومة من إيران، قرب مطار بيروت.
وشدد على أن "اللبنانيين لن يقبلوا أن تُستعمل الأمم المتحدة كمنبر للاعتداء على سيادة لبنان وللتحضير لاعتداء جديد عبر ادعاءات ليست ثابتة، ولا تحفظ بالحد الأدنى حق لبنان الدائم في الدفاع عن نفسه وحقه باستعمال كل وسائل المقاومة المشروعة لتحرير أرضه من الاحتلال الإسرائيلي".
وقال باسيل، خلال اجتماع دعا إليه سفراء أجانب؛ للرد على اتهامات نتنياهو بخصوص صواريخ قرب مطار بيروت ، إن هناك "تصريحات كثيرة… تؤكد حيازة حزب الله اللبناني صواريخ دقيقة".
لكنه أضاف: "هذا لا يعني أن هذه الصواريخ موجودة في محيط مطار بيروت".
وتابع قائلاً إن إسرائيل تهدف "لتزييف الحقائق المتعلقة بلبنان، ونشر الأكاذيب التي تحمل بذور تهديد لا يخيفنا".
ونشر الجيش الإسرائيلي تسجيلاً مصوراً وصوراً، قال إنها لمواقع بناء صواريخ حزب الله في بيروت.
حزب الله اللبناني يتوفر على "صواريخ دقيقة "
وقال نصر الله، في خطاب قبل نحو أسبوعين: "باتت المقاومة تملك من الصواريخ الدقيقة وغير الدقيقة ومن الإمكانات التسليحية ما يسمح -إذا فرضت إسرائيل على لبنان حرباً- بأن تواجه مصيراً وواقعاً لم تتوقعه في يوم من الأيام".
وخاض حزب الله اللبناني حرباً ضد إسرائيل في عام 2006، اندلعت إثر خطفه جنديَّين بالقرب من الحدود مع لبنان. وردَّت إسرائيل بهجوم مدمِّر، إلا أنها لم تنجح في تحقيق هدفها المعلن بالقضاء على حزب الله، ما أظهر حزب الله في نهاية الحرب، داخلياً، بموقع المنتصر.
وسحبت إسرائيل قواتها من جنوب لبنان في عام 2000، بعد احتلال استمر 22 عاماً، وما زالت تُبقي احتلالها منطقة مزارع شبعا الحدودية مع الجولان المحتل. ويعد البلدان رسمياً في حالة حرب.