مكة المكرمة ستكون أول مشروعات «اقتصاد ما بعد النفط».. هكذا ستصبح المدينة المقدسة عام 2030

عربي بوست
تم النشر: 2018/09/25 الساعة 10:15 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/09/25 الساعة 10:16 بتوقيت غرينتش
ملايين الحجاج سيكون عليهم التسوق بجانب الحج / رويترز

تستعد السعودية، بمن فيها من مُطوِّرين وبائعي تجزئة، لإنفاق ضخم ومفاجئ مدعومٍ بوضعها الفريد، ويُتوقَّع أن تعمل على زيادة مساحة مراكز التسوُّق في مكة بدعمٍ استثماري من الدولة، إلى ما يقرب من ثلاثة أضعاف مساحتها الحالية بحلول 2025، حسب شركة كوليرز إنترناشيونال لخدمات وإدارة الاستثمارات.

وكجزءٍ من خطة الحكومة لإيقاف اعتماد الاقتصاد على النفط، تهدف المملكة إلى زيادة عدد الحُجَّاج الأجانب من 7 ملايين حاج في العام الماضي إلى 30 مليون حاج سنوياً بحلول عام 2030، وفق وكالة Bloomberg الأميركية، إذ أدركوا القدرة الاقتصادية المُحتملة لهذا القطاع، الذي يسهم حالياً بنسبة 20% من إجمالي الاقتصاد غير النفطي للمملكة، حسب تقرير مجموعة Oxford Business Group البحثية والاستشارية.

مكة تعاني من نقص خدمات التسوق بسبب قلة المساحات وارتفاع التكاليف

تعاني المدينة المقدسة حالياً من نقص خدمات مراكز التسوُّق بسبب قلة المساحات وارتفاع التكاليف، ويتوجَّه الكثير من المُتسوِّقين إلى جدة، الواقعة بالقرب من مكة، وذلك حسب تقرير تابع لشركة كوليرز صدر الأسبوع الماضي.

ةيُتوقَّع أن يتغيَّر كلُّ ذلك، وتزداد مساحة مراكز التسوُّق إلى 804 آلاف متر مربع بحلول عام 2025. ويقول أكبر مُطوِّري المشاريع في مكة إنهم بصدد بناء وتوفير مساحة أكبر لمراكز التسوُّق في المستقبل.

وتستفيد شركة جبل عمر للتطوير، التي تُقدَّر قيمتها بـ9.6 مليار دولار أميركي، من إنشاء منازل ومراكز تسوُّق، بالإضافة إلى مشروعٍ بالقرب من المسجد الحرام، الذي سيشمل 38 فندقاً وبعضاً من أكبر مراكز التسوُّق بالمملكة.

لحق صندوق الثروة السيادي السعودي بركب التطوير بإنشاء شركة للمساعدة في مشروع التوسُّع، ويقول الصندوق إنه سيسهم بـ2.1 مليون دولار أميركي سنوياً دعماً للاقتصاد القومي. ويُتوقَّع لشركة أخرى، وهي شركة مكة للإنشاء والتعمير أن تُحقِّق أرباحاً، إذ تُركِّز على مشاريع بالقرب من الحرم.

وحسب تقرير بحثي أشارت إليه جريدة الشرق الأوسط السعودية، من المُتوقَّع أن يرتفع إنفاق الحُجَّاج فقط خلال الأيام الخمسة لموسم الحج من 4.2 مليار دولار أميركي في العام الماضي إلى 5.6 مليار دولار أميركي بحلول عام 2022. أما بخصوص العُمرة فهي سُنَّة ويمكن أداؤها طوال أيام السنة.

لكن بسبب زيادة أعداد الحجاج تسعى الحكومة إلى تطوير المدينة بالكامل

تشهد مكة تحوُّلاً بينما تسعى السعودية لاستضافة أعداد متزايدة من الحُجَّاج الذين يُشكِّلون الغالبية العظمى من قطاع السياحة بالمملكة. وبينما يزدحم محيط أكبر مسجد في العالم بالأبراج والرافعات، افتُتِحَ عددٌ من أكبر فنادق العالم أو لا يزال تحت الإنشاء في المدينة.

واستؤنف مشروع يهدف لزيادة حجم استيعاب المسجد الحرام من 1.5 مليون شخص إلى 2.5 مليون بعد توقُّفه بسبب سقوط رافعة في 2015، ما أسفر عن مقتل أكثر من 100 شخص، إلى جانب استئناف مشاريع أخرى في عدة أنحاء بالمملكة كانت قد توقَّفَت بسبب انخفاض أسعار النفط.

وصرَّح ياسر الشريف، الرئيس التنفيذي لشركة جبل عمر، في مؤتمرٍ بالرياض العام الماضي بأن عوائد الحج قد تنافس أو تتجاوز عوائد المملكة الضخمة من النفط. وأفاد بأن النفط سلعة يمكن استبدالها ولكن "الحج لا يمكن استبداله"