خلافاً لما كان متوقع.. موسكو تعلن فجأة: سنرسل نظام إس-300 إلى سوريا خلال أسبوعين

عربي بوست
تم النشر: 2018/09/24 الساعة 09:17 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/09/24 الساعة 13:22 بتوقيت غرينتش
الرئيس الروسي بوتين وبشار الأسد / أرشيفية

أعلنت روسيا الإثنين 24 سبتمبر/أيلول 2018، أنها ستعزز الدفاعات الجوية لحليفتها سوريا بعدما أُسقطت الأسبوع الماضي طائرة روسية من طريق الخطأ، في حادثة حمّلت موسكو مسؤوليتها لمناورة إسرائيلية "متعمّدة"، ما قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة مع الدولة العبرية.

وبعد أسبوع من إسقاط الدفاعات الجوية السورية من طريق الخطأ طائرة إليوشين-20 روسية فوق البحر المتوسط في حادثة أدت إلى مقتل 15 عسكرياً روسياً، صعّد الكرملين خطابه تجاه الدولة العبرية التي كانت تشن تزامناً مع الحادثة غارات على شمال غرب سوريا، ولم تأل جهداً لمحاولة إقناع موسكو بحسن نيتها.

وفي خطاب متلفز شرح وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الإجراءات التي قررتها موسكو لتعزيز الدفاعات الجوية السورية.

لردع المتهورين

وقال شويغو "لدينا اقتناع بأن وضع هذه الإجراءات قيد التنفيذ سيردع المتهورين عن القيام بأفعال تهدد سلامة جنودنا"، وإلا فإننا "سنرد بالشكل المناسب".

وأعلن الجيش الروسي الإثنين أن روسيا ستسلم الجيش السوري منظومة صواريخ الدفاع الجوي إس-300 الحديثة خلال أسبوعين. وكان قرار تسليم هذه المنظومة اتّخذ في 2010 لكنه لم ينفّذ بسبب معارضة إسرائيل، التي تقيم علاقات جيدة مع روسيا.

وأكد شويغو أن هذه المنظومة "قادرة على اعتراض طائرات على بعد أكثر من 250 كلم وقادرة على ضرب أهداف جوية عدة في آن واحد".

وتتولى القوات الروسية حالياً تشغيل صواريخ إس-300 المنتشرة قرب القاعدة البحرية في طرطوس، وصواريخ إس-400 الاكثر تطوراً المنتشرة في محيط قاعدة حميميم الجوية في غرب سوريا.

وقال وزير الدفاع الروسي إن "الملاحة عبر الأقمار الاصطناعية ورادارات الطائرات وأنظمة اتصالات الطائرات الحربية التي تهاجم أهدافاً أرضية ستتعرض للتشويش في المناطق المحاذية لسوريا في البحر المتوسط".

والإثنين، أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حليفه الرئيس السوري بشار الأسد بهذه الإجراءات خلال محادثة هاتفية هي الأولى بينهما منذ إسقاط الطائرة الروسية من طريق الخطأ.

 "ليست موجهة ضد أي بلد"  

تشكل هذه التوترات مثالاً على مدى تعقيد النزاع الذي اندلع في 2011 في سوريا التي باتت مسرحاً لتدخل دول عدة أحياناً متناقضة المصالح من القوى الغربية إلى إيران مروراً بتركيا.

وتحمّل موسكو إسرائيل مسؤولية إسقاط الدفاعات السورية لطائرتها مؤكدة أن الجيش الإسرائيلي لم يبلغها بتنفيذ مقاتلاته غارات على اللاذقية إلا قبل دقيقة واحدة من شنها، وأن الطائرات الإسرائيلية استخدمت الطائرة الروسية "غطاء" لها لتفادي الصواريخ السورية، لكن إسرائيل تنفي ذلك.

والأحد أكد الجيش الإسرائيلي أن مقاتلاته "لم تختبئ خلف أي طائرة وأنها كانت في المجال (الجوي) الإسرائيلي عندما أُسقطت الطائرة الروسية".

والإثنين قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف "بحسب معلومات خبرائنا العسكريين، فإن السبب هو تصرف متعمّد من الطيارين الإسرائيليين، وهذا الأمر لا يمكنه إلا أن يضرّ بعلاقاتنا" مع إسرائيل.

واضاف أن "الطائرة (الروسية) لم تسقط بصاروخ إسرائيلي، والحمد لله. إلا أن تصرف الطيارين الإسرائيليين" هو ما سمح بوقوع الحادثة.

وأكد المتحدث أن قرار تسليم سوريا صواريخ إس-300 "ليس موجهاً ضد أي بلد، بل (اتخذ) دفاعاً عن جنودنا" في سوريا.

ومنذ 2015 تنشر روسيا قوات في سوريا دعماً لنظام الأسد، وهو ما سمح له باستعادة قسم كبير من أراضي البلاد.

ويشكل إسقاط الطائرة الروسية أخطر حادثة تشهدها آلية "الخط الساخن" التي تم التوصل إليها في 2015 لتجنب حصول مواجهات روسية-إسرائيلية في سوريا.

وفي محاولة لسحب فتيل الأزمة توجه قائد سلاح الجو الإسرائيلي شخصيا إلى موسكو لتقديم أدلة تبرئ بلاده من الحادثة.

وكثفت إسرائيل وتيرة غاراتها على أهداف للنظام في سوريا ولا سيما شحنات أسلحة تقول إنها موجّهة لحزب الله، وعلى أهداف إيرانية.

تحميل المزيد