أردوغان يزور ألمانيا لأول مرة منذ 4 سنوات.. ويأمل تجاوز فترة التوتر بين البلدين بالكامل

عربي بوست
تم النشر: 2018/09/26 الساعة 12:44 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/09/26 الساعة 12:46 بتوقيت غرينتش
ميركل وأردوغان/ رويترز

يقوم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بزيارة دولة لألمانيا هذا الأسبوع، في وقت يسعى فيه البلدان لإعادة بناء علاقتهما، بعد سلسلة من الخلافات بين أنقرة وبرلين لكن من المرجح أن تلقي تظاهرات متوقعة بظلالها على اللقاء.

وستكون هذه أول زيارة رسمية لأردوغان لألمانيا، منذ أصبح رئيساً في العام 2014، وتأتي في أعقاب سلسلة مطوَّلة من الخلافات السياسية مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أثارها انتقاد برلين لحملة القمع التي شنّها النظام التركي على خصومه، إثر محاولة الانقلاب الفاشلة في صيف 2016.

وقال أردوغان للإعلام التركي، إن "الهدف الرئيسي لهذه الزيارة هو أن نتجاوز هذه الفترة (التوتر) بشكل كامل".

ويصل الرئيس التركي لبرلين الخميس، قبل أن يلتقي بالمستشارة ميركل في اليومين التاليين.

 وسيستقبل الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير نظيره التركي بحرس الشرف العسكري، قبل أن يستضيفه الجمعة في غداء دولة في قصر بيليفو، وهي المناسبة التي تعهَّد سياسيون معارضون بمقاطعتها، كذلك ستغيب عنها ميركل.

والسبت، يتوجَّه أردوغان لكولونيا، لافتتاح أحد أكبر المساجد في أوروبا، الذي أشرف على تشييده الاتحاد الإسلامي التركي للشؤون الدينية (ديتيب).

وأشار محلِّلون إلى أن سعي أردوغان لطيِّ صفحة التوتر مع ألمانيا، صاحبة أكبر اقتصاد في أوروبا، يأتي في وقت يعاني فيه الاقتصاد التركي بشدة، وتسوء العلاقات مع الولايات المتحدة.

زيارة أردوغان لألمانيا لها علاقة بترتيبات يورو 2014

تعهَّد آلاف من معارضي سياسات أردوغان بالتظاهر في أرجاء ألمانيا، للاحتجاج على كافة سياساته من سجل تركيا في مجال حقوق الإنسان وحرية الصحافة، إلى هجومها ضد الميليشيات الكردية في سوريا.

ومن المتوقع أن يشارك نحو 10 آلاف شخص في تظاهرات سيكون شعارها "أردوغان غير مرحَّب به" في برلين، الجمعة.

وبالإضافة للقضايا الاقتصادية والسياسية التي ستثيرها الزيارة، ستلوح كرة القدم أيضاً في الأفق.

وتتنافس ألمانيا وتركيا في سباق محموم لنيل استضافة بطولة يورو 2024 لكرة القدم، لكن المفارقة أن الفائز بتنظيم البطولة سيعلن في نفس اليوم الذي يصل فيه أردوغان لألمانيا.

وخيَّم على ملف ترشح ألمانيا للبطولة إعلان اللاعب الألماني مسعود أوزيل، ذي الأصول التركية، اعتزاله اللعب دولياً، رداً على ممارسة "العنصرية وعدم الاحترام" تجاهه، في خطوة أشاد بها أردوغان.

وقال أردوغان لمجموعة "فونكه مديين غروبه" الصحافية، إن "قول أوزيل أنا ألماني عندما أفوز، ومهاجر عندما أخسر يجسّد التمييز في ألمانيا".

كانت العلاقات توتَّرت بين البلدين بسبب الانقلاب الفاشل في تركيا 2016

وتوترت العلاقات بشدة بين أنقرة وبرلين، الحليفين في حلف الأطلسي، بعد أن أوقفت السلطات التركية عشرات الآلاف، في حملة تطهير واسعة، بعد محاولة الانقلاب الفاشلة ضد أردوغان، في يوليو/تموز 2016. وتم توقيف الكثير من المواطنين الألمان أو مزدوجي الجنسية، في سياق تلك الحملات للأمن التركي.

لكن تقارباً تدريجياً بدأ أخيراً، بعد أن أفرجت أنقرة عن الصحافي التركي الألماني دينيز يوسيل، الذي حصل على الإفراج المشروط، في فبراير/شباط 2018، بعد أكثر من عام من التوقيف. كما سُمح لللصحافية الألمانية ميشالي تولو بالعودة إلى ألمانيا الشهر الفائت. ألا أن الكاتبة البالغة 34 لا تزال تواجه تهم الإرهاب في تركيا.

وشدَّدت ميركل، التي يعيش في بلادها جالية تركية كبيرة قوامها 3 ملايين شخص، مراراً، على أهمية العلاقات الجيدة مع أنقرة، وهي شريك مهم تعتمد عليه للحدِّ من توافد المهاجرين على السواحل الأوروبية.

لكن صحيفة بيلد الألمانية، الأكثر مبيعاً في البلاد، قالت إنه من السابق لأوانه طرح البساط الأحمر أمام أردوغان، الذي اتهم برلين منذ 18 شهراً فقط بـ "الممارسات النازية"، رداً على منع برلين مسيرات داعمة له قبل استفتاء منحه سلطات واسعة جديدة.

وقالت الصحيفة اليومية في افتتاحيتها "في الوقت الذي تصارع فيه تركيا أزمة عملة، واقتصادها وصل إلى الحضيض يريد أردوغان أن يكون صديقاً لنا مرة أخرى".

وتابعت أنّ مراسم الزيارة تتضمن "كثيراً من الأبّهة والاحتفال بأردوغان، لم نصل بعد إلى هذا الحد" مجدداً في العلاقات بين البلدين.

ويسعى أردوغان لمناقشة ملف انضمام تركيا في الاتحاد الأوروبي

وصرَّح أردوغان أنّه سيستغل الزيارة للضغط على ألمانيا، لتكون "أكثر كفاءة" في الحرب ضد "المنظمات الإرهابية"، مثل حزب العمال الكردستاني وحركة الداعية التركي فتح الله غولن.

كما تتضمَّن أجندة الزيارة على الأرجح ملفات، مثل مساعي أنقرة المتوقفة للانضمام للاتحاد الأوروبي، ودورها في النزاع في سوريا.

ولتهيئة الأجواء الدبلوماسية بين البلدين مجدداً، قد يلقي أردوغان بورقة مشروع تطوير البنى التحتية للسكّة الحديد في تركيا.

وذكرت صحيفة دير شبيغل الأسبوعية، أن شركة سيمنز الألمانية العملاقة دخلت في مباحثات لقيادة المشروع الطموح، المتوقع أن تصل كلفته إلى 35 مليار يورو (40 مليار دولار)، ومن غير الواضح ما إذا كانت برلين ستساهم في تمويله.

وفي إشارة بارزة للطابع المثير للجدل للزيارة، من غير المقرر أن يلقي أردوغان أي خطابات عامة كبيرة خلال زيارته لألمانيا.

من جانبه، دان الصحافي يوسيل، الذي أمضى أكثر من عام في السجون التركية، برلين على "دعوة مجرم لمأدبة" طعام.

وتابع مراسل صحيفة "دي فيلت" الألمانية، أن "الحكومة الألمانية تخون كل هؤلاء الأتراك التواقين لمجتمع حر وديمقراطي وعلماني"