ذكرت وسائل إعلام رسمية أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان غادر الكويت بعد زيارة رسمية قصيرة قام بها الليلة للبلد الخليجي، وسط توقعات بأن الزيارة تناولت الإمدادات النفطية ووساطة كويتية لحل النزاع بين السعودية وقطر.
ونقل تلفزيون الكويت على الهواء مباشرة مراسم استقبال أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح للضيف السعودي في قصر بيان. كما نقل أيضا لقطات أخرى يظهر فيها كبار المسؤولين الكويتيين وهم يصافحون الأمير السعودي بحرارة.
وقال تلفزيون الكويت في ختام الزيارة إنها كانت "لبنة جديدة في تاريخ العلاقات المتينة بين البلدين".
وقالت وكالة الأنباء الكويتية إن اللقاء شهد "تبادل الأحادیث الأخویة التي عكست عمق العلاقات التاریخیة الطیبة والراسخة بین البلدین والشعبین الشقیقین وسبل تعزیزھا وتنمیتھا في المجالات كافة بما یخدم مصالحھما المشتركة والسعي نحو تضافر الجھود لدعم العمل الخلیجي المشترك".
وأضافت الوكالة أنه "تم التطرق إلى آخر المستجدات على الساحتین الإقلیمیة والدولیة".
وكان مصدر مطلع قد قال لرويترز بإن من المتوقع أن يبحث ولي العهد السعودي الإنتاج النفطي من منطقة محايدة على الحدود بين السعودية والكويت.
وأبلغ مسؤول خليجي رويترز في وقت سابق بأن النزاع مع قطر سيكون على جدول أعمال الزيارة.
وقال نائب وزير خارجية الكويت، خالد الجارالله، في تصريحات صحفية، السبت، إن هذه "الزيارة فرصة تاريخية للبلدين لتداول أوجه العلاقات الثنائية المتميزة والسعي لتطوير تلك العلاقة لمزيد من التماسك".
وأضاف أن الزيارة "تتمحور حول القضايا الثنائية وملفات المنطقة ذات الاهتمام المشترك".
وقالت مصادر دبلوماسية مطلعة للأناضول إن الجانبين الكويتي والسعودي سيبحثان الأزمة الخليجية، وهو الأمر الذي سبق أن كشف عنه الجارالله في تصريحات للصحفيين قبل أيام.
كان نائب وزير الخارجية خالد الجارالله قال منذ أيام إن الأزمة الخليجية ستكون من بين ملفات عديدة ساخنة في المنطقة والعالم، يتباحث بشأنها سمو أمير البلاد مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي يبدأ زيارة إلى الكويت مطلع الأسبوع المقبل.
ووصف الجارالله في تصريح للصحافيين عقب مشاركته في حفل السفارة الصينية بمناسبة عيدها الوطني والذكرى الـ69 لتأسيس الجمهورية، أول من أمس، العلاقات الكويتية السعودية بالمتميزة والمتنامية، وقال إن ولي العهد السعودي سيحل في قلوب أهل الكويت ووجدانهم، مشيراً إلى مواقف المملكة قيادة وشعباً مع الكويت لن تنسى لا سيما أثناء الغزو العراقي الغاشم.
ورداً على سؤال عن إمكانية أن يكون ملف الأزمة الخليجية حاضراً على المناقشات والمباحثات التي سيجريها سمو الأمير مع بن سلمان خلال الزيارة، قال بالفعل هذا الملف والعديد من الملفات الساخنة ستكون حاضرة خلال الزيارة ونحن متفائلون.
وعن تصريحات أمير قطر التي دعا فيها الأشقاء إلى العودة مرة أخرى إلى طاولة الحوار، ومدى اعتبار ذلك مؤشراً على انفراجة قريبة للأزمة الخليجية، قال نرجو أن يكون مؤشراً إيجابياً ومقدمة لطي صفحة أزمة بين الأشقاء طال أمدها.
وتقود الكويت وساطة لحل الأزمة الخليجية التي بدأت في يونيو/حزيران 2017 عندما أعلنت السعودية ومصر والبحرين والإمارات قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، جراء خلافات في التعاطي مع ملفات خارجية، في أسوأ صدع تشهده المنطقة منذ سنوات.
كما سيبحث الجانبان الكويتي والسعودي، وفق المصادر الدبلوماسية، استئناف إنتاج النفط في المنطقة المقسومة بين البلدين في حقلي الوفرة والخفجي.
ويقع الحقلان في المنطقة المحايدة بين البلدين الخليجيين، ويتراوح إنتاجهما بين 500 إلى 600 ألف برميل نفط يومياً، مناصفة بين الدولتين.
وأغلق البلدان، العضوان في منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك)، حقل الخفجي، في أكتوبر/تشرين لأول 2014 لأسباب بيئية، وتبعه إغلاق حقل الوفرة، في مايو/أيار 2015، لوجود عقبات تشغيلية.