«سلوككم ناكر للجميل وجاحد تماماً»..روسيا تتهم إسرائيل بنسيان خدماتها في سوريا بعدما تسببت في إسقاط الطائرة

عربي بوست
تم النشر: 2018/09/24 الساعة 16:43 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/09/24 الساعة 16:46 بتوقيت غرينتش
بوتين ونتنياهو-رويترز

تجددت التوترات بين روسيا وإسرائيل أمس الأحد 23 سبتمبر/أيلول بعدما وجَّهت وزارة الدفاع الروسية نقداً شديداً للدور الإسرائيلي في إسقاط الطائرة الروسية في سوريا الأسبوع الماضي، بالرغم من الجهود السابقة لتهدئة الخلاف

ومع الإعلان عن نتائج تحقيقٍ أُجري حول الحادث، الذي أسقط فيه صاروخٌ سوري مضاد للطائرات طائرةً روسيةً من طراز IL-20 في 17 سبتمبر/أيلول أثناء غارة جوية إسرائيلية، نقلت صحيفة The Washington Post الأميركية عن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسي، اللواء إيغور كوناشينكوف، قوله إنَّ أفعال الطيارين المقاتلين الإسرائيليين أظهرت "افتقاراً للاحترافية، أو إهمالاً جنائياً، على أقل تقدير".

وقُتِل 15 من أفراد الخدمة الروس الذين كانوا على متن الطائرة، لتكون واحدةً من أكبر الخسائر التي تتعرض لها القوات النظامية الروسية في حادثة واحدة منذ تدخُّل الجيش الروسي في الحرب السورية قبل ثلاث سنوات.

قال كوناشينكوف إنَّ إسرائيل، بعدم منحها إخطاراً كافياً بنيتها تنفيذ هجوم على المنطقة التي تقع في محيط قاعدة حميميم العسكرية، وهي القاعدة الروسية الرئيسية في سوريا، قد انتهكت الاتفاقات الروسية الإسرائيلية الرامية لمنع الصدام بين عملياتهما الجوية في سوريا. وقال إنَّ مقاتلة إسرائيلية استخدمت الطائرة لروسية كغطاء لها، ومن ثمَّ تعريضها للنيران السورية المضادة للطائرات.

تصعيد جديد بين إسرائيل وموسكو بسبب إسقاط الطائرة الروسية في سوريا

ووصف المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسي، اللواء إيغور كوناشينكوف السلوك الإسرائيلي بـ"الجاحد تماماً" في ضوء التدابير التي اتخذتها روسيا في سوريا لتلبية المتطلبات الإسرائيلية، بما في ذلك -حسب كلماته- نقل القوات الإيرانية بعيداً عن حدود هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل، وتسيير الدوريات الروسية في المنطقة.

ردَّت إسرائيل ببيانٍ يطعن في نتائج التحقيق الروسي، وقالت إنَّها قدمت لروسيا فعلاً رواية مفصلة بشأن الحادث تُظهِر أنَّ إسرائيل تحرَّكت في حدود الاتفاقات الروسية الإسرائيلية.

وادَّعت إسرائيل أيضاً الأسبوع الماضي أنَّ طائراتها عادت إلى المجال الجوي الإسرائيلي بعدما أطلقت الصواريخ.

وأضاف البيان أنَّ إسرائيل ستواصل غاراتها في سوريا حين تختار ذلك، لمجابهة ما وصفته بـ"محاولات إيران المستمرة لترسيخ أقدامها في سوريا وتسليح منظمة حزب الله الإرهابية بالأسلحة القاتلة والدقيقة". وأضاف البيان أنَّ إسرائيل ستواصل أيضاً اتخاذ "كافة الإجراءات الضرورية" لضمان أمن وسلامة القوات الروسية.

على الرغم من نفي الرئيس الروسي أن تكون إسرائيل مسؤولة عن إسقاط الطائرة

جاءت الانتقادات التي وجَّهتها روسيا أمس الأحد على النقيض من تقديرٍ قدَّمه الأسبوع الماضي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أفاد بأنَّ قصف الطائرة يُعزى إلى "سلسلة من الظروف العَرَضية المأساوية"، وليس بسبب أي أخطاء من جانب إسرائيل.

في محاولاته لتخفيف التوترات، ألمح بوتين إلى أنَّ العلاقات الروسية مع إسرائيل مهمة جداً بما لا يسمح بتعريضها للخطر، وذلك على الرغم من مقتل الجنود.

وأدَّى تكرار وزارة الدفاع الروسية لمزاعمها بأنَّ إسرائيل كانت ضالعة في الحادث إلى إثارة تساؤلات حول صمود التفاهم القائم بينهما، والذي بموجبه تساهلت روسيا مع عديد من الغارات الإسرائيلية ضد أهداف في سوريا يُزعَم أنَّها مرتبطة بإيران وميليشيا حزب الله اللبناني، بالرغم من تحالفات موسكو الوثيقة مع دمشق وطهران.

ولم تُقدِّم روسيا أي مؤشرات على أنَّها تخطط لاتخاذ أي إجراء ضد إسرائيل. لكنَّ اعتراض موسكو على النسخة الإسرائيلية لرواية الأحداث فاجأ إسرائيل على ما يبدو، بعدما بدا أنَّ المسألة جرت تسويتها الأسبوع الماضي، وأثار تساؤلاً حول ما إذا كانت روسيا من الممكن أن تُحجِّم حرية إسرائيل في المناورة داخل سوريا مستقبلاً.

وضع الحادث الكرملين أيضاً في موقف صعب. إذ إنَّ الاعتراف بمسؤولية سوريا عن مقتل 15 من جنودها يمكن أن يُسلِّط ضوءاً أكثر بهتاناً على التحالف الروسي مع الرئيس السوري بشار الأسد، في خضم التحديات السياسية التي تواجه بوتين وعدم الارتياح في الرأي العام الروسي حول انخراط موسكو في سوريا.

على الجانب الآخر، يحمل إلقاء اللوم على إسرائيل بعض المخاطر؛ إذ صوَّر بوتين إسرائيل باعتبارها شريكاً أساسياً، فضلاً عن أنَّ المسؤولين الروس يشيرون إلى علاقته الوثيقة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باعتبارها مثالاً ممتازاً على تنامي النفوذ الروسي في الشرق الأوسط.