جثث جديدة على مر الدقائق ودفن جماعي للضحايا وعشرات تحت الأنقاض.. عدد قتلى «تسونامي» إندونيسيا يفوق 1200 (صور الكارثة)

عربي بوست
تم النشر: 2018/09/30 الساعة 18:07 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/09/30 الساعة 18:08 بتوقيت غرينتش

ارتفع إلى 1203 قتلى حصيلة ضحايا الزلزال الذي أعقبه تسونامي في جزيرة سولاوسي الإندونيسية . حسبما ذكرته وكالة "الأناضول" الأحد 30 سبتمبر/أيلول 2018، نقلاً عن مصادر في "الوكالة الوطنية الإندونيسية لمواجهة الكوارث" (حكومية). وكانت آخر حصيلة ضحايا تسونامي إندونيسيا تفيد بمصرع 832 شخصاً، حسب سوتوبو بوروو نوغروهو، المتحدث باسم الوكال .

وذكرت وسائل إعلام محلية أن الحكومة الإندونيسية ستغطي نفقات مواد غذائية سيحصل عليها المتضررون من تسونامي إندونيسيا . فيما تم إعلان حالة الطوارىء في المنطقة المتضررة حتى 11 أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

 الناجون يبحثون عن أقاربهم، ودفن جماعي ضحايا تسونامي إندونيسيا

وشوهد عدد من الناجين وهم يبحثون في المشارح عن أقرباء لهم، في حين تواصل السلطات جهودها لانتشال مزيد من الأحياء أو تقييم حجم الدمار في مدينة بالو في جزيرة سولاوسي الإندونيسية بعد التسونامي الذي ضرب جزيرة سولاوسي الإندونيسية .

وقال المتحدث باسم وكالة إدارة الكوارث سوتوبو بوروو نوغروهو، حسب ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية، إن "أعداد القتلى ستواصل الارتفاع"، وتابع "اليوم (الأحد) سنبدأ الدفن الجماعي للضحايا".

وأعلن نائب الرئيس الإندونيسي يوسف كالا أن الحصيلة النهائية ضحايا تسونامي إندونيسيا في  جزيرة سولاويسي الإندونيسية قد ترتفع إلى "آلاف" الضحايا نظراً لتعذّر الوصول إلى مناطق عدة متضررة.

وقالت ريزا كوسوما البالغة 35 عاماً وهي تحضن طفلها الذي يعاني من الحمى داخل مركز لإيواء النازحين في مدينة بالو، "الوضع شديد التوتر".

وتابعت كوسوما "سيارات الإسعاف تحضر جثثاً على مر الدقائق. مياه الشرب شحيحة. المحال تتعرض للنهب في كل مكان".

أما الناجي من أمواج تسوناني الذي ضرب جزيرة سولاويسي الإندونيسية أدي فلا يعرف مكان زوجته أو إذا كانت لا تزال على قيد الحياة أساساً منذ أن داهمتهما الأمواج وهما على الشاطئ.

وقال "فقدتها حين جاءت الأمواج"، وتابع أن الأمواج "قذفتني لنحو 50 متراً لم أستطع الإمساك بأي شيء". وأضاف "هذا الصباح عدت إلى الشاطئ . عثرت على دراجتي البخارية وحافظة نقود زوجتي".

وبثت قناة "مترو" التلفزيونية الإندونيسية مشاهد لمنطقة دونغالا الساحلية القريبة من مركز الزلزال أظهرت منازل مدمرة على الواجهة البحرية، لكن أحد السكان قال إن غالبية السكان هربوا بعد الزلزال إلى مناطق أكثر ارتفاعاً.

وصرح أحدهم ويدعى إيسوان للتلفزيون "عندما ضرب الزلزال بقوة هربنا جميعاً نحو التلال".

مصير مجهول لعشرات الأحياء تحت الأنقاض

وزار الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو المنطقة بعد ظهر الأحد للاطّلاع على حجم الدمار، وطالب بالعمل "ليلاً نهاراً" لانتشال من يمكن إنقاذهم من تحت الأنقاض.

والأحد بدأت المساعدات بالوصول إلى بالو في جزيرة سولاويسي الإندونيسية حيث انتشر الجيش الإندونيسي، ويبحث عمال الإغاثة والإنقاذ عن ناجين وسط الأنقاض. ويعتقد أن نحو 150 شخصاً قد يكونون مطمورين تحت أنقاض أحد الفنادق.

وقال مدير الوكالة الوطنية لإدارة الكوارث محمد سياوغي "نجحنا في انتشال امرأة حية من فندق روا روا ليلة أمس (السبت)"، مضيفاً "أمس سمعنا نداءات استغاثة صادرة من هناك".

