تبنى داعش الهجوم على الأهواز، لكن طهران تصرُّ على أن جهة أخرى هي المنفذة.. مسؤول إيراني يوضح لـ«عربي بوست» سبب موقف الحكومة

عربي بوست
تم النشر: 2018/09/22 الساعة 13:54 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/09/22 الساعة 13:57 بتوقيت غرينتش
هجوم على الجيش الإيراني-رويترز

كشف الدكتور محمد علي ميرزائي، المستشار الثقافي بالسفارة الإيرانية في بيروت سابقاً رئيس مركز المصطفى للتنمية الفكرية الإيراني، أن تنظيم الدولة "داعش" لا يستطيع دخول الأراضي الإيرانية لتنفيذ عمليات انتحارية. وأنه لا يستطيع تنفيذ هجوم على الحرس الثوري الإيراني

وقال في تصريحات خاصة لـ"عربي بوست": "داعش ليس لها مصداقية، فهي تحاول استغلال الأحداث وتنسبها لنفسها، ولذلك فبيانها بشأن تبني العملية التي تمت في منطقة الأهواز في جنوب غرب إيران غير حقيقي".

وكان تنظيم داعش قد أعلن مسؤوليته عن الهجوم الذي استهدف عرضاً عسكرياً في مدينة الأهواز في جنوب غرب إيران وأسفر عن مقتل 24 شخصاً وإصابة عشرات آخرين.

وقال التنظيم في بيان له على موقع وكالة "أعماق" عبر حسابات الجهاديين على تطبيق تليغرام: "انغماسيون من الدولة الإسلامية يهاجمون تجمعاً للقوات الإيرانية في مدينة الأحواز جنوب إيران".

داعش ليس المسؤول عن العملية التي تمت في الأهواز

المسؤول الإيراني السابق والأكاديمي علي ميرزائي استطرد القول: "إن حركة النضال العربي لتحرير الأحواز هي التي قامت بالعملية الانتحارية ضد العرض العسكري الإيراني، وهي جماعة لها علاقات بتنظيم داعش".

وقال متحدث باسم حركة النضال العربي لتحرير الأحواز، وهي جماعة عربية مناهضة للحكومة الإيرانية، لرويترز إن المنظمة التي تنضوي حركته تحت لوائها مسؤولة عن هجوم اليوم السبت على عرض عسكري في مدينة الأهواز جنوب غربي إيران.

وأكد المتحدث يعقوب حر التستري أن منظمة المقاومة الوطنية الأحوازية، التي تضم عدداً من الفصائل المسلحة، هي المسؤولة عن الهجوم.

وأشار ميرزائي إلى أن الجماعة الأهوازية استغلت الأوضاع في إيران، سياسياً واقتصادياً، وقامت بتنفيذ العملية لتأليب الرأي العام على الحكومة والرئيس حسن روحاني.

واستبعد المسؤول الإيراني السابق أن يؤثر ذلك على شعبية الرئيس حسن روحاني، فالحالة الأمنية في إيران تعتبر الأفضل بالنسبة لكل الدول في المنطقة.

حصيلة القتلى في العرض العسكري وصلت 24 قتيلاً

كانت وكالات أنباء إيرانية رسمية قالت إن مسلحين أطلقوا النار على عرض عسكري في جنوب غرب إيران اليوم السبت وقتلوا 24 شخصاً، نصفهم من الحرس الثوري، في واحدة من أسوأ الهجمات على هذه القوات.

وقال التلفزيون الرسمي إن الهجوم، الذي سقط فيه أيضاً أكثر من 60 مصاباً، استهدف منصّة احتشد فيها المسؤولون لمتابعة حدث يقام سنوياً بمناسبة ذكرى بدء الحرب العراقية الإيرانية التي دارت من عام 1980 إلى عام 1988.

ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء عن مصدر مسؤول لم تذكر اسمه قوله: "هناك عدد من الضحايا غير العسكريين بينهم نساء وأطفال جاؤوا لمشاهدة العرض".

وقال البريجادير جنرال أبوالفضل شكارجي، وهو متحدث كبير باسم القوات المسلحة الإيرانية، للتلفزيون الرسمي: "قتل ثلاثة إرهابيين في الموقع وتوفي رابع في المستشفى".

ويوجه الهجوم الدامي ضربة للأمن في إيران التي تشهد استقراراً نسبياً مقارنة بدول عربية مجاورة تواجه اضطرابات منذ انتفاضات عام 2011 التي وقعت في أنحاء مختلفة بالشرق الأوسط.

وألقى التلفزيون الرسمي اللوم على "عناصر تكفيرية"، في إشارة إلى متشددين من السنة، في الهجوم الذي وقع في مدينة الأهواز بوسط إقليم خوزستان التي شهدت احتجاجات متفرقة للأقلية العربية في إيران.

وقال متحدث عسكري إيراني إن المسلحين تدربوا على يد دولتين عربيتين خليجيتين ولهم صلات بالولايات المتحدة وإسرائيل.

وأوضح شكارجي لوكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية: "هؤلاء الإرهابيون تم تدريبهم وتنظيمهم من قبل دولتين خليجيتين".

وأضاف: "إنهم ليسوا من داعش أو جماعات أخرى تحارب النظام الإسلامي (الإيراني)، لكنهم على صلة بأميركا والموساد".

وستسعى إيران جاهدة لتحديد دوافع هجوم اليوم السبت في وقت تواجه فيه ضغطاً أميركياً متصاعداً، بعد أن قرر الرئيس دونالد ترمب في مايو/أيار سحب بلاده من الاتفاق النووي الدولي الذي أبرم مع إيران عام 2015 وأعاد فرض عقوبات عليها في مسعى لعزلها.

وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن ترمب سيفشل في مواجهته مع إيران مثلما فشل الرئيس العراقي صدام حسين، مشيراً إلى الحرب التي دارت في الثمانينيات بين إيران والعراق، وتعهد بألا تتخلى طهران عن صواريخها.

يذكر أن قيادات إيرانية سياسية وعسكرية كبيرة كانت حاضرة العرض العسكري لحظة بدء الهجوم على العرض العسكري في الأحواز جنوب إيران، حيث حضر ممثل مرشد الثورة الإيرانية وإمام جمعة الأحواز آية الله محمد موسوي جزايري، وأثناء الهجوم حاول أحد الحراس الشخصيين إخلاءه من المكان.

علامات:
تحميل المزيد