ماكرون يزعج الجزائريين.. منح أكبر رتبة تكريم لـ«حركيين» قاتلوا مع فرنسا ضد الثورة في حرب التحرير

عربي بوست
تم النشر: 2018/09/21 الساعة 08:31 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/09/21 الساعة 08:31 بتوقيت غرينتش
French President Emmanuel Macron speaks to the media as he arrives for the informal meeting of European Union leaders in Salzburg, Austria, September 20, 2018. REUTERS/Lisi Niesner

قرر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تكريم "حركيين"، وهم مقاتلون جزائريون سابقون، حاربوا في صفوف الجيش الفرنسي خلال حرب تحرير الجزائر خلال عامي (1954-1962).

ورفّع ماكرون بموجب مرسوم نُشر في الجريدة الرسمية، اليوم الجمعة 21 سبتمبر/أيلول 2018، ستة حركيين سابقين، ومؤسسة جمعية لهم إلى درجة جوق الشرف برتبة فارس، أعلى رتبة تكريم تمنحها الدولة الفرنسية.

كما تم ترفيع أربعة أشخاص إلى درجة الاستحقاق الوطني برتبة ضابط  و15 آخرين إلى رتبة فارس وغالبيتهم ممثلون لجمعيات أو هيئات.

ويأتي التكريم قبل بضعة أيام على اليوم الوطني للحركيين المصادف في 25 أيلول/سبتمبر الجاري، في خطوة تزعج جزائريين ينظرون بسلبية إلى أبناء بلدهم الذين تعاونوا يوماً ما مع الاستعمار، حسبما يقولون.

الحركيون الجزائريون في وجه الاتهامات بالعمالة

وكانت فرنسا استقبلت بعد حرب الجزائر نحو 60 ألف جزائري تم تجنيدهم في صفوف الجيش الفرنسي بعد توقيع اتفاق سلام مع الجزائر. إلا أنها تخلت عن 55 إلى 75 ألفاً آخرين بحسب المؤرخين، تعرضوا لعمليات انتقام دامية من قبل قوميين كانوا يعتبرونهم خونة.

وخدم عشرات الآلاف من الجزائريين في صفوف الجيش الفرنسي، وينظر الجزائريون إلى "الحركيين" باعتبارهم "خونة" وعملاء للاستعمار الفرنسي، بحسب ما ذكرته هيئة الإذاعة البريطانية BBC.

وهنالك نوعان من "الحركيين الجزائريين"، الأول وهم من الجزائريين الذين كانوا مجندين في صفوف الجيش الفرنسي إبان الثورة الجزائرية، واستعملتهم فرنسا من أجل قمع الجزائريين الثائرين والتجسس عليهم، حيث إبان انطلاق الثورة التحريرية كانوا ملزمين بإتمام الخدمة الوطنية في الجيش الفرنسي.

والفئة الثانية هم مجموعة من الجزائريين اختاروا الانضمام إلى الجيش الفرنسي طواعية، أي دون إكراه وكان معظمهم قد شارك في الحرب العالمية الأولى أو الثانية أو حرب الهند الصينية إلى جانب فرنسا.

فرنسا استجابت لمطالبهم

وكانت مجموعة عمل شكّلها ماكرون دعت في تموز/يوليو إلى تشكيل "صندوق للتعويض والتضامن" بقيمة 40 مليون يورو لهؤلاء المقاتلين السابقين وأبنائهم. لكن هذا المبلغ أدنى بكثير من مطالب الجمعيات.

وفي مطلع سبتمبر/أيلول الجاري دعا ممثلون عن الحركيين ماكرون إلى تعويض عن الأضرار التي تعرضوا لها في نهاية حرب الجزائر، وذكروه بالدعم الذي قدموه له في العام 2017 مهددين برفع دعوى ضد الحكومة الفرنسية بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.

وبعدها ببضعة أيام، جددت لجنة الاتصال الوطني للحركيين رغبتها في المضي "حتى النهاية" ورفع قضيتها أمام المحاكم الدولية ما لم تحصل على ردّ مرضٍ من الحكومة الفرنسية.

ويأتي قرار التكريم بعيد مبادرة حملت رمزية عالية لماكرون، عندما تقدم في أواسط أيلول/سبتمبر بالاعتذار من أرملة موريس أودان الناشط الشيوعي الذي مات تحت التعذيب وكان ضحية "النظام الذي أقامته فرنسا آنذاك في الجزائر" على حد تعبير الرئيس.

علامات:
تحميل المزيد