قال مسؤول عسكري إسرائيلي، اليوم الجمعة 21 سبتمبر/أيلول 2018، إن إسرائيل قدمت إلى موسكو برهاناً على أنها غير مسؤولة عن إسقاط طائرة روسية في سوريا.
وكان الجيش الروسي أعلن، الثلاثاء 18 سبتمبر/أيلول 2018، أن الدفاعات الجوية السورية أَسقطت طائرة له أثناء تحليقها يوم الإثنين الماضي في غرب سوريا، مُحمّلاً إسرائيل مسؤولية الحادث بسبب "استفزازاتها المعادية"، وعدم إبلاغها الجانب الروسي مسبقاً بعملية نفذتها في اللاذقية.
لكن المسؤول العسكري الإسرائيلي قال لمجموعة من الصحافيين، شريطة عدم ذكر اسمه: "أثبتنا كيف أن النيران السورية الهوجاء المضادة للطائرات كانت السبب المباشر في إصابة الطائرة الروسية".
وأضاف المسؤول: "فتحوا النار بشكل أهوج وغير مسؤول ويفتقر للاحترافية بعد وقت طويل من اختفاء طائراتنا من المكان"، بحسب ما نقلته وكالة رويترز.
وأمس الخميس، أعلنت إسرائيل أنها سترسل وفداً برئاسة قائد سلاح الجو الجنرال أميكام نوركين إلى موسكو، لتوضيح ملابسات إسقاط الدفاعات الجوية السورية، عن طريق الخطأ، الطائرة الروسية.
وأعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن "حُزنه" لهذه الحادثة التي تسببت بمقتل 15 عسكرياً كانوا على متن الطائرة، عارضاً عليه المساعدة في التحقيق، خلال اتصال هاتفي أجراه معه الثلاثاء.
وخفض بوتين من جانبه من حدة النبرة التي هاجمت بها بلاده إسرائيل عقب إسقاط الطائرة، وأعلن وفق بيان صادر عن الكرملين أن "الأمر مردّه على الأرجح سلسلة ظروف عرضية مأساوية، وحضَّ الجانب الإسرائيلي على عدم السماح بحدوث مثل هذا الأمر مرة أخرى".
إسرائيل في مأزق
وركّزت وسائل الإعلام العبرية على أثر الغارة التي شنتها إسرائيل، وما تبعها من إسقاط للطائرة الروسية، وقالت إن موسكو قد تتخذ خطوات ستضيّق على قدرات إسرائيل في شن هجمات على أهداف سورية وإيرانية في سوريا، وأن هناك حالة غضب في موسكو بعد مقتل 15 عسكرياً روسياً في الطائرة الاستخبارية الروسية.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن روسيا عززت عملياتها شرق البحر المتوسط ونشرت إعلاناً عن تقييد لحركة الطيران والملاحة في مناطق بين قبرص وحتى السواحل السورية بسبب تدريبات عسكرية.
أما The Jerusalem Post فرأت أن الحادثة التي وقعت يوم الإثنين 18 سبتمبر/أيلول الجاري، وضعت إسرائيل في مأزق مع موسكو.
يُذكر أن روسيا تدخلت عسكرياً في سوريا في سبتمبر/أيلول من عام 2015، وفي ظل وقوفها بجانب الأسد، وجدت نفسها شريكاً في تحالفٍ يضم دمشق، وطهران، المناصرة لحزب الله.
ولطالما أشارت روسيا التي ترى إيران طرفاً مؤثراً أساسياً في حل الأزمة بسوريا إلى أهمية الدور الذي تؤديه الجمهورية الإسلامية في البلد الذي مزَّقته الحرب.
وتنتهج إسرائيل وروسيا سياسة عدم النزاع في سوريا تجنُّباً لأي خلافٍ قد ينشأ بينهما. ومع ذلك، كانت إسرائيل تحظى بحرية كبيرة نوعاً ما في الأجواء السورية لشن هجماتٍ على أهدافٍ تشكّل تهديداً للدولة اليهودية.
جديرٌ بالذكر أنَّ إسرائيل اعترفت علناً على مرِّ الحرب في سوريا المستمرة منذ 7 سنوات ونصف بأنَّها شنت مئات الهجمات على قوافل تابعة لحزب الله وغيرها من الأهداف في سوريا -بلغت هذه العمليات أكثر من 200 عمليةٍ في آخر سنةٍ ونصف فقط- بينما التزمت الصمت حيال مئات العمليات التي تُنسَب لها.