ادّعوا أن أجدادهم أيرلنديون واستخدموا بيانات مشردين.. هكذا حاول بن علي وعائلته الحصول على جوازات سفر مزورة

عربي بوست
تم النشر: 2018/09/25 الساعة 17:09 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/09/25 الساعة 17:09 بتوقيت غرينتش
Tunisian President Zine El Abidine Ben Ali flanked by his wife Leila (L) waves to wellwishers before delivering his speech at the start of the presidential election campaign on October 11, 2009 in Rades stadium near Tunis. Ben Ali, who looks set to be re-elected to a fifth consecutive term in 25 October elections, has brought economic growth to his north African country but has been widely criticised for his harsh stand on human rights. Ben Ali, 73, took power in a bloodless coup in 1987 ousting president-for-life Habib Bourguiba, the country's first head of state after Tunisia's independence from France in 1956, on the grounds that he was senile. AFP PHOTO FETHI BELAID (Photo credit should read FETHI BELAID/AFP/Getty Images)

يواجه الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي ، الجندي السابق -الذي فرَّ إلى المملكة العربية السعودية عام 2011 بعد اندلاع مظاهرات "الربيع العربي"- اتهاماتٍ بالاستعانة بمُزورٍ مُحترفٍ، ليحصل منه على "جوازات سفرٍ مزورة" تسمح زوجة الرئيس المخلوع ليلى بن علي وعائلته بالتحرك بحُرِّيةٍ في أوروبا.

وحسب تقرير لصحيفة The Irish Sun الأيرلندية، ما زال المحققون يحاولون معرفة ما إذا كان بعض أقرباء الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي قد استخدموا جوازات السفر الأيرلندية المزورة، للانتقال من تونس إلى بلدانٍ أخرى في الشرق الأوسط، بينما يقبع بن علي في المنفى.

ربما تكشف الصحيفة الأيرلندية عن تفاصيل التحقيق الذي يُجريه المكتب الوطني للتحقيقات الجنائية، بشأن الرئيس المخلوع بن علي البالغ من العمر 82 عاماً.

أفراد عائلة بن علي "جدودهم أيرلنديون"

فُضحت هذه الخطة حين اقتحمت قوات الشرطة الفرنسية شقةً في مدينة نيس الفرنسية، العام الماضي 2017، واكتشفت العشرات من وثائق السفر المزورة، ووجدوا اسم أحد أقرباء الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين على أحد تلك الجوازات.

ويعتقد المحققون في فرنسا أن المزور أعدَّ استماراتٍ مزورة مشابهة لتلك التي يصدرها مكتب جوازات السفر الأيرلندي ضمن عملية التزوير.

ومع أنَّ أفراد عائلة زين العابدين بن علي وزوجة الرئيس التونسي المخلوع ليلى بن علي تونسيون، استخدموا أسماءهم القانونية في جوازات سفرهم الأيرلندية زاعمين أن أجدادهم أيرلنديون.

واكتُشفت كذلك وثائق أخرى مزورةٌ -بينها شهادات ميلادٍ- أُعدت لتدعيم ادعائهم أنَّ لهم أصولاً أيرلندية.

وقد ظل المُزوِّر المُشتبه به قيد الاحتجاز بينما تستمر التحقيقات التي يقودها القضاء المحلي ويشترك فيها اليوروبول والإنتربول.

هذا وقد امتنع متحدثٌ باسم الشرطة الوطنية الأيرلندية عن التعليق قائلاً: "نحن لا نُعلق على أي تحقيقٍ جارٍ".

حاولت The Irish Sun الأيرلندية كذلك الاتصال بوزارة الشؤون الخارجية الأيرلندية بشأن هذا التحقيق، لكنَّها امتنعت عن التعليق أيضاً.

عملية احتيال متقنة لتوفير جوازات سفر مزورة

ومن جهةٍ أخرى، قال مصدرٌ مقيم في فرنسا للصحيفة الأيرلندية: "يبدو أننا أمام عملية احتيالٍ متقنة لتوفير جوازات سفرٍ مزورة لأقرباء زين العابدين بن علي". وأضاف: "طلبت الشرطة الفرنسية مساعدة الشرطة الأيرلندية بسبب اكتشاف جوازات السفر الأيرلندية".

واكتشف الجوازات ضباطٌ كانوا يُحققون في صلات بن علي بشبكات غسيل أموالٍ في أوروبا.

ورغم صلته بعملية التزوير، رفضت المملكة العربية السعودية تسليمه.

يُذكر أنَّ مذكرة اعتقالٍ دوليةً صدرت ضد بن علي في يناير/كانون الثاني من عام 2011 بعد اتهامه باختلاس الملايين من الشعب التونسي. وبينما كان في المنفى، حُكِم عليه وعلى زوجته غيابياً بالسجن لمدة 35 عاماً.

باستخدام بيانات مشردين للتقدم بطلبات الحصول على جوازات السفر

وفي أثناء ذلك، توصَّل محققو المكتب الوطني للتحقيقات الجنائية إلى الطريقة التي تستغل بها عصابة دانيال كيناهان المزور المتهم بالتعاون مع الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي ، أفراداً مُشرَّدين للتقدم بطلبات الحصول على جوازات السفر. واكتشف الضباط أنَّ العصابة كانت تدفع للواحد منهم 235 دولاراً ليستخدموا بياناته في وثائق السفر المزيفة. حتى أنهم وجدوا طلباً للحصول على جواز سفرٍ باسم شخصٍ يُقيم في نزلٍ.

وقد أُرسل الطلب لاحقاً لمكتب الجوازات في العاصمة الأيرلندية وعليه صورةٌ لأحد أفراد العصابة. وتعرف المحققون على بعض الأسماء التي وردت في جوازات السفر تلك، ووُزِّعت بياناتهم على اليوروبول.

وقال كبير المحققين في المكتب الوطني للتحقيقات الجنائية جورج كين لصحيفة The Irish Sun: "تلك تحقيقاتٌ كبيرةٌ نُديرها ونُنظمها بمنتهى الفاعلية والكفاءة. ونعمل كذلك بالتعاون مع شركائنا بالخارج".