طرد 150 راكباً من طائرة بسبب رئيس دولة عربية!.. الرئاسة لم تعتذر، وتبرر: يحدث ذلك دائماً

عربي بوست
تم النشر: 2018/09/24 الساعة 18:17 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/09/24 الساعة 19:14 بتوقيت غرينتش
القادة العرب في القمة 2018/ رويترز

تم إنزال 150 راكباً من طائرة متوجهة من بيروت إلى القاهرة بسبب الرئيس اللبناني ميشال عون الذي كان متوجهاً إلى الأمم المتحدة لحضور الاجتماع السنوي للمنظمة الدولية.

ونقلت صحيفة "الجمهورية" اللبنانية، على لسان مصادر في مطار بيروت لم تسمها، أنه "قبل ساعات من إقلاع الطائرة التي كانت ستقلُّ الرئيس عون مع الوفد المرافق إلى نيويورك، وبعدما تم تزويدها بالوقود لإتمام الرحلة من دون توقف، حضر ضباط من القصر الجمهوري إلى المطار، طالبين حجز طائرة ثانية وتزويدها بالوقود لإتمام الرحلة أيضاً كاملةً إلى نيويورك، وحجتهم أنه في حال حصول أي طارئ مع الطائرة الأولى فعندها بإمكان الرئيس أن يستخدم الطائرة الثانية، علماً أن حدوث مثل هذا الطارئ -في حال حدوثه- لا يستلزم أكثر من 40 دقيقة للانتقال من طائرة إلى أخرى وتزويدها بالوقود الكافي".

وبحسب المصادر ذاتها، فإن شركة طيران الشرق الأوسط استجابت لهذا الطلب، وتم حجز الطائرة الثانية، التي كانت مخصصة لنقل مسافرين إلى القاهرة، وتمت تعبئتها بالوقود اللازم لرحلة نيويورك.

وأشارت المصادر إلى أن "الرحلة الرئاسية أقلعت بالطائرة الأولى، وكان من المستحيل إقلاع الطائرة الثانية إلى القاهرة وهي محملة بهذه الكمية من الوقود، ما اضطر المسافرين إلى القاهرة على متن (الميدل إيست) إلى الانتظار 6 ساعات ريثما تم تأمين طائرة أخرى لهم، في وقت بدأت فيه عملية إفراغ الطائرة الثانية من الوقود، وهي عملية تستغرق نحو 3 ساعات".

وذكرت إدارة "طيران الشرق الأوسط" أن "الأمر كان خارجاً عن إرادتها، وأعلنت أنها بذلت قصارى جهدها من أجل تأمين سفر الركاب على متن رحلة مسائية أخرى إلى وجهتهم المقصودة"، في حين قدَّمت اعتذارها للمسافرين على متن الرحلة 305.

وغادر عون إلى نيويورك؛ لرئاسة وفد لبنان في افتتاح أعمال الدورة الثالثة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، وضم الوفد الرسمي وزير الخارجية جبران باسيل، ومندوبة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة وسفير لبنان في واشنطن، بالإضافة إلى وفد إعلامي كبير.

وكشفت صحيفة "الجمهورية" أن الوفد المرافق لعون، بالإضافة إلى الوفد الرسمي، يتألف من نحو 50 شخصاً.

ويضم وفده مستشارين ومرافقين وإداريين وأمنيين، بالإضافة إلى زوجته وابنته، وقائد الحرس الجمهوري وطبيبه الخاص ومسؤول المراسم والعلاقات العامة، وأكثر من 25 من رجال الأمن.

ويثير موضوع سفر المسؤولين اللبنانيين إلى الخارج وإنفاقهم مبالغ ضخمة من خلال استخدامهم موارد الدولة، جدلاً وانتقاداً شديداً في البلاد.

ولم تهدأ شبكات التواصل الاجتماعي في لبنان منذ يوم الأحد 23 سبتمبر/أيلول 2018، فانتشرت عبارة "العهد القوي"، وهو ما يُدلّل به مؤيدو التيار الوطني الحرّ (يرأسه وزير الخارجية جبران باسيل، صهر الرئيس اللبناني، وخَلَفه في الحزب) على عهد رئاسة عون للجمهورية اللبنانية، بكثافة على "فيسبوك" و"تويتر".

ويعتبر ناشطون أن القيادات اللبنانية تنفق مئات الآلاف من الدولارات في أنشطتها الرسمية الخارجية، ما يعد هدراً كبيراً من خزينة الدولة، التي تعاني عجزاً ومديونية عالية.

وفي أبريل/نيسان 2018، وفي أثناء انعقاد مؤتمر "سيدر" الاقتصادي لدعم لبنان، تعرَّض الوفد اللبناني المشارك لانتقادات في الشارع اللبناني؛ على خلفية حضور الوفد الرسمي المؤتمر في باريس بطائرات خاصة، في حين حضرت وفود الدول الدائنة للبنان ببطاقات سفر من الدرجة الاقتصادية.

وعلى أثر الجدل الذي أثارته الحادثة، أصدرت الرئاسة اللبنانية بياناً أقرَّت فيه بصحتها، معتبرة أن "الإجراءات هي نفسها التي تُتَّخذ دائماً عند سفر رؤساء الجمهورية منذ عشرات السنين".

وقالت إن "أي خلل يتعلق برحلات الطائرات وتوقيتها تتحمل مسؤوليته الجهة المعنيَّة بتنظيم حركة الطائرات.. فاقتضى التوضيح".