لقي قرابة 400 شخص حتفهم في زلزال أعقبه تسونامي ضرب جزيرة سولاويسي الإندونيسية، بحسب ما أعلن مسؤولون السبت 29 أغسطس/آب 2018، فيما غصّت المستشفيات بمئات الجرحى وسط مواصلة فرق الإنقاذ جهودها للوصول إلى المنطقة المنكوبة.
ونشرت الوكالة الوطنية لإدارة الكوارث حصيلة رسمية أكدت سقوط 384 قتيلاً حتى الآن جميعهم في مدينة بالو التي اجتاحتها أمواج التسونامي، محذرة من أن الحصيلة قد ترتفع.
وأضافت أن نحو 540 شخصاً أصيبوا بجروح بالغة.
وشوهدت جثث بين الركام المتناثر قرب شاطئ المدينة البالغ عدد سكانها 350 ألفاً، بعد أن اجتاحتها أمواج بلغ ارتفاعها 1,5 متراً.
وعبّرت الوكالة عن مخاوف بشأن مصير مئات الأشخاص الذين كانوا يستعدون لإقامة احتفالات على الشاطئ كان من المقرر أن تبدأ مساء الجمعة.
وغصّت المستشفيات بمئات الجرحى الذين قدمت الإسعافات لبعضهم خارج منشآتها فيما شارك ناجون في جهود البحث عن ضحايا.
وشوهد رجل يحمل جثة طفل مغطاة بالوحل.
وجاء التسونامي عقب زلزال عنيف دمّر مباني وأجبر الأهالي على التوجّه إلى أماكن مرتفعة، فيما اجتاحت الأمواج العاتية مدينة بالو متسببة بانقطاع الكهرباء عن العديد من المناطق.
سارعت بالركض
وأظهر تسجيل فيديو تم تصويره من الدور الأعلى لموقف سيارات في بالو التي تبعد نحو 80 كلم عن مركز الزلزال، سلسلة من الأمواج تدمر عدة مبانٍ وتغمر مسجداً كبيراً.
وقال أحد الأهالي ويدعى روسيدانتو: "بدأت أركض عندما شاهدت الأمواج تضرب المنازل على الساحل".
والزلزال الضحل الذي بلغت شدته 7,5 درجة كان أقوى من سلسلة الهزات التي أودت بالمئات في جزيرة لومبوك في تموز/يوليو وآب/أغسطس 2018.
وأوضح الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو أنه تم استدعاء الجيش إلى المنطقة المنكوبة للانضمام إلى فرق الإغاثة والإنقاذ.
وفي وقت سابق قال رئيس وكالة الإنقاذ محمد سياوغي لوكالة فرانس برس إن الفرق المحلية عثرت على "العديد" من الجثث.
وقال توم هاويلز، من منظمة "سيف ذا تشليدرن" الإنسانية: "إننا قلقون بشكل خاص إزاء تأثير الزلزال على الأطفال الأكثر ضعفاً أمام خطر التسونامي".
وشعر السكان على بعد مئات الكيلومترات بالزلزال القوي الذي جاء بعد هزة أقل قوة تسببت في مقتل شخص على الأقل في نفس المنطقة.
وتعرضت بالو والمنطقة المجاورة لنحو 100 هزة ارتدادية منذ زلزال الجمعة، بحسب مسؤولين.
وضرب الزلزال قبالة وسط سولاويسي على عمق 10 كيلومترات فقط قبيل الساعة 11 ت غ (مطلع المساء في سولاويسي) بحسب مركز المسح الجيولوجي الأميركي. وهذه الزلازل الضحلة غالبا ما تتسبب بدمار أكبر.
وأظهرت صور نشرتها وكالة إدارة الكوارث مركزاً تجارياً في بالو تضرر بشدة وانهار فيه طابق واحد على الأقل على الطوابق تحته، فيما أظهرت صور أخرى دماراً هائلاً في المباني وشقوقاً كبيرة في الأرصفة.
وقالت الوكالة إن منازل سويت بالأرض وكذلك فندقاً محلياً، فيما دُمّر جسر يعد معلماً في المدينة.
وأضافت الوكالة أن طريقاً رئيسياً يؤدي إلى المدينة تعرض لأضرار بالغة وسدّته انهيارات التربة.
إغلاق المطار
تم إغلاق المطار الرئيسي في بالو، عاصمة إقليم سولاويسي الجنوبي بعد التسونامي. ومن المتوقع أن يستمر إغلاقه لـ24 ساعة على الأقل، ما يعقد جهود الإغاثة.
وشعر بالزلزال أمس الجمعة الأهالي في أقصى جنوب الجزيرة بالو، في ماكاسار كبرى المدن وفي كاليمنتان المجاورة الواقعة في الجزء الإندونيسي من جزيرة بورنيو.
وضرب الزلزال الأول المدينة في وقت كانت صلاة العشاء على وشك البدء في أكبر بلد مسلم من حيث عدد السكان وفي يوم الجمعة حيث تكتظ المساجد عادة بالمصلين.
وتعد إندونيسيا احدى أكثر دول العالم عرضة للزلازل.
فالأرخبيل المؤلف من آلاف الجزر يقع على خط "حزام النار" في المحيط الهادئ الذي يشهد حركة زلزالية وبركانية.
وخلال هذا الصيف، أوقعت زلازل ضربت جزيرة لومبوك الإندونيسية 555 قتيلاً في الجزيرة السياحية وسومباوا المجاورة.
وأصيب نحو 1500 شخص بجروح فيما نزح 400 ألف من منازلهم التي دمرت.
وتعرضت إندونيسيا لسلسلة من الزلازل المدمرة خلال السنين الأخيرة. ففي 2004، أسفر تسونامي أعقب زلزالاً تحت البحر بقوة 9,3 درجة قبالة سومطرة غرب إندونيسيا عن 220 ألف قتيل في البلدان المطلة على المحيط الهندي، بينهم 168 ألفاً في إندونيسيا.
في 2010 قتل نحو 430 شخصاً عندما تسبب زلزال بقوة 7,8 درجة بمد بحري ضرب منطقة مينتاوي المعزولة قبالة ساحل سومطرة.
وفي عام 2006، ضرب زلزال قوي بلغت قوته 6,3 درجة إقليم جاوا المكتظ بالسكان ما تسبب في مقتل 6 آلاف شخص وإصابة 38 ألفاً آخرين. ودمر الزلزال 157 ألف منزل ما تسبب في تشريد 420 ألف شخص.