وتابع سياوغي "ما نحتاج إليه بشدة حالياً هو المعدات الثقيلة لإزالة الركام. فريقي يعمل على الأرض، لكن من المستحيل الاعتماد فقط على قواه الذاتية لإزالة الركام".

وتسود مخاوف حول مصير مئات الأشخاص الذين كانوا يعدون لمهرجان على الشاطئ عندما تسبب زلزال بقوة 7,5 درجات ضرب المنطقة الجمعة بأمواج مد بحري اجتاحت سواحل المدينة.

وأنشأ ذوو ضحايا تسونامي إندونيسيا صفحة على فيسبوك نشروا فيها صور أقاربهم على أمل العثور عليهم أحياء.

عشرات الأجانب نجوا من كارثة تسونامي في إندونيسيا

وبحسب الوكالة الوطنية لإدارة الكوارث فإن 61 أجنبياً كانوا متواجدين في بالو عندما ضربها الزلزال، تم العثور على معظمهم أحياء، مضيفة أن ثلاثة فرنسيين وكورياً جنوبياً لا يزالون مفقودين وقد يكونون تحت أنقاض الفندق المنهار.

والأحد أبدت الرئاسة الفرنسية استعدادها لمساعدة إندونيسيا، كما أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في بيان عن "حزنه وتضامنه" مع إندونيسيا وذوي ضحايا تسونامي إندونيسيا .

بدوره، أعلن الاتحاد الأوروبي مساعدات فورية بقيمة 1,5 مليون يورو لإندونيسيا.  

ولا يزال الناجون وعمال الإنقاذ تحت هول الكارثة وسط مشاهد الأشجار المقتلعة والسيارات المنقلبة والدمار وأنقاض السفن التي لفظتها المياه نحو الداخل على مسافة بلغت في بعض الأحيان خمسين متراً.

مخاوف من هزات ارتدادية من الزلزال الذي ضرب جزيرة سولاوسي الإندونيسية

ومساء السبت استحدث السكان ملاجئ لهم من قضبان الخيزران وافترش بعضهم الساحات والملاعب خوفاً من تسبب هزات ارتدادية بانهيار المنازل المتصدّعة بسبب الزلزال الذي ضرب جزيرة سولاويسي الإندونيسية .

وهبطت طائرة عسكرية من طراز سي-130 محمّلة بالمساعدات لفائدة ضحايا تسونامي إندونيسيا في مطار بالو الرئيسي الذي أعيد فتحه أمام طائرات المساعدات الإنسانية وبعض الرحلات التجارية.

ونشرت فرق الإنقاذ صوراً التقطت عبر الأقمار الاصطناعية أظهرت مدى الدمار الذي لحق ببعض أكبر مرافئ المنطقة وأرصفتها، وجسورها المقطوعة ومستوعبات الشحن المتناثرة.

وغصّت المستشفيات بالمصابين ما دفعها لمعالجة بعضهم في الهواء الطلق وسط انقطاع للتيار الكهربائي.

وقال أنسر بشميد البالغ 38 عاماً "لقد أصبنا جميعاً بالذعر وهربنا إلى خارج المنزل"، مضيفاً "الناس هنا بحاجة للمساعدات، للأكل والشرب والمياه النظيفة".

نازحون بالآلاف بعد تسونامي إندونيسيا

وأظهر تسجيل فيديو التقط من سطح مبنى لحظة حصول التسونامي في جزيرة سولاويسي الإندونيسية ، أمواجاً تتسبب بانهيار أبنية وتجتاح مسجداً كبيراً. وقال أحد السكان ويدعى روزيدانتو "ما كان مني إلا الهروب عندما شاهدت الأمواج تضرب المنازل الساحلية".

وتم إجلاء نحو 17 ألف شخص بحسب الوكالة التي رجحت ارتفاع حصيلة النازحين جراء تسونامي إندونيسيا الذي ضرب جزيرة سولاوسي الإندونيسية .

وقال جان غيلفاند المسؤول في الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر "إنها كارثة مزدوجة ومرعبة"، مضيفاً أن الصليب الأحمر الإندونيسي يعمل على مساعدة الناجين.

وأظهرت صور جسراً ينهار والتواء قوسيه المعدنيين وسقوط السيارات في المياه.

وأدى تسونامي إندونيسيا إلى تضرر إحدى الطرقات الرئيسية وإقفالها جزئياً.

وتعرضت إندونيسيا لسلسلة من الزلازل المدمرة خلال السنوات الأخيرة. ففي 2004، أسفر تسونامي أعقب زلزالاً تحت البحر بقوة 9,3 درجات قبالة سومطرة غرب إندونيسيا عن 220 ألف قتيل في البلدان المطلة على المحيط الهندي، بينهم 168 ألفاً ضحايا تسونامي إندونيسيا .

تحميل المزيد