ترمب يريد استعراض دعمه للأمير بن سلمان في مجلس الأمن، لكن غياب “النووي الإيراني” قد يمنع حضور السعودية

عربي بوست
تم النشر: 2018/09/21 الساعة 14:48 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/09/21 الساعة 17:14 بتوقيت غرينتش
FILE PHOTO: U.S. President Donald Trump shakes hands with Saudi Arabia's Crown Prince Mohammed bin Salman in the Oval Office at the White House in Washington, U.S. March 20, 2018. REUTERS/Jonathan Ernst/File Photo

قالت مصادر مطلعة إنَّ الإدارة الأميركية تدرس إمكانية إلقاء الزعيم السعودي الشاب، ولي العهد الأمير محمد بن سلمان كلمة في اجتماع مجلس الأمن الدولي الذي تستضيفه الولايات المتحدة الأسبوع المقبل، وذلك في مظهرٍ من مظاهر دعم الرئيس الأميركي دونالد ترمب القوي للسعودية.

لكن، يقول تقرير شبكة CBS News الأميركية، الآن بعدما تخلَّت أجندة الولايات المتحدة عن التركيز حصراً على إيران، سيكون تدبُّر إتمام هذا الاستعراض الدبلوماسي أمراً صعباً.

تغيير في البرنامج "يمنع" بن سلمان من حضور اجتماع مجلس الأمن الدولي

كانت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي قد أعلنت في البداية أنَّ دونالد ترمب سيستضيف اجتماعاً لمجلس الأمن الدولي حول "التصدي لانتهاكات إيران للقانون الدولي" وإجراءاتها لزرع البلبلة في المنطقة. لكن أُدخِلَ على الاجتماع بعدها بعض التغيير ليُركِّز بشكلٍ أوسع على مكافحة الانتشار النووي.

وقد كتبت إدارة ترمب مذكرة موجزة، حصلت شبكة CBS News عليها، تقول فيها: "إنَّ الغرض من هذا الاجتماع هو مناقشة أفضل السبل التي يمكن لمجلس الأمن من خلالها تنفيذ القرارات التي يتبناها، والتي تستند إلى القانون الدولي المتعلق بأسلحة الدمار الشامل، بغرض مكافحة انتشار واستخدام أخطر أسلحة العالم".

وتتولى إدارة دونالد ترمب زمام الأمور في ما يخص جدول أعمال الاجتماع، لأن الولايات المتحدة هي التي تترأس المجلس هذا الشهر. كان الرئيس أوباما هو الآخر قد استغل الفرصة في وقتٍ سابق لقيادة المناقشات حين جاء الدور على الولايات المتحدة لترأس المجلس، وهو الدور الذي ينتقل بالتناوب بين جميع الدول الأعضاء.

وأيضاً لتجنب مواجهة بين دونالد ترمب وحسن روحاني

وكانت إيران لتحصل على مقعد، وصوت، على طاولة اجتماع مجلس الأمن الدولي في حال ظلت بؤرة التركيز. لكنَّ هذا لن يحدث الآن، لأنَّ مسؤولي الإدارة أرادوا تجنُّب مواجهة محتملة بين ترمب ونظيره الإيراني حسن روحاني. والآن يقولون إنَّ دونالد ترمب سيكون لديه الآن مُتنفَّس أكبر، وسيتجنَّب، نظرياً، التعرُّض للانتقاد على الساحة العالمية بسبب خروجه من الاتفاق النووي مع إيران.  

يقول إيلان غولدنبرغ، مدير برنامج أمن الشرق الأوسط في مركز الأمن الأميركي الجديد: "قطعاً من الأفضل المضي قدماً باتجاه شيء أكثر عمومية في مجال منع الانتشار النووي. لأنَّه بخلاف ذلك، كانت الإدارة ستضع نفسها في مواجهة مع بقية أعضاء مجلس الأمن، حرفياً. وهو ما كان سيجعل الرئيس عرضة للانتقادات العنيفة".

ما يجعل مسألة تواجد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أكثر تعقيداً

لكن التخلي عن فكرة جعل إيران نقطة تركيز للاجتماع يجعل إيجاد دور للمملكة العربية السعودية، وهي ليست عضواً في مجلس الأمن، أكثر تعقيداً من الناحية اللوجستية. ففي اجتماعات مجلس الأمن الدولي ، يُسمَح بالمشاركة لتلك الدول التي قد تتأثر بالمباحثات، وكان منح ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مقعداً على طاولة المجلس سيكون مُبرَّراً في حال ظلَّت إيران هي موضوع التركيز الأساسي للولايات المتحدة .

لكن إحدى الطرق الأخرى الممكنة لتبرير وجود السعودية ممثلة في ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على طاولة اجتماع مجلس الأمن الدولي هو تطوير البلاد حالياً لبرنامج نووي مدني، والذي قد تكون له تطبيقات في الصناعات الطبية والزراعية وفي مجالات أخرى.

قالت كاتي توب، وهي محللة سياسات في مؤسسة التراث الأميركية، وهي مركز أبحاث أميركي: "أعتقد أنَّ حضورهم الاجتماع سيكون أمراً رائعاً"، موضحةً أنَّ بإمكانهم زيادة شفافيتهم أكثر بهذه الطريقة. وأضافت: "يسعى السعوديون إلى تصوير أنفسهم باعتبارهم مستخدمين على قدر المسؤولية للتكنولوجيا النووية السلمية. فهم يحاولون إظهار أنفسهم كنقيض لإيران".

فهل تُمنح الفرصة للأمير محمد بن سلمان لحضور الاجتماع؟

حتى الآن، لم تُدعَ السعودية ولا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان للمشاركة في المباحثات. وعندما سُئِل دبلوماسي في مجلس الأمن عن إمكانية دعوة دولة أخرى للتحدث في الاجتماع، أوضح أنَّه "من الناحية النظرية" يمكن أن يحدث ذلك، لكنَّه غير متأكد أنَّ ذلك سيحدث.

خلال الاجتماع، سيبقى دونالد ترمب متطلعاً لتسليط الضوء على إيران، رغم أنَّ التركيز الأوسع على عدم الانتشار النووي سيتناول كوريا الشمالية أيضاً. إذ لم يتوقف ترمب طوال فترة رئاسته عن انتقاد إيران، المنافس الإقليمي لكلٍ من الولايات المتحدة والسعودية.

مع العلم أن الخوف أكبر من ردة فعل دونالد ترمب

لكن حتى بعد تفادي وابل من الانتقادات المحرجة بسبب خروجه من الاتفاق النووي الإيراني، يقول بعض الخبراء إنَّ وضع دونالد ترمب في موقع قيادة الجلسة لا يزال محفوفاً بالمخاطر.

ويوضح غولدبرغ: "أخشى أن يكون لديه تصوُّر أنَّ هذا واحد من اجتماعات حكومته حيث يقول الجميع أشياء لطيفة عنه فيما يتوزَّعون في أرجاء الغرفة وهو يتولى قيادة الجلسة. ذلك لن يحدث في هذا السيناريو. إنَّني أتوقع رؤية صورة غاضبة لترمب وهو يجلس طاوياً ذراعيه في اجتماع مجلس الأمن الدولي ".

ويضيف: "لكن إن بدأ فعلياً في مقاطعة المتحدثين وكسر البروتوكول وبات يرد على ما يُقال أو خرج غاضباً بشدة وبدأ بالتغريد على تويتر، فإنَّ هذه ستكون نتيجة سيئة، وليست إلا رسالة أخرى على مدى إثارة الرئيس للنظام الدولي".