أوتاوا تطرق «باب الصلح» مع الرياض.. العرض الأخير من كندا إلى السعودية لحل الأزمة

عربي بوست
تم النشر: 2018/09/25 الساعة 15:12 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/09/25 الساعة 15:16 بتوقيت غرينتش
FILE PHOTO: Canadian Foreign Minister Chrystia Freeland takes part in a news conference at the Embassy of Canada in Washington, U.S., August 31, 2018. REUTERS/Chris Wattie/File Photo

قالت كريستيا فريلاند، وزيرة الخارجية الكنديةإنها تأمل لقاء نظيرها السعودي الأسبوع الجاري، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، لبحث الخلاف الدبلوماسي بين السعودية وكندا . وأدلت فريلاند بتصريحاتها بخصوص الأزمة السعودية الكندية خلال فعالية استضافها مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك.

وقالت فريلاند، الثلاثاء 25 سبتمبر/أيلول 2018، إنها على اتصال دائم مع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير المقرر أن يصل إلى نيويورك هذا الأسبوع لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بهدف تجاوز الخلاف السعودي الكندي .

وأضافت في فعالية استضافها مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك "أود الاعتراف بالجهد الكبير الذي يبذله… نأمل في اللقاء في نيويورك هذا الأسبوع وأعتقد أن هذا أمر جيد".

لكن فريلاند أوضحت أن كندا لن تغير موقفها الأساسي الذي كان سببا في الأزمة السعودية الكندية . ومن بين المعتقلين في السعودية الناشطة الحقوقية سمر بدوي التي يقضي شقيقها عقوبة بالسجن عشر سنوات. وتحمل زوجته وأبناؤه الجنسية الكندية.

وقالت "كندا ستدافع دائما عن حقوق الإنسان… نشعر بالتزام خاص تجاه النساء اللائي يناضلن من أجل حقوقهن في مختلف أرجاء العالم". وأضاف "كما نشعر بالتزام خاص تجاه الأشخاص الذين تربطهم صلة شخصية بكندا".

لقاء "الفرصة الأخيرة" لتجاوز الخلاف الدبلوماسي بين السعودية وكندا

وأفادت وكالة "بلومبرغ" أن كندا عرضت على السعودية عقد اجتماع بين وزيري خارجية الدولتين، كريستيا فريلاند وعادل الجبير، لبحث سبل تسوية الأزمة الدبلوماسية بين السعودية وكندا .

وذكرت الوكالة في تقرير نشرته، الجمعة 21 سبتمبر/أيلول، أن كندا "تمد غصن زيتون" إلى السعودية، لتفادي الأزمة الدبلوماسية طويلة الأمد، التي ألقت بتداعياتها على الشركات الكندية والطلاب السعوديين في الجامعات الكندية.

وأكدت الوكالة عدم إحراز أي تقدم في تسوية الأزمة السعودية الكندية ، ومن المتوقع أن يشهد هذا الأسبوع مؤشرات عمَّا إذا كان الخلاف سيستمر لفترة طويلة، أو يتمكن البلدان من احتوائه.

ونقلت الوكالة عن مسؤول حكومي كندي تأكيده أن أوتاوا تتطلع إلى عقد اجتماع بين فريلاند والجبير، على هامش الدورة المقبلة للجمعية العامة للأمم المتحدة، التي ستنطلق في نيويورك الأسبوع المقبل.

وحسب التقرير، سيوضع على المحكّ في هذا اللقاء، إن تمَّ، قرارُ السعودية بتجميد التعاون مع الشركات الكندية، التي تنفذ مشاريع في أراضي المملكة، وكذلك مصير التعاون بين الدولتين في المجال الطبي.

رغم الأزمة السعودية الكندية هناك "مصالح استراتيجية"

رغم وجود خلافات استراتيجية بين السعودية وكندا، بما في ذلك انتقاد الحكومة الكندية لسلوك السعودية في اليمن، وامتعاض السعودية من الدعم الكندي للاتفاق النووي الإيراني، ثمة مساحات من التوافق الاستراتيجي بين البلدين تفوق نقاط الاختلاف.

فلدى الدولتين رؤيتان متكاملتان لإنتاج النفط، وتمدّان بعضهما البعض بنسبةٍ جوهرية من السياح، كما أنهما شريكتان في مكافحة الإرهاب. وبحسب تقرير المعهد الأميركي، فإن تغريدة فريلاند التي تسببت في الأزمة السعودية الكندية ، ورد الفعل السعودي عليها كلاهما تفتقران إلى الحصافة الاستراتيجية، ولا يمكن اعتبارهما تحركين استراتيجيين، إذا ما أُخذ في الاعتبار أن كلتا الدولتين ستخسران على المستوى الاقتصادي.

ولكن ثمة طرقاً يمكن من خلالها فهم أسباب سير الأحداث إلى ما آلت إليه، إذا ما طبَّقنا نظرية جيرت هوفستيد للأبعاد الثقافية، وبناء عليها فإن الخلاف الدبلوماسي بين السعودية وكندا يمكن أن يُنظر إليها باعتبارها تتعلق بصدام القيم الوطنية بين البلدين.

عُرفت نظرية هوفستيد التي انتشرت في أول الأمر عام 1948، واستمد هوفستيد الإلهام بشأنها من تجربته الشخصية في الانتقال من هولندا إلى المملكة المتحدة.

وتعرف النظرية القيم الوطنية من خلال تقسيمها إلى ستة أبعاد مختلفة من الثقافة، يتم التعبير عنها في عددٍ من السلوكيات. ومن الناحية العملية، تسمح هذه النظرية بفحص السلوكيات وتحديد القيم الثقافية الدافعة لها. ثم بعد ذلك يمكننا بسهولة المقارنة بين قيم الدول وإدراك نقاط الاختلاف بينها (وكان المقصود من نظرية هوفستيد تحديد التوجهات السلوكية في المجموعات الكبيرة، وليس التكهن بالتصرفات المحددة للأفراد).